فوائد تناول القرفة ليلاً: كيف تساهم في تحسين جودة النوم والاسترخاء؟
تعد القرفة من التوابل التي تتمتع بتاريخ طويل من الاستخدام في الطب الشعبي نظرًا لفوائدها الصحية المتعددة، ومع تزايد الاهتمام بالطب البديل والمكملات الطبيعية، بدأ العديد من الأشخاص في استكشاف فوائد القرفة على الصحة بشكل عام، وعلى وجه الخصوص، فوائدها في تحسين جودة النوم والاسترخاء عندما يتم تناولها في المساء.
وفي هذا المقال يستعرض "القارئ نيوز" كيف يمكن للقرفة أن تساهم في تعزيز النوم الهادئ والتخلص من التوتر الذي يعكر صفو الراحة الليلية.
القرفة كمهدئ طبيعي
تعتبر القرفة من الأعشاب التي تحتوي على مجموعة من المركبات الطبيعية التي تساعد في تهدئة الأعصاب وتقليل مستويات التوتر، عند تناول القرفة ليلاً، تعمل بعض المركبات الموجودة فيها على تهدئة الجهاز العصبي، مما يساعد على الشعور بالاسترخاء والهدوء، وهذا يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في النوم بسبب التوتر أو القلق، حيث أن تأثير القرفة كمهدئ يساعد على الاستعداد للنوم بشكل طبيعي دون الحاجة إلى الأدوية المهدئة أو المنومات.
القرفة وتحسين جودة النوم
أظهرت العديد من الدراسات أن تناول القرفة ليلاً يمكن أن يساهم في تحسين جودة النوم بشكل ملحوظ، وذلك بفضل قدرة القرفة على تنظيم مستويات السكر في الدم، وهي من العوامل التي قد تؤثر في نمط النوم، فبعض الأشخاص يعانون من تقلبات في مستويات السكر أثناء الليل، مما يسبب الاستيقاظ المتكرر أو صعوبة في النوم، ومن خلال تناول القرفة، يمكن تحسين تنظيم مستويات السكر وبالتالي تحسين نوعية النوم، كما أن القرفة تحتوي على مركب يسمى “سينامالديهيد”، الذي يعمل على تعزيز عملية استرخاء العضلات وتحفيز الجسم على الاستعداد للنوم.
القرفة ودورها في تخفيف الأرق
يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة الأرق، التي تتسبب في صعوبة النوم أو الاستمرار فيه طوال الليل، وتعتبر القرفة خيارًا طبيعيًا لعلاج هذه المشكلة، حيث يساعد تناولها قبل النوم على تعزيز إفراز هرمون السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج والراحة النفسية، بالإضافة إلى أنها تساعد في تعزيز إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم دورة النوم واليقظة في الجسم، من خلال تعزيز إفراز الميلاتونين، تصبح القرفة خيارًا رائعًا لتحسين نوعية النوم والتخفيف من أعراض الأرق.
القرفة والراحة النفسية
القرفة لها تأثير ملحوظ على تحسين الحالة المزاجية والراحة النفسية، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من ضغوط الحياة اليومية، عند تناول القرفة ليلاً، تعمل على تقليل مستويات القلق والتوتر الذي يعيق الوصول إلى النوم العميق، وقد أظهرت الدراسات أن القرفة تحتوي على خصائص مضادة للاكتئاب، حيث يمكن أن تساعد في تحسين المزاج العام، وبالتالي تساهم في الاسترخاء العاطفي والنفسي، مما يسهل الاستغراق في النوم بسرعة وعمق.
كيفية تناول القرفة للحصول على أفضل النتائج؟
للحصول على أقصى استفادة من فوائد القرفة في تحسين النوم، يمكن تناولها بطرق بسيطة وغير معقدة، أكثر الطرق شيوعًا هي إضافة القرفة إلى كوب من الحليب الدافئ قبل النوم، يعد الحليب مصدرًا غنيًا بالكالسيوم الذي يساعد في الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، وعند إضافة القرفة إليه، يتم دمج فوائد المكونات معًا لتوفير راحة أكبر قبل النوم، يمكن أيضًا تحضير مشروب القرفة مع الماء الدافئ وإضافة قليل من العسل لتحسين الطعم وتعزيز الفوائد الصحية، يمكن تناول هذا المشروب يوميًا قبل النوم للحصول على أفضل النتائج.
القرفة ومقاومة التوتر البدني
بجانب تأثيراتها النفسية، للقرفة أيضًا تأثير إيجابي على التوتر البدني، خصوصًا تلك التوترات الناتجة عن العمل المفرط أو التمارين الرياضية الشاقة، عند تناول القرفة ليلاً، يمكن أن تساعد في تقليل التوتر العضلي وتحفيز الجسم على الاسترخاء، حيث تحتوي القرفة على خصائص مضادة للالتهابات تساعد في تخفيف آلام العضلات والتشنجات، وبالتالي يمكن أن يساهم تناول القرفة في تحسين نوعية النوم للأشخاص الذين يعانون من آلام جسدية أو توتر عضلي.
تحذيرات وأمور يجب مراعاتها عند تناول القرفة
رغم الفوائد المتعددة للقرفة في تحسين النوم والاسترخاء، يجب أخذ بعض الاحتياطات عند استخدامها، خصوصًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه القرفة أو أي من مكوناتها، كما أن القرفة تحتوي على مركب يسمى “الكومارين”، الذي قد يكون سامًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة على المدى الطويل، لذا من الأفضل عدم الإفراط في تناول القرفة، والالتزام بالكميات المعتدلة التي يمكن أن توفر الفوائد المرجوة دون أي تأثيرات جانبية، يفضل استشارة الطبيب في حال كنت تتناول أدوية أو تعاني من حالات صحية خاصة مثل مشاكل الكبد.
تناول القرفة ليلاً يعد طريقة طبيعية وآمنة لتحسين جودة النوم والاسترخاء، حيث توفر القرفة مزيجًا من الفوائد النفسية والجسدية التي تساعد على تهدئة الأعصاب، تخفيف التوتر، وتحسين جودة النوم بشكل عام، يمكن تناولها بطرق مختلفة مثل إضافتها إلى الحليب الدافئ أو الماء الدافئ مع العسل للحصول على نتائج فعالة، على الرغم من فوائدها الكبيرة، إلا أنه يجب دائمًا مراعاة الكميات المناسبة وعدم الإفراط في استخدامها، مما يضمن الاستفادة القصوى من هذه التوابل الرائعة دون أي آثار سلبية.
