السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

كنز وردي في مطبخك.. ملح الهيمالايا يعالج الأعصاب والصدر

ملح الهيمالايا
ملح الهيمالايا

ملح الهيمالايا هو أكثر من مجرد إضافة جمالية إلى طاولة الطعام، فهو يُعد كنزًا ورديًا ثمينًا يخفي وراء لونه الساحر أسرارًا علاجية مدهشة، تتنوع فوائده من تحسين وظائف الأعصاب إلى التخفيف من أعراض حساسية الصدر، ووسط تزايد الاهتمام بالعودة إلى الطبيعة في العلاج والتغذية، بات ملح الهيمالايا يتصدر المشهد كخيار صحي يتجاوز المفهوم التقليدي للملح العادي.

ما هو ملح الهيمالايا ولماذا يتميز عن غيره؟

ملح الهيمالايا هو نوع من الملح الصخري يُستخرج من مناجم الملح الواقعة في جبال الهيمالايا بباكستان، ويُعتقد أن هذا الملح الوردي تشكل منذ ملايين السنين نتيجة لتبخر المسطحات المائية القديمة، ويتميز بلونه الوردي الناعم الغني نتيجة احتوائه على عشرات المعادن والعناصر النادرة مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والحديد، وهي معادن تُعزز من القيمة الغذائية والصحية له مقارنة بالملح الأبيض المكرر.

اللافت في ملح الهيمالايا أنه لا يخضع لعمليات تكرير قاسية كما هو الحال في الملح الصناعي، مما يجعله أنقى وأكثر احتفاظًا بعناصره المفيدة، كما أنه لا يحتوي على المواد المضافة التي توجد غالبًا في الملح العادي مثل مضادات التكتل، الأمر الذي يعزز من سلامته للجسم وخاصة الجهاز العصبي والتنفسي.

فوائده للأعصاب وصحة الدماغ

أحد أبرز الفوائد التي يُعزى إليها ملح الهيمالايا هي قدرته على دعم الجهاز العصبي بشكل ملحوظ، إذ تحتوي تركيبة هذا الملح الطبيعي على المغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما عنصران أساسيان في تحسين الإشارات العصبية وتخفيف التوتر والقلق، ويُشير خبراء التغذية إلى أن استخدام ملح الهيمالايا في الوجبات قد يساعد على تقليل التشنجات العضلية وتحسين التركيز الذهني، كما يُعتقد أن الاستنشاق بالبخار الممزوج به يساعد على تهدئة الأعصاب وتعزيز الشعور بالاسترخاء العام.

من ناحية أخرى فإن نقص المعادن النادرة في الجسم قد يؤدي إلى خلل في توازن الجهاز العصبي، وهنا يلعب ملح الهيمالايا دورًا مهمًا في تزويد الجسم بتلك العناصر التي قد تُفقد نتيجة التغذية غير المتوازنة أو الضغط العصبي المستمر، مما يجعله خيارًا مثاليًا للباحثين عن حلول طبيعية لتحسين الأداء الذهني والوظائف العصبية.

دوره في تخفيف أعراض حساسية الصدر

لا يقتصر تأثير ملح الهيمالايا على الداخل فقط، بل يمتد أيضًا إلى التنفس، فقد أثبتت تجارب عديدة أن استنشاق الهواء المشبع بجزيئات ملح الهيمالايا قد يُسهم في تحسين حالة الجهاز التنفسي بشكل ملحوظ، وهو ما يُعرف بالعلاج الملحي أو “الهالوثيرابي”، وهي تقنية مستخدمة منذ عقود لعلاج حالات مثل الربو وحساسية الصدر والتهاب الجيوب الأنفية.

تعتمد هذه التقنية على الجلوس في غرف مليئة بجزيئات ملح الهيمالايا الموزعة في الهواء، حيث تساعد هذه الجزيئات الدقيقة في تنظيف المسالك الهوائية من المخاط وتخفيف التهيج الناتج عن الحساسية، كما تعمل على تقليل الالتهاب داخل الشعب الهوائية، ما يُتيح للأشخاص الذين يعانون من ضيق التنفس والشعور بثقل في الصدر فرصة للشعور بالراحة وتحسين جودة التنفس.

استخداماته اليومية وفوائده الشاملة

بعيدًا عن الجوانب الطبية، فإن ملح الهيمالايا له استخدامات يومية تُثري نمط الحياة الصحي، إذ يمكن إضافته إلى الطعام بديلًا عن الملح الأبيض، أو استخدامه في الحمامات الملحية لتخفيف آلام العضلات والاسترخاء بعد يوم طويل، كما يُمكن استخدامه في صناعة مقشرات البشرة الطبيعية، مما يعزز صحة الجلد ويمنحه النضارة والنعومة.

ملح الهيمالايا يُستخدم أيضًا في مصابيح الإضاءة التي تعمل على تنقية الهواء من الشوائب وزيادة الطاقة الإيجابية في المكان، حيث يعتقد البعض أن هذه المصابيح تطلق أيونات سالبة تساعد على تقليل الشحنات الكهربائية الساكنة في الهواء، ما يعزز من جودة النوم ويخفف من التوتر والإجهاد.

لماذا يتزايد الإقبال عليه؟

في ظل التوجه المتزايد نحو الطبيعة والابتعاد عن المنتجات الصناعية، أصبح ملح الهيمالايا خيارًا مفضّلًا لدى الكثير من المهتمين بالصحة والعافية، فإلى جانب لونه الجذاب وطعمه المميز، فإنه يُمثل رمزًا للعودة إلى البساطة والأصالة في التغذية والعلاج، كما أن شهرته الواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشاره كمنتج “عصري” يحمل فوائد حقيقية.

العديد من المتاجر الصحية الكبرى تضع ملح الهيمالايا في واجهة عروضها، وتتنافس الشركات على تقديمه بأشكال مختلفة، منها الحبيبات الدقيقة، والبلورات الكبيرة، وأعمدة المصابيح، مما يدل على تعدد استخداماته واهتمام المستهلكين به في مختلف أنحاء العالم.

رغم أن ملح الهيمالايا يُعد خيارًا صحيًا وطبيعيًا، إلا أن التوازن يبقى هو الأساس، فالاعتدال في استهلاكه ضروري حتى لا يؤدي إلى مشاكل صحية مرتبطة بالإفراط في تناول الصوديوم، لكن بلا شك، إدراجه ضمن روتين الحياة اليومية سواء في التغذية أو العناية بالجسم يُمثل خطوة إيجابية نحو صحة أفضل وعقل أكثر صفاء.

تم نسخ الرابط