الخميس 13 مارس 2025 الموافق 13 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بعد وفاة طالبة.. خبير يوضح طرق التعامل مع الضغوط العاطفية والنفسية

وفاة طالبة
وفاة طالبة

أثارت وفاة الطالبة إيمان دياب، طالبة السنة الخامسة بكلية الطب جامعة المنوفية، حالة من الحزن والجدل حول تأثير الضغوط النفسية والدراسية على صحة الطلاب، خاصة بعد أن تركت رسالة مؤثرة قبل وفاتها بأيام قليلة، عبرت فيها عن معاناتها العاطفية والنفسية.

وفي رسالتها، كتبت إيمان كلمات تعكس الألم الذي كانت تمر به قائلة: “مش عايزة الجزء الحلو اللي فيا يموت، مش هسمح للكلية، أو الدكاترة، أو أي حد يمّوت الجزء ده فيا، كل يوم بحس إن في حاجة جوايا بتروح، وكل حاجة حلوة بتختفي”، كلماتها تلك كشفت عن الضغط النفسي الهائل الذي كانت تعاني منه والذي ربما كان أحد الأسباب التي أدت إلى رحيلها المفاجئ.

تفاصيل وفاة الطالبة إيمان دياب

جاءت وفاة إيمان بعد أدائها امتحانًا صعبًا في إحدى المواد، والذي وصفه زملاؤها بأنه كان مرهقًا للغاية، وأدى إلى انهيار العديد من الطلاب، إلا أن إيمان لم تتحمل الضغط النفسي الشديد، وسقطت مغشيًا عليها، لتدخل في غيبوبة لم تفق منها، قبل أن تفارق الحياة نتيجة إصابتها بنزيف حاد في المخ.

زملاؤها أكدوا أن الامتحان لم يكن عاديًا، بل كان قاسيًا إلى درجة أنه تسبب في حالة من الانهيار النفسي لدى الكثير من الطلاب، إلا أن الضغط النفسي والتوتر الزائد الذي تعرضت له إيمان، ربما كان السبب المباشر في إصابتها بهذه المضاعفات الخطيرة التي أودت بحياتها.

كيف يؤثر الضغط النفسي على الصحة الجسدية؟

تؤكد الدكتورة أمل محمد، استشارية القلب والأوعية الدموية، أن الضغوط النفسية المستمرة قد تصبح خلال السنوات القادمة من أكثر العوامل التي تؤدي إلى زيادة حالات الوفاة، وفقًا للعديد من الدراسات الحديثة التي تربط بين التوتر المزمن وأمراض القلب والدماغ.

وأضافت أن الإجهاد النفسي الشديد يؤدي إلى إفراز الجسم لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والذي يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب، مما يزيد من الضغط على الأوعية الدموية، وفي حالة وجود ضعف أو تشوهات في جدران الأوعية الدموية، قد يتسبب هذا الضغط في حدوث نزيف دماغي، وهو ما يعتقد أنه السبب الرئيسي في وفاة الطالبة إيمان دياب.

علامات تدل على أن الضغط النفسي وصل إلى مرحلة الخطر

يشير الأطباء إلى أن هناك بعض العلامات التي تدل على أن التوتر والضغط النفسي قد تجاوز الحدود الطبيعية وأصبح يشكل خطرًا على الصحة، ومن هذه العلامات:

صداع مفاجئ ومستمر

دوخة أو فقدان التوازن

خفقان القلب بشكل غير طبيعي

ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

الشعور بالإرهاق المستمر وعدم القدرة على التركيز

في حالة ظهور هذه الأعراض، ينصح الأطباء بضرورة استشارة الطبيب فورًا، وعدم تجاهلها حتى لا تتفاقم الحالة الصحية وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

كيف يمكن تجنب المخاطر الصحية الناتجة عن الضغط النفسي؟

للحد من تأثير التوتر والضغط النفسي على الصحة الجسدية، يوصي الخبراء باتباع مجموعة من النصائح التي تساعد على تقليل التوتر وتحسين الحالة النفسية، ومنها:

1.إدارة الإجهاد النفسي

يجب الحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق، بالإضافة إلى تخصيص وقت لممارسة الهوايات والأنشطة الترفيهية، والتي تساعد على تقليل التوتر والقلق.

2.المتابعة الدورية لمستوى ضغط الدم

ينصح الأطباء بضرورة قياس ضغط الدم بشكل دوري، خاصة لمن يعانون من ضغوط نفسية مستمرة، وذلك لتجنب المضاعفات الصحية التي قد تنتج عن ارتفاع ضغط الدم.

3.اتباع نمط حياة صحي

يعد الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، من أهم العوامل التي تساهم في تقليل التوتر وتحسين الصحة العامة.

4.عدم تجاهل الأعراض المرضية

عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية مثل الصداع المستمر أو الدوخة أو الإرهاق الشديد، يجب استشارة الطبيب فورًا وعدم الانتظار حتى تتفاقم المشكلة الصحية.

5.التعامل مع الضغوط بهدوء

يجب محاولة التعامل مع الأمور بشكل أكثر هدوءًا، وعدم السماح للضغوط الدراسية أو العملية بالتأثير على الصحة النفسية والجسدية، فالحفاظ على التوازن النفسي من الأمور الضرورية لحياة صحية.

دور المؤسسات التعليمية في تقليل الضغوط الدراسية

في ظل تزايد الضغوط الدراسية على الطلاب، يطالب العديد من الخبراء بضرورة أن تولي المؤسسات التعليمية اهتمامًا أكبر بالصحة النفسية للطلاب، من خلال توفير برامج دعم نفسي، وتخفيف الضغوط الدراسية الزائدة، وخلق بيئة تعليمية أكثر توازنًا.

كما يوصي المختصون بضرورة تدريب الطلاب على مهارات إدارة التوتر والضغط النفسي، وتشجيعهم على طلب المساعدة عند الحاجة، حتى لا يتكرر سيناريو الطالبة إيمان دياب مع طلاب آخرين.

تكشف قصة الطالبة إيمان دياب عن جانب خطير من الضغط النفسي الذي يعاني منه الكثير من الطلاب دون أن يلتفت إليه أحد، فالتوتر المزمن والإجهاد النفسي قد لا يكون مجرد حالة مؤقتة، بل قد يكون قاتلًا إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح.

لذلك من الضروري أن يولي الجميع، سواء الأهل أو المؤسسات التعليمية، اهتمامًا أكبر بالحالة النفسية للطلاب، وتوفير الدعم اللازم لهم حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى.

تم نسخ الرابط