لماذا يتسارع قلبك فجأة؟ ..أسباب غير مرضية قد تفاجئك

قلبك قد يتسارع فجأة دون أن يكون هناك مرض واضح أو سبب طبي مزمن يستدعي القلق، وهذه الظاهرة كثيرًا ما تُربك من يشعر بها خاصة إذا تكررت بشكل مفاجئ أو غير متوقع، ومع أن الكثيرين يربطون زيادة عدد ضربات القلب بأمراض القلب الخطيرة أو اضطرابات الضغط، إلا أن هناك العديد من «الأسباب غير المرضية» التي قد تكون وراء هذه الحالة.
محفزات نفسية تؤثر على قلبك دون أن تدري
الجانب النفسي له تأثير كبير على «قلبك»، إذ يمكن للتوتر أو القلق أو نوبات الهلع أن تسبب تسارعًا ملحوظًا في عدد ضربات القلب، فعندما يشعر الإنسان بالخوف أو الانزعاج أو حتى القلق الخفيف فإن الجسم يُطلق «هرمونات التوتر» مثل الأدرينالين التي تزيد من نشاط الجهاز العصبي وتدفع القلب للعمل بوتيرة أسرع، وغالبًا ما تكون هذه النوبات مؤقتة تزول بزوال المسبب النفسي لكنها قد تعود مرة أخرى إذا تكرر الموقف ذاته.
ولا يتوقف التأثير النفسي عند هذا الحد، بل إن التفكير الزائد والمبالغة في القلق بشأن المستقبل أو الصحة أو العلاقات الاجتماعية يمكن أن يبقي قلبك في حالة تأهب دائم مما يرفع من معدل ضرباته حتى في أوقات الراحة.
الكافيين والمنشطات ودورها في تسارع قلبك
من العوامل الشائعة التي تسرع من «قلبك» دون وجود مرض عضوي هي تناول كميات كبيرة من الكافيين الموجود في القهوة أو مشروبات الطاقة أو حتى بعض أنواع الشاي والشوكولاتة الداكنة، إذ يعمل الكافيين على تحفيز الجهاز العصبي المركزي ما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الأدرينالين في الدم، وهذا ما يرفع نبضات القلب بشكل ملحوظ.
كذلك فإن استخدام بعض «المكملات الغذائية» أو مشروبات الطاقة التي تحتوي على منشطات قد يؤثر على انتظام نبضات قلبك، وقد يتسبب في شعور غير مريح بالارتعاش أو الخفقان، لذا من المهم الانتباه لمكونات هذه المنتجات وعدم الإفراط في تناولها خاصة قبل النوم أو خلال فترات القلق والتوتر.
التمارين الرياضية وسرعة قلبك الطبيعية
عندما تمارس الرياضة، فإن قلبك يستجيب بشكل طبيعي بزيادة عدد الضربات لضخ كمية أكبر من الدم المؤكسج إلى العضلات، وهذا التسارع لا يُعد مرضيًا بل هو جزء طبيعي من التكيف البدني الذي يعكس استجابة الجسم لمجهوده، لكن المفاجأة تحدث عندما يتسارع قلبك بعد مجهود بسيط أو عند التعافي من الرياضة، ما قد يثير القلق لدى البعض.
هذا النوع من تسارع القلب قد يكون نتيجة عدم التدرج في التمارين أو ضعف اللياقة البدنية أو حتى سوء التهوية أثناء التمرين، وقد يُصحب أحيانًا بجفاف خفيف أو نقص في «الإلكتروليتات» مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، مما يجعل قلبك يتأثر مباشرة ويزيد من ضرباته.
حرارة الجو وتأثيرها على قلبك
في أيام الصيف أو الأماكن ذات الحرارة المرتفعة، يمكن أن تلاحظ أن قلبك ينبض بسرعة أكبر من المعتاد، وهذا لأن الجسم يحاول تبريد نفسه عبر ضخ المزيد من الدم نحو الجلد، وبالتالي يعمل القلب بجهد أعلى للحفاظ على التوازن الحراري، وقد يزداد الأمر سوءًا في حال التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو ارتداء ملابس غير مناسبة أو عدم شرب الماء بكميات كافية.
الحرارة لا تسرع فقط «قلبك» بل تؤثر كذلك على «ضغط الدم»، مما قد يسبب دوارًا أو شعورًا بالإجهاد حتى وإن لم تكن هناك مشكلة صحية حقيقية في القلب أو الجهاز العصبي.
التغيرات الهرمونية واضطراب قلبك
تمر أجسامنا بتغيرات هرمونية دورية قد تؤثر بشكل مباشر على قلبك، مثل فترة الحيض لدى النساء أو مرحلة انقطاع الطمث أو حتى التغيرات التي تصاحب البلوغ أو تناول بعض موانع الحمل، فهذه التغيرات قد تسبب خللًا مؤقتًا في تنظيم الجهاز العصبي الذاتي المسؤول عن تنظيم دقات القلب.
وهذا التأثير قد يظهر على هيئة «خفقان مفاجئ» أو تسارع في نبضات قلبك حتى أثناء الراحة، وغالبًا ما لا يشكل خطرًا إذا كان مؤقتًا لكنه يستدعي المتابعة في حال كان متكررًا أو شديدًا.
اضطرابات النوم وتأثيرها على قلبك
قلة النوم أو اضطرابه يؤثر بشكل كبير على صحة «قلبك»، إذ أن الحرمان المزمن من النوم يزيد من مستويات التوتر في الجسم ويؤدي إلى إفراز هرمونات تنشط القلب وتجعله ينبض بسرعة أكبر حتى أثناء الجلوس أو في أوقات الراحة، وهذا النوع من تسارع ضربات القلب قد يختفي بمجرد العودة إلى نظام نوم منتظم وعميق.
كذلك فإن النوم المتقطع أو المصحوب بالشخير أو انقطاع النفس الليلي قد يحفز نوبات خفقان متكررة تؤثر على نمط حياة الشخص وتجعل قلبك أكثر عرضة للإجهاد اليومي.
ماذا تفعل إذا شعرت بتسارع مفاجئ في قلبك؟
إذا لاحظت أن قلبك ينبض بسرعة دون سبب واضح، فابدأ بتقييم الموقف بهدوء، هل كنت متوترًا؟ هل شربت قهوة؟ هل مارست مجهودًا؟، تذكر أن الكثير من «أسباب تسارع القلب» ليست مرتبطة بمرض قلبي وإنما بعوامل بيئية أو نمط حياة، لكن من المهم ألا تُهمل التكرار أو شدة النوبات.
ينصح الخبراء بتقليل الكافيين، والحرص على النوم المنتظم، وممارسة التأمل أو التنفس العميق، وإذا استمر تسارع قلبك لفترة طويلة أو تكرر بشكل ملحوظ، فلا مانع من استشارة طبيب للتأكد من أن كل شيء على ما يرام.