هل صلاة التهجد تغني عن التراويح؟ وكيفية أدائها ؟

تعتبر صلاة التهجد من السنن المؤكدة التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي عبادة عظيمة يُثاب فاعلها ولا يأثم تاركها، يؤديها المسلم أو المسلمة خلال الليل بعد أخذ قسط من النوم، ويبدأ وقتها بعد صلاة العشاء ويمتد حتى أذان الفجر، ويُعد الثلث الأخير من الليل هو أفضل الأوقات لأدائها لما فيه من بركة واستجابة للدعاء، ويُستحب أن تُؤدى صلاة التهجد في المنزل، خاصة بالنسبة للنساء، حيث يكون أداء العبادات في البيت أكثر سترًا وخصوصية.
هل صلاة التهجد تُغني عن صلاة التراويح؟
يطرح الكثير من المسلمين تساؤلًا حول ما إذا كانت صلاة التهجد تُجزئ عن صلاة التراويح، وقد أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال موضحة أن صلاة التهجد تُجزئ عن صلاة التراويح وقيام الليل، حيث إن جميع هذه الصلوات تدخل تحت مسمى قيام الليل، ولا يوجد فرق كبير بينها سوى في توقيت الأداء وكيفيته.
وأوضحت دار الإفتاء أن صلاة التراويح تؤدى بعد صلاة العشاء وحتى قبل أذان الفجر، وغالبًا ما تُصلى في جماعة خلال شهر رمضان المبارك، وهي عبارة عن عدة ركعات يؤديها المسلم مثنى مثنى، ويُختمها بصلاة الوتر، أما صلاة التهجد فهي صلاة اختيارية يؤديها المسلم بعد النوم في أي وقت من الليل، وأفضل أوقاتها يكون في الثلث الأخير.
كيفية أداء صلاة التهجد بالتفصيل
لأداء صلاة التهجد بطريقة صحيحة، يُفضل اتباع الخطوات التالية:
يبدأ المسلم بعقد النية في قلبه لأداء صلاة التهجد، دون الحاجة إلى التلفظ بها.
يتوضأ المسلم وضوءًا صحيحًا كما هو الحال قبل أي صلاة.
يستقبل القبلة ويكبر تكبيرة الإحرام رافعًا يديه إلى مستوى الأذنين.
يقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة، ثم يتبعها بما تيسر له من القرآن الكريم.
بعد الانتهاء من القراءة، يركع قائلًا: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات، ثم يرفع من الركوع قائلًا: “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”.
يسجد المسلم قائلًا: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات.
بعد السجدة الثانية، يجلس للتشهد بعد كل ركعتين ثم يسلم عن يمينه وشماله.
ولا يوجد عدد محدد لركعات صلاة التهجد، فيمكن للمسلم أن يؤديها بما يقدر عليه، على أن يُختم الصلاة بركعة وتر إذا لم يكن قد أداها بعد صلاة العشاء.
كيفية أداء صلاة التهجد في البيت للمرأة
أكدت دار الإفتاء المصرية أن المرأة تؤدي صلاة التهجد بالطريقة نفسها التي يؤديها الرجال، مع مراعاة بعض الخصوصيات المتعلقة بها، كما يُستحب أن تؤديها في بيتها لما فيه من خصوصية وستر.
وأوضحت الإفتاء أن المرأة ينبغي أن تختار مكانًا هادئًا ومريحًا في منزلها لأداء الصلاة، بحيث تتفرغ للعبادة والدعاء دون تشتيت أو إزعاج، ويفضل أن يكون هذا المكان نظيفًا ومهيأً بشكل مناسب للصلاة، كما يُفضل أن يكون لديها سجادة صلاة خاصة.
ويجب على المرأة أن تتوضأ وضوءًا صحيحًا، وأن ترتدي ملابس الصلاة التي تغطي جسدها بالكامل عدا الوجه والكفين، ويمكنها أن تؤدي صلاة التهجد بمفردها أو مع جماعة من النساء داخل المنزل.
وتبدأ الصلاة بنية خالصة لله تعالى، ويجوز للمرأة أن تصلي ركعتين فأكثر دون حد أقصى، والأفضل أن تجعل عدد الركعات وترًا، ويمكنها أن تطيل في القراءة والدعاء خلال الركوع والسجود.
وشددت دار الإفتاء على أهمية الخشوع في الصلاة والابتعاد عن العجلة، ويُفضل أن تؤدى صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل لما له من فضل عظيم، كما يُستحب بعد الانتهاء من الصلاة أن تجلس المرأة للذكر والدعاء حتى طلوع الفجر.
أفضل الأدعية أثناء صلاة التهجد
من المستحب أن يُكثر المسلم من الدعاء أثناء أداء صلاة التهجد، حيث يُعد الثلث الأخير من الليل وقتًا مباركًا لاستجابة الدعوات، ومن الأدعية المأثورة والمستحب ترديدها خلال هذه الصلاة:
"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”.
“اللهم اعتق رقابنا من النار”.
“اللهم إني أسألك بكل خير سألك به عبدك ونبيك محمد، وأعوذ بك من كل شر استعاذك منه عبدك ونبيك محمد”
“اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل”.
“اللهم ارزقنا الجنة وأجرنا من النار”.
“اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا”.
“اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واقض حوائجنا وحوائج السائلين”.
“اللهم تولّ أمرنا، وفرج همومنا، واكشف كروبنا، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا”.
فضل صلاة التهجد وأهميتها
صلاة التهجد من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهي دليل على صدق الإيمان وعلو الهمة، وقد ورد في القرآن الكريم مدح القائمين بالليل، فقال الله تعالى: “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (الإسراء: 79)، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على قيام الليل ويحث أصحابه على أدائها لما فيها من مغفرة للذنوب ورفع للدرجات.
وتُعد صلاة التهجد فرصة للمسلم للتضرع إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة، وهي من أعظم القربات التي يستجيب الله بها دعاء عباده، لذا يُستحب للمسلمين الحرص على أدائها بانتظام خاصة خلال شهر رمضان المبارك.