الأحد 19 يناير 2025 الموافق 19 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تقرير يكشف: لماذا تزداد حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بين الأطفال؟

فرط الحركة
فرط الحركة

يُعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD) واحدًا من أكثر الاضطرابات العصبية الشائعة بين الأطفال، حيث يؤثر على ملايين الأطفال حول العالم، يتميز هذا الاضطراب بصعوبة في التركيز، والاندفاعية، والنشاط المفرط، مما يؤثر على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطفل.

وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب تم التعرف عليه منذ عقود، إلا أن عدد الحالات قد شهد تزايدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذه الزيادة.

و في هذا المقال يستعرض “القارئ نيوز” بعض الأسباب الرئيسية التي قد تساهم في ارتفاع معدلات تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بين الأطفال.

1. زيادة الوعي وتشخيص أفضل

أحد الأسباب التي تساهم في الزيادة الملحوظة في حالات ADHD هو التحسن الكبير في الوعي الطبي والاجتماعي حول هذا الاضطراب، في الماضي كانت الحالات تمر دون تشخيص دقيق أو كانت تُعتبر مجرد مشكلة سلوكية عابرة، لكن مع مرور الوقت، أصبح هناك فهم أفضل لهذا الاضطراب وتزايدت الجهود لتشخيصه مبكرًا.

الأطباء والمعلمون أصبحوا أكثر قدرة على تحديد العلامات والأعراض المبكرة للاضطراب، مما ساعد في التعرف على الحالات بشكل أسرع وأكثر دقة، كما أن زيادة الوعي العام في المجتمعات قد دفع أولياء الأمور إلى طلب استشارة طبية عندما يلاحظون سلوكيات مثل قلة التركيز أو النشاط الزائد لدى أطفالهم.

2. تأثير أسلوب الحياة العصري

الحياة العصرية، التي تهيمن عليها التكنولوجيا ووسائل الإعلام، قد تلعب دورًا كبيرًا في زيادة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، في العصر الحالي أصبح الأطفال أكثر تعرضًا للأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر، والألعاب الفيديو، إن هذه الأجهزة توفر محتوى سريعًا ومثيرًا، مما يعزز السلوكيات الاندفاعية ويزيد من صعوبة تركيز الأطفال.

الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً في مشاهدة الشاشات قد يصبحون أقل قدرة على الانتباه إلى الأنشطة التقليدية مثل القراءة أو الدراسة، تشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يزيد من احتمالية ظهور أعراض ADHD لدى الأطفال، حيث يُحرم الأطفال من الوقت الكافي لتنمية مهارات الانتباه والتركيز.

3. العوامل الوراثية والبيئية

يُعتقد أن ADHD له مكون وراثي قوي، مما يعني أن الأطفال الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل الوالدين أو الأشقاء) يعانون من هذا الاضطراب هم أكثر عرضة للإصابة به، تشير الأبحاث إلى أن عدة جينات قد تكون مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بـ ADHD، وخاصة تلك التي تنظم مستوى الدوبامين في الدماغ، وهو الناقل العصبي المرتبط بالتركيز والانتباه.

إلى جانب العوامل الوراثية، تؤثر العوامل البيئية بشكل كبير على احتمالية تطور هذا الاضطراب، تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لمواد سامة أثناء الحمل، مثل التدخين أو الكحول أو المخدرات، أو أولئك الذين يعانون من نقص في التغذية أو تلوث البيئة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ ADHD.

4. الضغوط الاجتماعية والنفسية

تزايد الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال في العصر الحديث قد تلعب دورًا مهمًا في زيادة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، الطفل في هذا العصر يتعرض لمستويات عالية من التوتر، سواء في المدرسة أو في المنزل، التوقعات الأكاديمية المرتفعة، والضغوط الاجتماعية من أجل التفوق، قد تؤدي إلى اضطرابات سلوكية قد يتم تشخيصها كـ ADHD.

أطفال الأسر التي تعاني من التوتر أو الانفصال أو الظروف النفسية السيئة قد يظهرون سلوكيات مشابهة لتلك الخاصة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مثل عدم الاستقرار العاطفي أو الاندفاعية، كما أن البيئة الأسرية غير المستقرة قد تؤدي إلى تأخير في نمو الطفل العقلي والاجتماعي، مما يزيد من احتمالية ظهور أعراض ADHD.

5. التأثيرات الغذائية

تشير بعض الأبحاث إلى أن التغذية قد تلعب دورًا في زيادة حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، العديد من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب يظهرون حساسية تجاه الأطعمة المعالجة أو المضاف إليها مواد كيميائية مثل المواد الحافظة والألوان الصناعية، بعض الدراسات suggest أن الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى العناصر المغذية الأساسية مثل الأحماض الدهنية أوميجا-3 أو الفيتامينات والمعادن قد تزيد من احتمالية الإصابة بـ ADHD.

أيضًا، تؤكد بعض الدراسات على أن الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من السكر أو الكافيين قد يكون لديهم زيادة في النشاط المفرط والعصبية، مما يمكن أن يساهم في تزايد الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب.

6. تأثير التشخيص المفرط والعلاج

الزيادة في تشخيص حالات ADHD قد تكون أيضًا نتيجة لتشخيص مفرط أو مبالغ فيه، خاصة في بعض البلدان المتقدمة، حيث يمكن أن يتم تشخيص سلوكيات غير نمطية للأطفال على أنها اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، خصوصًا في حالات حيث يتسم الأطفال بتصرفات مفرطة أو غير نمطية نتيجة لضغوط الحياة أو بيئات تعليمية صارمة.

علاوة على ذلك، أدى التركيز على علاج ADHD بالأدوية، مثل المنبهات (مستحضرات الدواء التي تحتوي على الميثيلفنيديت أو الأمفيتامينات)، إلى زيادة في عدد الحالات المشخصة، بعض الأطباء قد يكونون أسرع في تشخيص الاضطراب، بناءً على بعض الأعراض التي يمكن أن تكون ناتجة عن عوامل أخرى غير الاضطراب نفسه.

تحديات وفرص

إن زيادة حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بين الأطفال تعكس تحديات العصر الحديث، والتي تشمل تغيرات في نمط الحياة، والضغوط النفسية والاجتماعية، وزيادة الوعي حول هذا الاضطراب، لكن في نفس الوقت هذه الزيادة توفر فرصًا مهمة لتحسين الوعي المجتمعي وتوفير العلاج المبكر والفعال للأطفال المصابين بـ ADHD، من الضروري أن يتعاون الأطباء، المعلمون، وأولياء الأمور للعمل معًا في تشخيص هذه الحالات بشكل دقيق ومعالجة الأسباب الأساسية لزيادة انتشار هذا الاضطراب في المستقبل.

تم نسخ الرابط