كيف استطلعت دار الإفتاء هلال شهر رمضان 1446هـ

استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر رمضان لعام 1446 هـ، وذلك بعد غروب شمس اليوم الجمعة الموافق 28 فبراير 2025، وهو التاسع والعشرون من شهر شعبان، حيث جاءت هذه الخطوة ضمن الإجراءات السنوية التي تتبعها الدار لتحديد موعد بداية الشهر الكريم، وبناءً على ما أسفرت عنه الرؤية الشرعية، تم الإعلان عن أول أيام شهر رمضان في مصر.

ثبوت رؤية هلال رمضان 2025

أعلنت دار الإفتاء المصرية، في بيان رسمي، أنه قد ثبتت رؤية هلال شهر رمضان لعام 2025 من خلال اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية، وبذلك يكون اليوم الجمعة هو المتمم لشهر شعبان، ويكون غدًا السبت الموافق 1 مارس 2025 هو أول أيام شهر رمضان المبارك، حيث أوضحت دار الإفتاء أن اللجان المختصة برؤية الهلال تعمل وفق منهجية دقيقة تعتمد على الشريعة الإسلامية والاستعانة بالخبرات الفلكية والعلمية لضمان دقة النتائج.

وأكدت دار الإفتاء أنها الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بالإعلان عن نتيجة رؤية الهلال، محذرة من الانسياق وراء الأخبار غير الرسمية التي تنتشر قبل موعد إعلان الرؤية، حيث شددت على أهمية استقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية، حفاظًا على دقة الأخبار المتعلقة بالشعائر الإسلامية.

وفي ختام بيانها، هنأت دار الإفتاء المصرية جموع المسلمين في مصر والعالم العربي والإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك، داعية الله أن يعيده على الجميع بالخير والبركة، مؤكدة أن مصر تستقبل الشهر الكريم بالأمل والسكينة، متمنية أن يكون شهر رمضان فرصة لنشر قيم التسامح والمحبة بين الناس.

موعد رمضان 2025 فلكيًا

كان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قد أعلن في وقت سابق عن الموعد الفلكي المتوقع لولادة هلال شهر رمضان لعام 1446 هـ، حيث كشف الدكتور طه رابح، رئيس المعهد، عن تفاصيل الحسابات الفلكية الدقيقة التي أجراها فريق من العلماء والمتخصصين، وأوضح أن هلال شهر رمضان قد وُلد بالفعل اليوم الجمعة 28 فبراير 2025، في تمام الساعة الثانية والدقيقة 47 قبل الفجر بتوقيت القاهرة المحلي، وهو الموعد الذي يتوافق مع يوم الرؤية في معظم الدول الإسلامية.

وأشار الدكتور طه إلى أن الهلال سيبقى في الأفق بعد غروب الشمس لمدة 33 دقيقة في مكة المكرمة، بينما ستستمر رؤيته في القاهرة لمدة 37 دقيقة، أما في باقي محافظات الجمهورية، فسيظل الهلال ظاهرًا في السماء لمدة تتراوح بين 34 و37 دقيقة، كما أوضح أن مدة بقاء الهلال بعد غروب الشمس تختلف من بلد لآخر، ففي العواصم والمدن العربية والإسلامية تتراوح مدة الرؤية بين 20 و44 دقيقة، وبناءً على هذه الحسابات الفلكية، فإن السبت 1 مارس 2025 هو أول أيام شهر رمضان المبارك وفقًا للتقديرات الفلكية.

كيفية استطلاع الهلال

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن رؤية الهلال تتم وفق إجراءات دقيقة تضمن تحقيق الدقة في تحديد بداية الشهر الهجري، حيث يتم استخدام الحسابات الفلكية كعامل مساعد، لكنها لا تُعتمد بشكل حصري في إثبات دخول الشهر، إذ أن الشريعة الإسلامية تعتمد في الأساس على الرؤية البصرية للهلال، وأشارت الدار إلى أن الحساب الفلكي له دور مهم في استبعاد الشهادات غير الصحيحة، حيث يمكنه نفي إمكانية رؤية الهلال إذا لم يكن قد وُلد بعد، لكنه لا يُستخدم لإثبات الرؤية.

وأضافت دار الإفتاء أن استطلاع الهلال يتم من خلال لجان شرعية علمية متخصصة تضم خبراء في علوم الفلك والشريعة، حيث تتكون هذه اللجان من علماء شرعيين، بالإضافة إلى مختصين في علوم الفلك والمساحة، ويبلغ عدد هذه اللجان ست لجان، موزعة في مواقع مختلفة على مستوى الجمهورية، ويتم اختيار أماكن الرصد بعناية بالتنسيق مع هيئة المساحة المصرية ومعهد الأرصاد الجوية، لضمان توافر أفضل الظروف التي تساعد في رؤية الهلال بوضوح.

وأوضحت أن التعاون بين الجهات الشرعية والعلمية في هذه العملية يهدف إلى تحقيق أعلى درجات الدقة في تحديد بداية الشهر الهجري، حيث يتم الاعتماد على التقنيات الحديثة وعلوم الفلك المتقدمة، إلى جانب التقاليد الشرعية المتبعة في رؤية الهلال، وذلك لضمان التوافق بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية.

أهمية تحديد بداية شهر رمضان بدقة

يمثل تحديد بداية شهر رمضان حدثًا مهمًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث يرتبط بعدد من العبادات الأساسية مثل الصيام وصلاة التراويح، كما يؤثر على مواعيد العيد وغيرها من المناسبات الدينية، ولهذا السبب تحرص الدول الإسلامية على استخدام أفضل الوسائل العلمية والدينية لضمان دقة تحديد بداية الشهر الكريم.

وتعد مصر واحدة من الدول التي تتبع منهجية متقدمة في هذا المجال، حيث تجمع بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية لضمان الدقة في الإعلان عن بداية الشهر، ويعكس هذا النهج التوازن بين الالتزام بالتقاليد الدينية والاستفادة من التقدم العلمي، مما يجعل إعلان دار الإفتاء المصرية بشأن رؤية الهلال ذا مصداقية كبيرة داخل مصر وخارجها.

استعدادات المسلمين لاستقبال شهر رمضان

يستقبل المسلمون شهر رمضان بروح من الفرحة والبهجة، حيث تتزين الشوارع والمساجد بالفوانيس والزينة الرمضانية، ويحرص الكثيرون على الاستعداد للشهر الكريم من خلال تنظيم أوقاتهم بين العبادة والعمل، ويتميز رمضان بالأجواء الروحانية المميزة، حيث تكثر العبادات والأعمال الصالحة، ويحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالدعاء.

كما تشهد الأسواق التجارية حركة نشطة استعدادًا لاستقبال الشهر المبارك، حيث يقبل الناس على شراء المواد الغذائية والتمور والمستلزمات الرمضانية، وتبدأ العديد من المؤسسات الخيرية في تنظيم حملات إفطار الصائمين وتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة، مما يعكس روح التكافل والتضامن الاجتماعي التي يتميز بها شهر رمضان.

مع الإعلان عن أول أيام شهر رمضان 2025، تتجدد الدعوات بأن يكون هذا الشهر الكريم فرصة للمغفرة والرحمة، وأن يعم الخير والسلام على الأمة الإسلامية، وتهيب دار الإفتاء المصرية بالمواطنين إلى استغلال هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة، كما تدعو إلى تعزيز القيم الإيجابية والتسامح بين الناس، متمنية أن يكون رمضان هذا العام مليئًا بالخيرات والبركات.

وبذلك تستعد مصر، ومعها سائر الدول الإسلامية، لاستقبال شهر رمضان المبارك، داعين الله أن يكون شهرًا مليئًا بالنفحات الإيمانية والبركة، وكل عام والأمة الإسلامية بخير.