الثلاثاء 22 أبريل 2025 الموافق 24 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بوتين وسلطان عمان يفتتحان الملف النووي الإيراني.. خطوات إيجابية أم تحديات جديدة؟

القارئ نيوز

«الملف النووي الإيران».. أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق آل سعيد، تطورات المحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكدًا دعم بلاده لجهود الوساطة التي تبذلها سلطنة عُمان في هذا الملف المعقّد.

وجاءت هذه التصريحات خلال لقاء جمع الزعيمين في العاصمة الروسية موسكو، حيث تطرقا لعدد من القضايا الإقليمية والدولية، كان أبرزها الملف النووي الإيراني الذي يشهد تطورات متسارعة خلال الأسابيع الأخيرة.

روسيا تؤكد دعمها للمحادثات وتُشيد بالدور العُماني

وقال بيسكوف للصحفيين في أعقاب الاجتماع: «تم التطرق إلى هذا الموضوع في سياق الجهود الدبلوماسية والوساطة التي تقوم بها سلطنة عُمان، ونحن نُثمن هذا الدور الهام الذي تلعبه مسقط على الساحة الإقليمية».

وأضاف: «روسيا مستعدة لبذل كل ما في وسعها للمساهمة في إنجاح هذه المحادثات بشكل مثمر وفعال»، مشيرًا إلى أن موسكو تتابع عن كثب التحركات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، وتؤيد كل الجهود التي تسهم في التوصل إلى تسوية سلمية لهذا الملف الشائك.

محادثات مفاجئة بين واشنطن وطهران بوساطة عُمانية

وكانت وكالات الأنباء قد أفادت خلال الأيام الماضية بوجود محادثات مفاجئة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، تجري خلف الكواليس بوساطة سلطنة عُمان، الدولة الخليجية المعروفة بعلاقتها المتوازنة مع مختلف الأطراف.

وبحسب وكالة «فرانس برس»، فإن موسكو أبدت ترحيبها بهذه المبادرة، معتبرة أنها "فرصة ثمينة لتخفيف التوتر في منطقة الشرق الأوسط"، في ظل تصاعد المخاوف من نشوب مواجهة عسكرية أو فشل المسار الدبلوماسي مجددًا.

ترامب يعود للمشهد برسائل تحذيرية

بالتوازي مع هذه التطورات، دخل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على خط الأحداث، رغم كونه خارج السلطة حاليًا. وذكّرت وسائل الإعلام بأن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، خلال ولايته الرئاسية الأولى، ودعا حينها إلى التفاوض من جديد على اتفاق "أكثر صرامة".

وبحسب تقارير إعلامية، فقد بعث ترامب برسائل إلى القيادة الإيرانية في الآونة الأخيرة، حثّهم فيها على الدخول في مفاوضات حول برنامجهم النووي، محذرًا في الوقت ذاته من أن الخيار العسكري سيبقى مطروحًا إذا لم تُثمر المحادثات الجارية عن نتائج ملموسة.

جولة ثانية من المحادثات النووية.. والاتفاق ما زال بعيدًا

وفي سياق متصل، اختتمت واشنطن وطهران، السبت الماضي، جولة ثانية من المفاوضات غير المباشرة، التي تستضيفها سلطنة عُمان، واتفق الطرفان على عقد جولة ثالثة خلال أسبوع، ما يعكس رغبة في الحفاظ على القناة الدبلوماسية مفتوحة رغم الخلافات العميقة بين الطرفين.

وتهدف هذه المحادثات إلى التوصل لاتفاق يُقيد أنشطة إيران النووية ويعيدها إلى الالتزامات السابقة التي نص عليها الاتفاق الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترامب، قبل أن تعود طهران للتصعيد النووي ردًا على ذلك.

تحركات موسكو.. مصالح مشتركة ورغبة في التهدئة

من جهتها، تسعى روسيا إلى لعب دور داعم في هذه المفاوضات، حيث ترى أن الاستقرار في منطقة الخليج يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية، خاصة مع تنامي علاقاتها مع طهران، وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.

وتنظر موسكو بقلق إلى احتمالات التصعيد بين طهران وواشنطن، وتخشى من أن يؤدي ذلك إلى فوضى إقليمية جديدة قد تُضعف حلفاءها وتزيد من الضغوط الدولية عليها، لا سيما في ظل استمرار العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية الحرب في أوكرانيا.

سلطنة عُمان تواصل دورها المحوري في المنطقة

ويُعد دور سلطنة عُمان في الوساطة بين إيران والغرب امتدادًا لنهجها التاريخي في الحفاظ على سياسة الحياد الإيجابي والانفتاح على جميع الأطراف. فقد لعبت مسقط أدوارًا محورية في محطات عديدة، منها تسهيل المفاوضات السرية بين إيران وأميركا قبل توقيع اتفاق 2015.

ويُنظر إلى زيارة سلطان عُمان إلى موسكو على أنها جزء من جهود دبلوماسية إقليمية لتقريب وجهات النظر بين القوى الكبرى، وإيجاد حلول وسط تضمن تهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التوترات.

آمال معلقة وتحركات حذرة

رغم الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء بين بوتين وسلطان عُمان، إلا أن التوصل إلى اتفاق شامل بشأن البرنامج النووي الإيراني ما زال يواجه عراقيل سياسية وفنية، في ظل تباعد مواقف الأطراف الأساسية المعنية بالملف.

ومع ذلك، يبقى الدور العُماني محل إشادة دولية، وموضع رهان من قبل العديد من الدول الباحثة عن تسوية دبلوماسية تحفظ أمن المنطقة، وتجنبها مزيدًا من الصدامات، وسط عالم يشهد تحولات متسارعة في ميزان القوى والتحالفات.

تم نسخ الرابط