بريطانيا تسبق القاهرة: مؤتمرا إعمار غزة.. فجوة بين الحشد التركي والدعم البريطاني

في منعطف تاريخي يلفه الغموض، تشهد الخارطة الجيوسياسية الأوروبية تحولاً مثيراً من دعم مفرط لآلة الحرب والإبادة إلى إطلاق مبادرات لإعادة الإعمار وبناء ما دُمّر.
هذا التحول الذي تقوده بريطانيا بمؤتمر لندن المعلن، تليه مصر بمؤتمر القاهرة، يطرح أسئلة وجوديةً عن جدوى هذا التحوّل: هل هو صحوةٌ لضميرٍ عالميٍّ غائب، أم هو محاولة يائسة لغسل الأيدي الملطخة بدماء آلاف الأطفال الأبرياء في غزة؟ يُضيء الحقوقي والباحث في الشأن العربي والدولي «نبيل أبوالياسين» على هذه المعضلة من خلال بيان تاريخي صادر عنه اليوم، كاشفاً النقاب عن دوافع هذه التحولات ومآلاتها.
الموقف البريطاني: بين العدالة والإعمار
أكد نبيل أبوالياسين أن التصريحات البريطانية الأخيرة، بدءاً من رئيس الوزراء كير ستارمر وصولاً إلى وزيرة الخارجية، حول دعم إعادة إعمار غزة وتأمين 20 مليون جنيه إسترليني كمساعدات، تتناقض تناقضاً صارخاً مع الدعم السياسي والعسكري غير المحدود الذي منحته لندن لـ«إسرائيل» خلال الحرب.
ولفت أبوالياسين إلى أن وصف ستارمر للوضع في غزة بـ«الجحيم» بعد عامين من الدعم، يعد اعترافاً ضمنياً بالجريمة، محاولاً من خلال مؤتمر لندن تلميع صورة بريطانيا المتضررة بعد أن فضحها الرأي العام العالمي.
وأضاف: «الكلام عن دولة فلسطينية قابلة للحياة أصبح أضحوكة في ظل استمرار الاحتلال وتهويد القدس، إنه خطاب مزدوج يهدف إلى كسب الوقت وامتصاص الغضب الشعبي».
خديعة المظاهرات: ذكاء المقاومة وصلف الاحتلال
أشار أبوالياسين بأسلوب مؤثر إلى أحد أبرع مشاهد الذكاء الاستراتيجي في تاريخ الصراع، قائلاً: لفت نظري مشهدٌ يجسد كيف تكون الوطنية الحقيقية، حينما يغرس الإيمان بالله والوطن في القلوب، فلا يهاب أبناؤه الموت بل يطلبون الشهادة.
وتساءل: هل تُهزم قيادة هذا شأنها؟. ونوّه إلى التفاصيل المذهلة لخدعة المظاهرات التي نظمتها كتائب القسام، حيث تم نقل الجنود الأسرى تحت أنف وأعين الاستخبارات الإسرائيلية التي هتفت لهتافات مزيفة ضد المقاومة.
ووضح أبوالياسين أن هذه الحادثة ليست مجرد عملية تكتيكية، بل هي دليل على تفوق معنوي وفكري للمقاومة، يعجز عنه جيش يدعي أنه الأقوى في المنطقة.
الإعمار مقابل الجثاث: مساومات على جثث الضحايا
ونوّه الباحث نبيل أبوالياسين إلى العلاقة المشبوهة بين فتح المعابر ودفع المساعدات وبين تسليم جثث الرهائن، معتبراً ذلك شكلاً جديداً من أشكال الابتزاز السياسي والإنساني.
وأكد أن إسرائيل استخدمت المساعدات والإعمار كسلاح للضغط على حماس، في وقت يعاني فيه المدنيون من المجاعة وتفشي الأمراض.
وأضاف: الحديث عن إعادة الإعمار بينما الجثاث تحت الأنقاض والألغام في كل مكان، هو ضرب من السخرية.
إنهم يتفاوضون على فتح المعابر بجثث الضحايا، بينما العالم يناقش خطط إعمار مستقبلية!.
صحوة الضمير العالمي: من التضليل إلى كشف الحقيقة
وأكد أبوالياسين على نقطة بالغة الأهمية، وهي الصحوة الإعلامية والأخلاقية التي حدثت في أوروبا.
ولفت إلى تصريحات صحفيين بارزين مثل البريطاني أوين جونز، الذي شكر الشعب الفلسطيني لأنه «فتح أعين العالم على شر حكامهم».
وأشار أبوالياسين إلى أن هذه الرسائل تعكس انهيار الرواية الإسرائيلية وفضح النفاق الغربي الذي طالما تغنى بحقوق الإنسان بينما كان شريكاً في الإبادة.
ووضح أن هذا التحول في الرأي العام هو الذي أرغم الحكومات، خوفاً من شعوبها، على تغيير لهجتها والحديث عن الإعمار والعدالة.
الخوف الإسرائيلي: من نيران الفضيحة إلى عواصف المحاسبة
ووضح أبوالياسين أن التحذيرات التي يطلقها المحللون الإسرائيليون من حملة دولية لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين بعد الحرب، تكشف عن خوف عميق الجذور.
وأكد أن العالم، بعد أن هدأت نيران الحرب، بدأ يرى الصورة كاملة لمدى الدمار والجريمة المنظمة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية.
وأضاف: هم يخشون أن تتحول قاعات المحاكم الدولية إلى مسرح لمحاسبتهم، وأن تتحول وثائقهم السرية إلى أدينة إدانة أمام التاريخ. مؤتمرات الإعمار قد تكون محاولتهم الأخيرة لتجنب هذه العاصفة.
وختم أبوالياسين بيانه الصحفي بسؤال ناري، قائلاً: إلى أولئك الذين يتسابقون اليوم إلى عقد مؤتمرات الإعمار في لندن ويحاولون استباق القاهرة التي لا سيبقها في دعم القضية الفلسطينية من تظاهر بهذا لانها راسخه في قلب واذهان شعب وقادة جمهورية مصر العربية، أقول: من أين ستبنون؟ من أنقاض منازل الفلسطينيين التي دككتموها بدعمكم وصمتكم؟ أم من أشلاء أطفال الفلسطينيين الذين قُتِلوا بسلاحكم؟ لا يمكنكم بناء مستقبل على جماجم الأبرياء.
إن صمود غزة قد قلب الموازين، فما كان يُعتبر خسارةً أصبح مدرسةً للعالم أجمع في الكرامة والحرية. لن ينسى التاريخ أنكم وقفتم مع الجلاد، ولن يغفر لكم التاريخ محاولة غسل أيديكم بدماء الشهداء.
وإن بذور الزيتون التي زرعها استشهاد أطفال غزة في قلوب أحرار العالم، ستثمر عاجلاً أم آجلاً دولة فلسطينية حرة مستقلة، عاصمتها القدس، وسيكون ذلك اليوم هو محاكمة حقيقية لكل من تآمر على دماء الفلسطينيين وأراضهم.
- غزة
- ليون
- حادث
- أطفال
- المنطقة
- محاكمة
- سلاح
- الوقت
- أبوالياسين
- الصراع
- عمل
- الخارجية
- بريطانيا
- فلسطين
- أبو
- الحرب
- وزير
- شاهد
- مؤتمر
- مصر
- العالمي
- الأطفال
- الاحتلال
- الموت
- الخوف
- الصور
- حماس
- إعمار غزة
- المجاعة
- القاهرة
- آبل
- تهويد القدس
- رئيس الوزراء
- كتائب القسام
- روبي
- نبيل أبوالياسين
- الدمار
- حكم
- دية
- لندن
- حولا
- مليون جنيه
- القدس