«مصر جميلة» ينطلق من دمنهور.. ورش فنية لاكتشاف المواهب وتنميتها بالمحافظات

انطلقت اليوم الإثنين فعاليات برنامج «مصر جميلة» بمركز الإبداع الفني بمدينة دمنهور، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتورة چاكلين عازر، محافظ البحيرة، وتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج الوزارة لاكتشاف ورعاية وتنمية المواهب الفنية والثقافية في المحافظات.

وتستمر الفعاليات حتى يوم 8 مايو الجاري، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبمشاركة عدد من القيادات الثقافية والتعليمية، على رأسهم المخرج محمد صابر، مدير عام الإدارة العامة للمواهب، ومحمد البسيوني، مدير عام فرع ثقافة البحيرة، والدكتور محمد الغراوي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة.

صابر.. البرنامج فرصة ذهبية لاكتشاف طاقات الإبداع في الأقاليم

في كلمته خلال افتتاح برنامج «مصر جميلة»، شدد المخرج محمد صابر على أهمية الدور الذي تلعبه الهيئة العامة لقصور الثقافة في تعزيز التنمية الثقافية بالمحافظات، مشيرًا إلى أن برنامج «مصر جميلة» يأتي كأحد أهم المبادرات التي تسعى لاكتشاف المواهب وصقلها، لا سيما بين الأطفال والشباب في الأقاليم.

وأكد صابر أن البرنامج لا يقتصر على التدريب، بل يوفر منصة حقيقية للمبدعين الناشئين لإبراز إمكاناتهم في بيئة إبداعية آمنة، وتحت إشراف نخبة من المدربين المتخصصين في الفنون المختلفة.

البسيوني: دعم كامل من ثقافة البحيرة لنجاح المبادرة

من جانبه، أشار محمد البسيوني إلى أن البرنامج يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في البحيرة، موضحًا أن فرع الثقافة بالمحافظة يولي اهتمامًا خاصًا بتنفيذ الأنشطة الهادفة التي تسهم في بناء جيل مبدع واعٍ بثقافته وهويته.

وأوضح البسيوني أن الورش المتنوعة في البرنامج تشمل مجالات فنية متعددة، وتوفر فرصًا متكافئة لجميع المشاركين للتعلم والإنتاج الفني الحر.

الغراوي.. مشاركة طلاب المدارس تعزز التكامل بين الثقافة والتعليم

بدوره، أعرب الدكتور محمد الغراوي، وكيل وزارة التربية والتعليم، عن تقديره لمشاركة طلاب المدارس في البرنامج، معتبرًا أن التعاون مع وزارة الثقافة يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين التعليم والأنشطة الثقافية، بما يسهم في بناء شخصية الطالب وتنمية مهاراته الإبداعية.

ورش فنية متخصصة.. من المسرح إلى الإكسسوارات والجلد

وعقب افتتاح برنامج «مصر جميلة»، انطلقت سلسلة من الورش التدريبية المتخصصة، شارك فيها عدد كبير من الأطفال والشباب، حيث تولى نخبة من الفنانين والمبدعين تدريب المشاركين على تقنيات فنية مختلفة.

في ورشة المسرح، قدم الفنان محمد البياع تدريبات تفاعلية ركزت على مهارات الارتجال وبناء شخصية الممثل، مع دمج عناصر من الشعر والكتابة لتأليف عمل جماعي يشارك فيه المتدربون.

أما في ورشة الموسيقى، فقد قادها الموسيقار عبد الله رجال، حيث درب المشاركين على الغناء الجماعي والفردي، وتوزيع الأغنيات، ضمن إطار تفاعلي يشجع على الاستماع والتذوق الفني.

وفي مجال الفنون التشكيلية، أشرف الفنان أحمد صلاح على ورشة تناولت مفاهيم المنظور والظل والضوء، بينما قدمت المدربة سعاد المهدي ورشة لصناعة الإكسسوارات من الخرز والكريستال، لتعليم المشاركين كيفية تصنيع منتجات يدوية قد تشكل نواة لمشروعات صغيرة مستقبلية.

الرسم بالخيوط والموزاييك.. تقنيات إبداعية تستلهم البيئة المحلية

تميز البرنامج كذلك بتقديم ورش لعدد من الفنون التراثية والحديثة، حيث أشرفت جيهان مبروك على ورشة الرسم بالخيوط، وهو فن يستخدم الخيوط الملونة لإنتاج لوحات تعكس الهوية البصرية للمجتمع المحلي.

وفي ورشة الأشغال اليدوية بالجلد، قادت المدربة شيرين السيد تدريب المشاركين على صناعة المحافظ والحقائب من الجلد الطبيعي المصبوغ، مع التعرف على تقنيات الطَرق والتشكيل والدق.

وقدمت الفنانة زهرة محمد ورشة في فن الموزاييك، شرحت خلالها أساسيات استخدام هذه الخامة الفنية في إنتاج لوحات تتناول البيئة المحلية باستخدام القصافة والغراء.

ورش أدبية.. الشعر والكتابة الإبداعية في قلب البرنامج

في الجانب الأدبي، قاد الشاعر عمرو الشيخ والكاتب بهجت صميدة ورشًا للشعر والإلقاء، استمعا خلالها إلى المشاركين، وناقشا معهم الفروقات بين شعر الفصحى والعامية، مع تدريبهم على الأداء الصوتي.

كما قدم الكاتب هاني قدري ورشة في مهارات الكتابة الإبداعية، حيث شجع المتدربين على تطوير نصوصهم بأساليب مبتكرة تعكس رؤاهم الشخصية.

امتداد لمبادرة وطنية ناجحة

يُذكر أن برنامج «مصر جميلة» ينفذ بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر الدكتور مسعود شومان، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، ووزارة التربية والتعليم.

ويُعد «مصر جميلة» من أبرز المبادرات الثقافية التي أطلقتها الهيئة خلال الإجازة الصيفية الماضية، حيث تم تنفيذه في عدة محافظات منها دمياط والفيوم والمنيا والبحر الأحمر، ويجري حاليًا التوسع في تطبيقه ليشمل جميع أنحاء الجمهورية، في إطار خطة الدولة لاكتشاف وتنمية الطاقات الإبداعية بين الأطفال والشباب.