«داجنهام».. يعتذر لـ سلمى مشهور بعد إقالتها بسبب دعم فلسطين

أصدر نادي داجنهام وريبريدج الإنجليزي في خطوة أثارت الكثير من الجدل والتفاعل، بياناً رسمياً يعتذر فيه للدكتورة سلمى مشهور، بعد قرار مثير للجدل بإنهاء عقدها كمدير للتطوير بالنادي بعد 72 ساعة فقط من تعيينها، وذلك على خلفية دعمها العلني للقضية الفلسطينية، هذا الموقف أشعل نقاشاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعيأصدر نادي داجنهام وريبريدج الإنجليزي في خطوة أثارت الكثير من الجدل والتفاعل، بياناً رسمياً يعتذر فيه للدكتورة سلمى مشهور، بعد قرار مثير للجدل بإنهاء عقدها كمدير للتطوير بالنادي بعد 72 ساعة فقط من تعيينها، وذلك على خلفية دعمها العلني للقضية الفلسطينية، هذا الموقف أشعل نقاشاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام حول حرية التعبير، وضرورة الفصل بين المواقف السياسية الشخصية والمجالات المهنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بـ«دعم فلسطين» الذي بات يمثل رمزاً عالمياً للعدالة وحقوق الإنسان.
إقالة بعد 72 ساعة.. ورد فعل غاضب
أثار قرار الإقالة استياءً واسعاً بين المتابعين والناشطين في قضايا الحقوق والحريات، حيث عبر كثيرون عن غضبهم من الربط بين دعم فلسطين وبين ممارسات يُراد تصويرها وكأنها تحريض أو تطرف.
وفي هذا السياق، تصدر وسم «#ادعموا_سلمى_مشهور» ترندات عدة دول، ودعا نشطاء إلى إعادة النظر في الممارسات التي تحاول إسكات الأصوات الداعمة للقضايا الإنسانية العادلة.
بيان رسمي من النادي.. الاعتراف بالخطأ والاعتذار
في البيان الرسمي الذي أصدره نادي داجنهام، جاء فيه:
«خلال الأسبوع الماضي، أثيرت ضجة كبيرة بعد قرارنا بإنهاء التعاقد مع الدكتورة سلمى مشهور، وندرك تماماً حجم الغضب والقلق الذي نتج عن هذا القرار داخل مجتمعنا الكروي، وبين جماهيرنا داخل المملكة المتحدة وخارجها».
وتابع البيان داجنهام: «بينما نتمسك برفض العنصرية والتمييز بكل أشكالهما، فإننا نقر بحق الأفراد في التعبير عن آرائهم السياسية بشكل شخصي، بما في ذلك دعم فلسطين، ونأسف بشدة لأي ضرر تسبب فيه قرارنا أو التصريحات المرتبطة به».
«سلمى لم ترتكب خطأ».. دعم فلسطين ليس تهمة
أكد البيان أن إقالة الدكتورة سلمى لا تُعد بأي حال من الأحوال اعترافاً بأنها قامت بسلوك خاطئ أو دعمت الكراهية، بل جاء القرار نتيجة ضغوط خارجية وسوء فهم، قائلاً: «نوضح أن التصريحات المنسوبة إلى النادي، والتي قد تُفهم بأنها تشير إلى أن الدكتورة سلمى تدعم الإرهاب أو سلوكاً تمييزياً، هي تصريحات غير دقيقة ولا تعكس موقف النادي الحقيقي».
ويُعد هذا التصريح تأكيداً من نادي داجنهام أن دعم فلسطين لا يعني التحريض، بل يمكن أن يكون تعبيراً عن موقف إنساني وسياسي مشروع، لا يتعارض مع القيم الرياضية.
رسالة إلى الجماهير.. نحن نستمع ونتعلم
في ختام البيان، وجّه النادي رسالة إلى مؤيديه ومجتمعه الرياضي قائلاً: «نحن نستمع جيداً إلى الأصوات الغاضبة والمتعاطفة مع سلمى مشهور، وملتزمون بالتعلم من هذا الخطأ. نحن نادٍ يفخر بالشمولية، ويمثل مجتمعاً واسعاً ومتنوعاً، ونرفض أن يتحول أي موقف إنساني كـ دعم فلسطين إلى مبرر للإقصاء أو العقاب»، وأضاف: «تركيزنا يظل منصباً على تعزيز التنوع والوحدة من خلال كرة القدم، كمنصة تجمع الناس ولا تفرقهم».
دعوات لمحاسبة المؤسسة لا الشخص
تعالت الأصوات الحقوقية الداعية إلى عدم تحميل الأفراد مسؤولية مواقف سياسية إنسانية مثل دعم فلسطين، وطالبت بمساءلة المؤسسات التي تتخذ قرارات مهنية بناءً على مواقف شخصية، بعيداً عن أي ممارسات عنصرية أو تمييزية.
وقد أشار العديد من المحللين إلى أن الاعتذار الصادر عن نادي داجنهام خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تعفيه من المسؤولية الأخلاقية في إعادة الاعتبار للدكتورة سلمى، وربما تعويضها مادياً ومعنوياً.
سلمى مشهور.. نموذج نسائي مشرف
تُعد الدكتورة سلمى مشهور واحدة من الكفاءات النسائية البارزة في مجال الإدارة الرياضية، وسبق أن نالت إشادات واسعة على إنجازاتها في دعم البرامج التطويرية والشبابية في عدد من الأندية الإنجليزية.
وقد صرحت في وقت سابق بأن «العدالة والإنسانية لا يجب أن تكون محل مساومة»، مؤكدة أن دعم فلسطين نابع من قناعاتها الشخصية ولا علاقة له بمهامها المهنية.
حرية التعبير فوق المزايدات
تكشف واقعة إقالة واعتذار نادي داجنهام لـ سلمى مشهور عن التحديات التي تواجهها حرية التعبير في الغرب، خاصة عندما ترتبط بمواقف داعمة للقضايا الإنسانية مثل دعم فلسطين، إن من الواجب على الأندية والمؤسسات الرياضية أن تكون أكثر وعياً في تعاملها مع قضايا تتجاوز الرياضة، وأن تفصل بين الرأي الشخصي والموقع المهني، لأن الرياضة يجب أن تظل ساحة للعدالة، والكرامة، والاحترام.