أذكار بعد الصلاة.. كنز من الفضائل يفتح لك أبواب الخير والبركة

يحرص المسلمون على ترديد الأذكار بعد الصلاة المفروضة لما لها من فضل عظيم وأثر طيب في حياة العبد، فقد جاءت هذه الأذكار ثابتة في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي سنة مستحبة وليست واجبة، فمن أتى بها نال الخير والأجر، ومن تركها لم يكن عليه إثم، لكنه فوّت على نفسه فضلاً عظيمًا، إذ إن ذكر الله عقب الصلاة يعد من مواطن استجابة الدعاء، كما أنه يمنح القلب الطمأنينة والسكينة، فقد قال الله تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
أذكار بعد الصلاة المفروضة
بعد أن يؤدي المسلم الصلاة ويسلّم عن يمينه ويساره، يستحب له أن يردد مجموعة من الأذكار المأثورة، ومن أهمها:
الاستغفار ثلاث مرات، لما ورد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا انصرف من صلاتِه، استغفر ثلاثًا، وقال: اللهمَّ أنت السلامُ ومنك السلامُ، تباركت يا ذا الجلالِ والإكرامِ”.
قول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”، ثم التوجه بالدعاء إلى الله قائلًا: “اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد”، كما ورد عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
التسبيح والتحميد والتكبير كل منها ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم يُتم المئة بقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفلا أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبقَكم وتَسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثلَ ما صنعتُم؟ قالوا: بَلى يا رَسولَ الله، قال: تُسبِّحونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتُحَمِّدونَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين مرّةً”.
أدعية مأثورة بعد الصلاة
إضافة إلى التسبيح والاستغفار، وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية يمكن للمسلم ترديدها بعد الصلاة، ومنها:
“اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”، وهو الدعاء الذي أوصى به النبي معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله: “يا معاذ، لا تدَعَنَّ دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ أن تقولَ: اللهمَّ أعنِّي على ذِكرِكَ، وشُكرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ”.
“اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر”، كما جاء في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
قراءة المعوِّذتين (سورتي الفلق والناس) وسورة الإخلاص، حيث قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: “أمرني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلّم- أنْ أقرأ بالمعوِّذتينِ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ”.
فضل الأذكار بعد الصلاة
إن المواظبة على ذكر الله بعد كل صلاة تجلب العديد من الفضائل، ومنها:
طمأنينة القلب وانشراح الصدر، حيث إن ذكر الله يمنح العبد راحة نفسية ويبعد عنه القلق والاضطراب.
طرد الشيطان وإبعاده عن الإنسان، فقد ثبت أن الشيطان يفر من المواضع التي يُذكر فيها الله كثيرًا.
مضاعفة الأجر والثواب، حيث يُكتب للعبد حسنات كثيرة، كما أن هذه الأذكار تُعد من الأعمال التي ترفع الدرجات في الجنة.
تيسير الأمور وتسهيل الصعاب، فمن لزم ذكر الله وجد بركة في حياته ومعونة في كل أموره.
استجابة الدعاء، حيث يعد وقت ما بعد الصلاة من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء، لكونها من مواطن الإجابة.
أدعية قرآنية مستجابة
يمكن للمسلم أن يتوجه إلى الله بالدعاء بعد الصلاة ببعض الأدعية التي وردت في القرآن الكريم، ومنها:
“رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ”.
“رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي”.
“رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”.
“لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
أدعية الأنبياء في القرآن
لقد دعا الأنبياء عليهم السلام بأدعية عظيمة في مواقف مختلفة، ومنها:
دعاء زكريا عليه السلام: “رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا”.
دعاء يونس عليه السلام: “لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.
دعاء أيوب عليه السلام: “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
دعاء نوح عليه السلام: “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا”.
دعاء إبراهيم عليه السلام: “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي”.
الأذكار بعد الصلاة المفروضة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي باب عظيم للخير ووسيلة لزيادة القرب من الله، فهي تمنح القلب سكينة وتساعد المسلم على المحافظة على صلته بالله، ومن واظب عليها وجد بركتها في حياته، كما أنها سبب لنيل محبة الله والفوز برضوانه، فليحرص كل مسلم على الالتزام بها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”.