كسر الركبة عند الأطفال: الأعراض الرئيسية وطرق التشخيص والعلاج الفعّالة
يعد كسر الركبة من الإصابات الشائعة بين الأطفال، خاصة في المراحل العمرية التي تتسم بالحركة والنشاط البدني المكثف.
قد يحدث كسر الركبة نتيجة لحوادث رياضية، السقوط من أماكن مرتفعة، أو التعرض لحوادث السير، ورغم أن الركبة هي أحد المفاصل الأساسية في الجسم، إلا أن كسرها عند الأطفال يتطلب رعاية طبية دقيقة وعلاجًا فعالًا لضمان الشفاء الكامل واستعادة القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
وفي هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” الأعراض الرئيسية التي تشير إلى وجود كسر في الركبة عند الأطفال، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج الفعّالة التي يمكن اتباعها.
أعراض كسر الركبة عند الأطفال
عند تعرض الطفل لكسر في الركبة، تظهر عدة أعراض تشير إلى وجود إصابة، قد تختلف الأعراض حسب شدة الكسر، ولكن هناك بعض العلامات الشائعة التي يجب مراقبتها:
1.الألم الشديد: يعد الألم من أولى العلامات التي يشعر بها الطفل بعد الكسر ،قد يكون الألم حادًا ومفاجئًا، ويزداد مع الحركة أو الضغط على الركبة، في بعض الحالات، قد لا يتحمل الطفل وزن جسده على ساقه المصابة.
2.تورم الركبة: من الأعراض الشائعة الأخرى لتكسر الركبة هو تورم المفصل المصاب، يحدث هذا التورم نتيجة لتراكم السوائل في المنطقة المصابة بسبب التفاعل الالتهابي.
3.تشوه شكل الركبة: في بعض حالات الكسور، قد يظهر تشوه واضح في شكل الركبة. قد يظهر الركبة منحرفة أو تكون الحركة محدودة بشكل غير طبيعي، قد يكون هذا نتيجة لكسر في العظام أو التواء في المفصل.
4.صعوبة أو عدم القدرة على تحريك الركبة: بعد الإصابة، يعاني الطفل من صعوبة في تحريك الركبة المصابة أو قد يكون غير قادر على ثني الساق أو فردها بشكل طبيعي.
5.الكدمات: في كثير من الأحيان، يظهر الكدمات في المنطقة المحيطة بالمفصل نتيجة للنزيف تحت الجلد، مما يساهم في زيادة الألم والتورم.
6.تغير في لون الجلد: قد يتغير لون الجلد حول الركبة المصابة، حيث يظهر اللون الأزرق أو الأحمر نتيجة للتورم والنزيف الداخلي.
طرق تشخيص كسر الركبة عند الأطفال
عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة، يجب على الوالدين استشارة الطبيب فورًا لتشخيص الإصابة، يعتمد تشخيص كسر الركبة عند الأطفال على مجموعة من الطرق والاختبارات التي تهدف إلى تحديد مدى شدة الكسر ووجود أي مضاعفات:
1.الفحص البدني: يبدأ الطبيب بإجراء فحص بدني شامل للركبة المصابة، حيث يتم فحص الحركة والمفصل لتحديد مدى التورم والتشوه، يقوم الطبيب أيضًا بسؤال الطفل أو الوالدين عن كيفية حدوث الإصابة وأعراضها.
2.الأشعة السينية (X-ray): تعتبر الأشعة السينية الوسيلة الرئيسية لتشخيص الكسور، تساعد الأشعة السينية في تحديد مكان الكسر وشدته، سواء كان كسرًا مفتوحًا أو مغلقًا، وتحديد ما إذا كان قد أثر على الأنسجة المحيطة أو المفاصل.
3.التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): في بعض الحالات المعقدة أو عندما يكون الكسر غير واضح في الأشعة السينية، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الأضرار التي قد تكون لحقت بالأربطة أو الغضاريف.
4.التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): في الحالات التي تتطلب تحليلًا دقيقًا للكسر، قد يتم اللجوء إلى التصوير المقطعي المحوسب للحصول على صورة أكثر وضوحًا لموقع الكسر.
طرق علاج كسر الركبة عند الأطفال
يعتبر علاج كسر الركبة عند الأطفال أمرًا بالغ الأهمية لضمان شفاء الطفل بشكل كامل وعدم حدوث مضاعفات طويلة الأمد، يعتمد نوع العلاج على شدة الكسر، سواء كان كسرًا مغلقًا أو مفتوحًا، وكذلك على عمر الطفل وحالته الصحية العامة. فيما يلي بعض الخيارات العلاجية المتاحة:
1. العلاج غير الجراحي
التثبيت باستخدام الجبيرة أو الدعامة: في حالات الكسور البسيطة أو الصغيرة، قد يكتفي الطبيب باستخدام الجبيرة أو الدعامة لتثبيت الركبة والحفاظ على استقرار العظام، يساعد ذلك في تجنب الحركة الزائدة ويسمح للعظام بالشفاء بشكل طبيعي، في هذه الحالة، قد يوصى بإعادة فحص الطفل بعد فترة من الزمن للتأكد من أن الكسر قد التئم بشكل صحيح.
الراحة والثلج: من أهم النصائح في علاج كسر الركبة هو الراحة التامة للطفل المصاب، والابتعاد عن الأنشطة البدنية المجهدة التي قد تؤدي إلى تفاقم الإصابة، يمكن استخدام كمادات الثلج لتقليل التورم وتخفيف الألم.
الأدوية المسكنة: قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المسكنة للألم لتخفيف الأوجاع الناتجة عن الكسر، ينبغي أن يقتصر تناول الأدوية على الجرعات المحددة وفقًا لتعليمات الطبيب.
2. العلاج الجراحي
في حالة الكسور المعقدة أو التي تشمل قطعًا في العظام أو الأنسجة الرخوة (مثل الأربطة أو الأوتار)، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا، يتضمن العلاج الجراحي:
الجراحة لتثبيت العظام: في بعض الحالات، قد يتطلب الكسر إعادة تجميع العظام المكسورة باستخدام دبابيس أو صفائح معدنية لتثبيت العظام بشكل صحيح، تعتبر الجراحة حلاً فعّالًا للكسور التي تؤثر على الاستقرار الهيكلي للمفصل.
الجراحة لإصلاح الأنسجة المحيطة: إذا كانت الإصابة تشمل تمزقًا في الأربطة أو الأوتار، قد يتطلب الأمر إجراء عملية لإصلاح هذه الأنسجة.
3. العلاج الطبيعي والتأهيل
بعد أن يتم علاج الكسر، قد يحتاج الطفل إلى العلاج الطبيعي لاستعادة حركة الركبة وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل، يشمل ذلك تمارين مرونة وتحمل لمساعدته على استعادة القوة والقدرة على الحركة بشكل كامل، قد تستغرق فترة التأهيل عدة أشهر، ويجب أن تتم تحت إشراف متخصص في العلاج الطبيعي لضمان تعافي الطفل بشكل صحيح.
يعد كسر الركبة عند الأطفال إصابة خطيرة تتطلب رعاية طبية فورية، يمكن أن تكون الأعراض مثل الألم الشديد، التورم، وصعوبة الحركة مؤشرًا على وجود كسر في الركبة، تشخيص الحالة يتم من خلال الفحص البدني والاختبارات التصويرية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، أما العلاج فيتفاوت بين العلاج غير الجراحي مثل التثبيت بالجبيرة أو العلاج الجراحي في حالة الكسور المعقدة. العلاج الطبيعي بعد الشفاء يلعب دورًا مهمًا في استعادة القوة والمرونة للمفصل.
إذا كنت تشك في أن طفلك قد تعرض لكسر في الركبة، من المهم استشارة الطبيب فورًا لضمان العلاج السريع والفعال وتجنب أي مضاعفات محتملة.