السبت 05 أبريل 2025 الموافق 07 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

هل يعاني طفلك من فرط الحركة؟.. اكتشف الأعراض التي تؤكد الإصابة

فرط حركة
فرط حركة

يُعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا بين الأطفال، ويتميز هذا الاضطراب بعدم قدرة الطفل على التركيز لفترات طويلة، بالإضافة إلى التصرفات المفرطة التي تكون خارجة عن السيطرة في العديد من الحالات، وتشمل هذه التصرفات النشاط الزائد، وعدم القدرة على الجلوس في مكان واحد، وصعوبة اتباع التعليمات، مما يؤدي إلى صعوبات في المدرسة والمنزل وبين الأصدقاء.

يمثل هذا الاضطراب تحديًا كبيرًا للآباء والمعلمين، ويشعر البعض بالقلق عندما يبدأ الطفل في إظهار علامات تشير إلى وجود اضطراب في سلوكه، لكن من المهم أن نعرف أن التشخيص الدقيق يعتمد على مجموعة من الأعراض المحددة التي تظهر بوضوح في سلوك الطفل، ولذلك من المهم فهم هذه الأعراض وكيفية التعامل معها في وقت مبكر.

أعراض فرط الحركة: النشاط الزائد

من أبرز الأعراض التي تشير إلى إصابة الطفل بفرط الحركة هي النشاط الزائد، حيث يشعر الطفل بعدم القدرة على الجلوس لفترات طويلة أو حتى البقاء هادئًا لفترة قصيرة، فيعمد إلى الجري أو القفز أو التحرك بشكل مفرط في الأماكن المختلفة، قد يكون هذا النشاط مفرطًا لدرجة تجعل الطفل يبدو وكأنه لا يستطيع التوقف عن التحرك، حتى في الأماكن التي تتطلب الهدوء مثل الفصول الدراسية أو أثناء تناول الطعام.

قد يظهر الطفل كأنه في حالة من “التوتر العصبي”، مما يجعله يعاني من صعوبة في الحفاظ على الانضباط في المواقف التي تتطلب الهدوء والسكينة، مثل الاجتماعات العائلية أو أثناء أداء الواجبات المنزلية.

التشتت وصعوبة التركيز

من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تشير إلى اضطراب فرط الحركة هي صعوبة التركيز، حيث يعاني الطفل المصاب بهذا الاضطراب من صعوبة في إتمام المهام أو متابعتها حتى نهايتها، فيبدو دائمًا مشتت الذهن، غير قادر على إتمام الأنشطة أو الأعمال المقررة، بالإضافة إلى تجاهله للتعليمات أو نسيان الأشياء التي طلبت منه القيام بها، حتى عندما تكون واضحة جدًا.

قد يعاني الطفل من مشاكل في الفصل الدراسي، مثل صعوبة الاستماع إلى المعلم أو متابعة الدروس، وقد يكون لديه تاريخ من تأخير أداء الواجبات المدرسية أو الحصول على درجات منخفضة نتيجة لعدم التركيز.

الاندفاعية: التصرفات المتهورة

الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة يتسم أيضًا بالاندفاعية، حيث يفتقر إلى القدرة على التفكير قبل التصرف، فيتصرف بشكل متهور ودون مراعاة العواقب، على سبيل المثال قد يجيب على الأسئلة قبل أن ينتهي الشخص الآخر من طرحها، أو يتطفل في المحادثات، أو يقاطع الآخرين دون الشعور بأي إحراج.

كما أن الطفل قد يظهر في سلوكياته المتهورة من خلال اتخاذ قرارات خاطئة بسرعة، مثل اتخاذ خطوات قد تعرضه للخطر أو قد تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها، كما أنه يعاني من صعوبة في انتظار دوره في الأنشطة الجماعية أو في المواقف التي تتطلب الصبر.

صعوبة في تنظيم المهام والأنشطة اليومية

يواجه الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة صعوبة كبيرة في تنظيم مهامهم اليومية، مثل ترتيب ألعابهم أو حفظ مواعيدهم أو إتمام واجباتهم المنزلية في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى تراكم الأعمال أو الشعور بالارتباك، كما يعانون من ضعف في القدرة على التكيف مع المهام اليومية التي تتطلب مستوى عالٍ من الانضباط.

قد يجد الطفل صعوبة في اتخاذ قرارات منطقية أو في تنظيم الأفكار التي تتطلب العمل المتواصل، مما قد يؤدي إلى تعثره في إنجاز المهام التي تكون بسيطة بالنسبة للأطفال الآخرين.

السلوك الاجتماعي والعاطفي

لا تقتصر أعراض اضطراب فرط الحركة على السلوكيات الحركية والفكرية فحسب، بل تشمل أيضًا مشكلات في التفاعل الاجتماعي والعاطفي، حيث قد يظهر الطفل المصاب بفرط الحركة من خلال سلوكيات مزعجة في التفاعل مع الآخرين، مثل عدم القدرة على التعبير عن مشاعره بطريقة لائقة أو عدم فهم مشاعر الآخرين.

قد يكون الطفل سريع الغضب أو يصبح سريع الانزعاج بسبب أي تغيرات في الروتين اليومي، وهذا يمكن أن يؤثر على علاقاته مع أفراد الأسرة والأصدقاء، وبالتالي قد يكون لديه مشكلات في التواصل الفعّال أو بناء الصداقات.

التشخيص المبكر والتعامل مع الأعراض

من المهم أن يكون التشخيص المبكر لاضطراب فرط الحركة هو أول خطوة نحو التعامل الفعال مع الأعراض، فإذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من هذه الأعراض، يجب عليك استشارة مختص في طب الأطفال أو طبيب نفسي متخصص في اضطرابات السلوك، ليقوم بتقييم دقيق لحالة طفلك.

عادةً ما يبدأ التشخيص من خلال الملاحظة الدقيقة لسلوكيات الطفل، والتحدث مع المعلمين والآباء لفهم نمط سلوك الطفل في مختلف المواقف، وقد يتطلب التشخيص أيضًا إجراء بعض الاختبارات النفسية والسلوكية.

طرق التعامل والعلاج

على الرغم من أن فرط الحركة قد يكون تحديًا كبيرًا، إلا أن هناك طرقًا متعددة للتعامل مع الأعراض وتحسين حياة الطفل بشكل كبير، حيث يمكن للآباء والمعلمين توفير بيئة مريحة ومشجعة للطفل، تشمل التنظيم الجيد للأنشطة اليومية، وتوفير وقت هادئ للطفل للتخلص من الطاقة الزائدة، كما أن هناك أساليب علاجية متعددة مثل العلاج السلوكي والتدخلات النفسية التي يمكن أن تساهم في تحسين سلوك الطفل.

في بعض الحالات قد يحتاج الطفل إلى العلاج الدوائي الذي يساعد في تقليل الأعراض، وقد يكون هذا العلاج تحت إشراف الطبيب المختص، حيث يمكن أن تساعد الأدوية في تحسين القدرة على التركيز وتقليل الاندفاعية والنشاط المفرط.

إدارة اضطراب فرط الحركة تتطلب تعاونًا بين الأهل والمعلمين والمهنيين الصحيين لضمان تقديم الدعم الكامل للطفل، من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للأطفال المصابين بفرط الحركة أن يعيشوا حياة طبيعية، ويحققوا النجاح في المدرسة والحياة الاجتماعية، لذلك يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بالأعراض الأولية لهذا الاضطراب وأن يسعوا إلى التدخل المبكر لضمان صحة وسعادة أطفالهم.

تم نسخ الرابط