أطفالك لا يفضلون البيض؟.. هذه البدائل توفر نفس العناصر الغذائية الأساسية

البيض يُعد من الأغذية الكاملة التي يوصي بها الخبراء في مراحل النمو الأولى لما يحتويه من عناصر ضرورية لبناء الجسم وتطوير القدرات الذهنية عند الأطفال، إلا أن كثيرًا من الأمهات يواجهن تحديًا عندما يرفض الطفل تناول البيض سواء بسبب الطعم أو الرائحة أو حتى القوام، الأمر الذي يثير القلق حول تعويض هذا النقص الغذائي ببدائل صحية وفعالة.
وفى هذا المقال يستعرض "القارئ نيوز" الأطعمة التي يمكن أن تعوّض القيمة الغذائية للبيض بشكل متوازن وآمن للأطفال.
القيمة الغذائية للبيض وأهميته للأطفال
قبل الحديث عن البدائل، لا بد من الإشارة إلى ما يجعل البيض طعامًا مميزًا من الناحية الغذائية، حيث يحتوي البيض على البروتين الكامل الذي يشمل جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع جسم الطفل تصنيعها بمفرده، إضافة إلى كميات عالية من فيتامين B12، وفيتامين D، والكولين، والحديد، والدهون الصحية، وهي جميعها عناصر تساهم في نمو العضلات، تقوية المناعة، تحسين وظائف الدماغ، والمساعدة على امتصاص الكالسيوم، مما يجعل البيض خيارًا رئيسيًا في خطط التغذية السليمة للأطفال.
لكن في حال رفض الطفل تناوله، فإن تعويض هذه العناصر يصبح ضرورة ملحّة لضمان تطوره البدني والعقلي بشكل سليم.
1 - الزبادي والجبن القريش: بروتين وكالسيوم في قالب محبب
يُعتبر الزبادي خيارًا مثاليًا خاصة عندما يُقدّم بنكهات طبيعية أو ممزوجًا بقطع الفاكهة، حيث يحتوي على نسبة عالية من البروتين والكالسيوم، كما أنه غني بالبكتيريا النافعة التي تعزز صحة الجهاز الهضمي، أما الجبن القريش فيقدّم جرعة ممتازة من البروتين قليل الدهون، وهو سهل الهضم ويمكن دمجه مع الخضروات أو تقديمه كوجبة خفيفة مغذية.
2 - العدس والفاصوليا: بروتين نباتي غني بالحديد
البقوليات مثل العدس والفاصوليا السوداء والحمراء تُعد مصادر رائعة للبروتين النباتي، كما أنها تحتوي على كميات كبيرة من الحديد والألياف التي تدعم صحة الأمعاء وتعزز الإحساس بالشبع لفترة أطول، ومن الممكن تقديمها في صورة حساء، أو دمجها مع الخضروات والأرز لصنع وجبة متكاملة يحبها الأطفال.
3 - الحبوب الكاملة المدعّمة: فيتامينات ومعادن في متناول اليد
بعض أنواع الحبوب الكاملة التي تُباع في الأسواق مدعّمة بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين D وB12 والحديد، وهي العناصر الأساسية الموجودة في البيض، ويمكن تقديمها مع الحليب في وجبة الإفطار أو كوجبة خفيفة بين الفطور والغداء، مع التأكد من اختيار الأنواع منخفضة السكر.
4 - التونة والسلمون: أوميجا 3 وبروتينات عالية الجودة
الأسماك الدهنية مثل التونة والسلمون من البدائل الممتازة للبيض، حيث تحتوي على أحماض أوميجا 3 التي تلعب دورًا مهمًا في تطوير الدماغ لدى الأطفال، إضافة إلى احتوائها على البروتين عالي الجودة وفيتامين D، ويمكن تقديم التونة في سندويشات أو السلمون في شكل قطع صغيرة مشوية أو مطهية على البخار لتناسب ذوق الطفل.
5 - زبدة الفول السوداني والمكسرات: طاقة صحية ونمو مثالي
توفر زبدة الفول السوداني مصدرًا غنيًا بالبروتين والدهون الصحية وفيتامين B6 والمغنيسيوم، ويمكن دهنها على شرائح الخبز أو إضافتها إلى الفواكه، أما المكسرات مثل اللوز والجوز فتحتوي على مغذيات تساهم في تقوية العظام وتحسين التركيز، لكن يجب تقديمها مطحونة أو على شكل زبدة للأطفال الصغار لتفادي خطر الاختناق.
6 - الحليب ومنتجاته: فيتامين D وكالسيوم أساسيان
من أهم البدائل التي تضمن حصول الطفل على الكالسيوم وفيتامين D بشكل كافٍ، كما أن الحليب مصدر مهم للبروتين، ويمكن تقديمه مع الشوفان أو كوجبة مستقلة، كما يمكن إدخال الحليب في تحضير العصائر الطبيعية لزيادة تقبل الأطفال له.
7- السبانخ والبروكلي: حديد وكالسيوم من الخضروات الخضراء
الخضروات الورقية مثل السبانخ، والبروكلي تعتبر من أغنى مصادر الحديد النباتي، كما أنها تحتوي على نسب جيدة من الكالسيوم والمغذيات الدقيقة التي تدعم نمو العظام والأسنان، ويمكن تقديمها في شكل شوربة كريمية أو خلطها مع المكرونة والجبن لتصبح أكثر قبولًا لدى الأطفال.
نصائح لتعويض غياب البيض بطريقة متوازنة
يعتمد نجاح تعويض البيض على التنوع والتوازن، حيث يُفضل دمج أكثر من نوع من البدائل المذكورة على مدار الأسبوع لضمان حصول الطفل على كافة العناصر اللازمة لنموه، كما يجب الحرص على متابعة وزن الطفل ونشاطه ومستوى طاقته، ومراجعة الطبيب أو اختصاصي التغذية في حال وجود علامات على نقص أي عنصر غذائي.
كذلك يُنصح باستخدام طرق طهي مبتكرة ومحببة للطفل مثل التزيين بالألوان الطبيعية أو تقديم الطعام على شكل قصص أو ألعاب لجعل الوجبة أكثر متعة، وهو ما يعزز رغبة الطفل في تجربة أطعمة جديدة تعوض له ما قد يفقده من البيض.
عدم تقبل الطفل للبيض لا يعني بالضرورة وجود خطر على صحته الغذائية إذا تم التعامل مع الموقف بذكاء تغذوي، فهناك مجموعة واسعة من البدائل التي توفّر العناصر نفسها الموجودة في البيض بل وتتفوق عليه في بعض النواحي، المهم هو المتابعة والاهتمام بتقديم غذاء متوازن يضمن للطفل نموًا صحيًا وسليمًا على المدى الطويل.