الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كيف تحمي جسمك من الأملاح الزائدة بعد أكلات شم النسيم؟

الرنجة
الرنجة

يُعد شم النسيم من أقدم الأعياد الشعبية التي يحتفل بها المصريون، حيث ترتبط طقوسه بتناول أطعمة مميزة مثل الفسيخ والرنجة والملوحة، ومع كل عام تتجدد البهجة بألوان البيض والخروج إلى الحدائق وتجمع العائلة، إلا أن الجانب الصحي من شم النسيم غالبًا ما يُغفل رغم أهميته البالغة، فالأكلات المرتبطة بهذا اليوم تحمل في طياتها كميات كبيرة من الصوديوم والملح، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الأملاح في الجسم وزيادة العبء على الكلى والجهاز الدوري، لذا فإن الوعي بالتأثيرات الصحية لشم النسيم وكيفية التعامل معها أصبح ضرورة ملحة.

أملاح شم النسيم.. خطر صامت يتسلل للجسم

تتسبب وجبات شم النسيم التقليدية في إدخال كميات هائلة من الأملاح إلى الجسم، حيث تحتوي الأسماك المملحة مثل الفسيخ والرنجة على نسب مرتفعة من الصوديوم قد تتجاوز احتياجات الإنسان اليومية بكثير، ويؤدي ذلك إلى احتباس السوائل داخل الجسم وارتفاع ضغط الدم وزيادة الحمل على القلب والكلى، وقد تظهر الأعراض بعد تناول الطعام بساعات في صورة صداع أو تورم في الأطراف أو شعور بالعطش المستمر، لذلك ينبغي إدراك أن شم النسيم لا يجب أن يكون سببًا في تدهور الحالة الصحية، بل يمكن الاحتفال به دون الوقوع في فخ الأملاح.

أول خطوة بعد شم النسيم.. شرب الماء بكثرة

بعد تناول أكلات شم النسيم لا بد من بدء خطة فورية لطرد الأملاح الزائدة من الجسم، وتُعد الخطوة الأولى والأبسط هي شرب كميات كبيرة من الماء، فالماء يلعب دورًا محوريًا في تخفيف تركيز الصوديوم داخل الدم، ويساعد الكلى على التخلص من الأملاح عن طريق البول، ويُنصح بتناول ما لا يقل عن 2 إلى 3 لترات من الماء خلال يوم شم النسيم واليوم الذي يليه، كما يمكن إضافة شرائح من الليمون أو الخيار للماء لتعزيز قدرته على التطهير.

الأطعمة المدرة للبول.. سلاحك السري بعد شم النسيم

هناك مجموعة من الأطعمة التي تساعد الجسم على التخلص من الأملاح من خلال تأثيرها المدر للبول، ويمكن الاعتماد عليها بعد يوم شم النسيم لتسريع عملية التوازن، ومن أبرز هذه الأطعمة: البطيخ، الخيار، الكرفس، البقدونس، والأناناس، كما أن تناول الشاي الأخضر أو شاي الأعشاب مثل البقدونس المغلي أو الزنجبيل يمكن أن يسهم في إخراج الصوديوم الزائد من الجسم بطريقة طبيعية وآمنة.

تجنب هذه الأخطاء بعد شم النسيم

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها البعض بعد شم النسيم هو تناول أطعمة أخرى غنية بالصوديوم في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، مثل المخللات أو الوجبات السريعة أو الشيبسي، ما يؤدي إلى مضاعفة المشكلة، كما أن قلة الحركة والخمول بعد تناول وجبات الفسيخ والرنجة تزيد من احتباس السوائل وتُبطئ من عملية الإخراج، لذا يُنصح بالمشي لمدة 20 إلى 30 دقيقة بعد تناول الوجبة، كما يجب تجنب المشروبات الغازية التي تزيد من الانتفاخ وتقلل كفاءة الكلى في تصريف الأملاح.

أعراض تراكم الأملاح التي تستدعي الانتباه بعد شم النسيم

يجب أن تكون يقظًا لبعض الإشارات التي قد تظهر بعد شم النسيم وتشير إلى ارتفاع نسبة الأملاح في الجسم، مثل الشعور بالدوخة، الصداع، تورم القدمين أو اليدين، ارتفاع ضغط الدم، التعرق الزائد، أو تغيرات في لون البول وكميته، وفي حال ظهور هذه الأعراض يجب الإسراع باتخاذ إجراءات وقائية وشرب الكثير من الماء وتناول الأغذية المدرة للبول، وفي الحالات الشديدة قد يتطلب الأمر استشارة الطبيب خاصة إذا كان الشخص يعاني من أمراض مزمنة.

كيف تساعد الأعشاب في التخلص من أملاح شم النسيم؟

تلعب بعض الأعشاب دورًا مهمًا في دعم الجسم للتخلص من الأملاح بعد شم النسيم، ويُعتبر مشروب الشعير من أبرز هذه المشروبات، حيث يعمل على إدرار البول وتفتيت الحصوات، كما أن الزنجبيل والنعناع من الأعشاب المفيدة في تنشيط الدورة الدموية وتحسين وظائف الكلى، ويمكن شرب كوب من البقدونس المغلي صباحًا وكوب آخر مساءً لمدة يومين بعد شم النسيم لتعزيز إخراج الصوديوم من الجسم بشكل طبيعي.

أكلات بديلة وصحية للاحتفال دون مضاعفات

لا يعني الحفاظ على الصحة في شم النسيم أن نتخلى عن الطقوس المبهجة، بل يمكن تعديل العادات لتصبح أكثر أمانًا، فبدلًا من تناول الفسيخ المملح بشدة يمكن شراء أنواع أقل ملوحة أو غسلها جيدًا بالماء والخل والليمون وتقليل الكمية المستهلكة، كما يمكن استبدال الرنجة بسمك مشوي مع إضافة الأعشاب والتوابل الطبيعية، ويُنصح بتناول الخضروات الورقية مثل الجرجير والخس بجانب الوجبة لتقليل امتصاص الصوديوم.

شم النسيم فرحة لا يجب أن تؤذي صحتك

يبقى شم النسيم مناسبة جميلة ومميزة في ذاكرة المصريين، لكن لا يجب أن تكون هذه الفرحة سببًا في تدهور الحالة الصحية بسبب كميات الأملاح الهائلة في أطعمة اليوم، ويمكن ببعض الوعي والاحتياطات أن نحتفل بشم النسيم دون ضرر، فقط تذكّر أن جسمك أمانة، وأن ما تفعله بعد تناول الفسيخ والرنجة لا يقل أهمية عن متعة الأكل نفسها، فاشرب الماء، تحرك، اختر طعامك بحكمة، وتجنب الإفراط، لتستمتع بشم النسيم كل عام دون متاعب أو ندم.

تم نسخ الرابط