بعد حادث مدرسة التجمع.. كيف تدعم طفلك نفسيًا إذا واجه العنف؟
العنف المدرسي لم يعد مجرد حادث عابر بل أصبح ظاهرة مقلقة تؤثر على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، الحادثة الأخيرة التي هزت الرأي العام، والتي شهدتها إحدى المدارس الشهيرة في التجمع الخامس، ألقت الضوء على خطورة الأمر، ففي واقعة مؤسفة، تعرضت الطالبة كارما للاعتداء من قبل ثلاث زميلات، ما أسفر عن كسر في عظام الأنف وكدمات متفرقة في الرأس.
وفقًا لما صرحت به الضحية، فإن الحادثة كانت نتيجة سلسلة من المضايقات والتنمر الذي استمر لفترة قبل أن يتطور إلى عنف جسدي.
هذه الواقعة المؤلمة تفتح باب النقاش حول كيفية التعامل مع مثل هذه الأحداث، وكيفية حماية الأطفال من آثار العنف سواء الجسدي أو النفسي، وفقًا لتقرير نشره موقع HealthyChildren، فإن تعرض الطفل أو المراهق للعنف يؤثر بشكل كبير على صحته النفسية، إذا لم تُعالج هذه الآثار بشكل صحيح، فقد يتطور الأمر إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد مثل العدوانية، أو على النقيض، ضعف الشخصية والشعور المستمر بالانكسار.
العنف وأثره على الأطفال
يتسبب العنف في إحداث ضرر نفسي كبير للأطفال، فالتنمر أو الاعتداء اللفظي والجسدي لا يقتصر تأثيره على الألم اللحظي، بل يمتد ليؤثر على ثقة الطفل بنفسه وعلاقاته المستقبلية مع الآخرين، الأطفال الذين يتعرضون للعنف قد يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالقلق، الاكتئاب، أو حتى العدوانية كوسيلة للدفاع عن النفس.
دور الأهل في حماية الأطفال ودعمهم نفسيًا
عندما يتعرض طفلك للعنف، فإن أول ما يحتاجه هو الدعم النفسي من الأسرة، خصوصًا الفتيات، إذ إنهن أكثر حساسية لمثل هذه التجارب، مما يجعل تأثيرها النفسي مضاعفًا، دعم الأبوين يلعب دورًا محوريًا في مساعدتها على تجاوز الأزمة والحفاظ على توازنها النفسي.
خطوات لدعم طفلك نفسيًا إذا تعرض للعنف
1. التحكم في ردود الأفعال
الأطفال يراقبون تصرفات الأهل في المواقف الصعبة، عندما يتعرض طفلك للعنف، حاول أن تتحكم في غضبك وتجنب التصرف باندفاع، إظهار القوة والثبات يمنح الطفل شعورًا بالأمان والثقة بأن الأمور ستكون على ما يرام.
2. التحدث مع الطفل وفتح قنوات التواصل
ابدأ بالحديث مع طفلك عن الحادثة، اسأله عما حدث بطريقة هادئة وداعمة، وشجعه على التعبير عن مشاعره بحرية، من المهم أن يشعر الطفل بأنك تستمع إليه دون إصدار أحكام.
3. تفريغ شحنة الغضب والضيق
الأطفال الذين تعرضوا للعنف غالبًا ما يحملون مشاعر غضب أو حزن مكبوتة، ساعد طفلك على تفريغ هذه المشاعر بطريقة صحية، سواء من خلال الحديث، الكتابة، أو حتى الأنشطة البدنية.
4. التفكير في الدعم النفسي المهني
إذا لاحظت أن طفلك يعاني من أعراض مستمرة مثل القلق أو العزلة أو تغيرات في السلوك، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب نفسي متخصص، العلاج النفسي يمكن أن يساعد في معالجة الجروح النفسية بطرق علمية وفعالة.
5. تشجيع الطفل على مواجهة المواقف الصعبة
علّم طفلك كيفية التعامل مع المواقف الصعبة التي قد يواجهها مستقبلاً، شجعه على التحدث عندما يتعرض لأي شكل من أشكال الإساءة، وعزّز ثقته بنفسه ليتمكن من التصرف بطريقة صحيحة عند مواجهة تحديات مماثلة.
6. تعزيز المهارات الدفاعية والوعي الذاتي
عندما يبدأ الطفل في التعافي، يمكن للأهل العمل على تعزيز مهاراته الدفاعية، علّمه كيف يتصرف إذا واجه مواقف مشابهة مرة أخرى، أيضًا عزّز وعيه الذاتي ليكون قادرًا على حماية نفسه دون أن يلجأ للعنف أو الاستسلام.
7. التشجيع على العودة للحياة الطبيعية
بعد أي حادثة عنف، قد يميل الطفل إلى الانعزال أو تجنب الذهاب إلى المدرسة أو الاختلاط بالآخرين، من المهم تشجيعه على العودة للحياة الطبيعية تدريجيًا. اصطحبه إلى أماكن يحبها وشجعه على ممارسة أنشطة يستمتع بها.
8. تثقيف الطفل حول كيفية التعامل مع التنمر
اجعل من الحادثة درسًا يتعلم منه طفلك كيف يتصرف مع المتنمرين وكيف يحمي نفسه دون أن يؤذي الآخرين.
كيف تمنع تكرار الحوادث مستقبلاً؟
حافظ على تواصل مستمر مع المدرسة لمعرفة أجواء البيئة التي يدرس فيها طفلك.
علم طفلك أن يبلغك فور تعرضه لأي نوع من الإيذاء.
راقب سلوكه العام، فالتغيرات المفاجئة قد تكون مؤشرًا على تعرضه للتنمر أو العنف.
حادثة مدرسة التجمع تسلط الضوء على أهمية معالجة مشكلة العنف المدرسي بجدية، دور الأهل في هذه الحالات لا يقتصر على تقديم الدعم العاطفي، بل يشمل التوعية والتوجيه، عندما يشعر الطفل بالأمان والدعم داخل أسرته، يكون أكثر قدرة على التغلب على الأزمات وبناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات.