الثلاثاء 03 يونيو 2025 الموافق 07 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مجزرة بخان يونس.. الاحتلال يقصف خيام النازحين ويوقِع شهداء وجرحى بينهم طفلة

شهداء غزة
شهداء غزة

لا تزال آلة القتل الإسرائيلية تحصد أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة بلا توقف، حيث ارتكبت قوات الاحتلال، مساء اليوم الأحد، مجزرة جديدة راح ضحيتها أربعة شهداء بينهم طفلة، فيما أُصيب العشرات، جراء قصف مدفعي استهدف خيام النازحين في محيط صالة «دريم» بمواصي خان يونس، جنوبي القطاع.

قصف مباشر على الخيام

وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، فقد استهدفت مدفعية الاحتلال خيامًا تؤوي عشرات العائلات النازحة التي فرت من المناطق الشمالية والشرقية بسبب شدة القصف، ولجأت إلى مواصي خان يونس باعتبارها من «المناطق الآمنة» التي سبق وأعلنتها سلطات الاحتلال في وقت سابق، لكنها سرعان ما تحولت إلى مسرح جديد للمجازر.

وتسبب القصف المباشر في سقوط 4 شهداء بينهم طفلة، وإصابة العشرات بإصابات متفاوتة، بعضها في حالة حرجة، وقد تم نقلهم إلى المستشفى الأوروبي والمراكز الطبية الميدانية، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

قصف وغارات في مناطق متفرقة

في السياق نفسه، قصفت مدفعية الاحتلال بشكل عنيف الأطراف الشرقية لمدينة غزة، ما تسبب في تدمير عدة منازل فوق رؤوس ساكنيها، بينما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة شمال غرب مدينة خان يونس، مستهدفة البنية التحتية وأراضي زراعية.

كما أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات ضخمة غرب مدينة غزة، ناتجة عن قصف استهدف منطقة السودانية، ما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان والنيران، وسط حالة من الذعر بين السكان، خاصة الأطفال.

استمرار المجازر.. وحصيلة الشهداء ترتفع

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال استهدافه للمدنيين العزل، حيث تشير آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة إلى استشهاد ما لا يقل عن 54 ألفًا و418 فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب إصابة 124 ألفًا و190 آخرين بجروح مختلفة، في حصيلة غير نهائية.

ويُعتقد أن هناك عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض أو في الطرقات، حيث لا تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب استمرار القصف أو انهيار البنية التحتية في عدد كبير من المناطق.

مواصي خان يونس.. من «منطقة آمنة» إلى ساحة قتل

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن منطقة «المواصي» في غرب خان يونس ستكون بمثابة منطقة آمنة يمكن للمدنيين التجمع فيها بعيدًا عن العمليات العسكرية، إلا أن المجازر المتكررة هناك تثبت زيف هذا الادعاء.

ووصفت منظمات حقوقية دولية ما يحدث بأنه «خداع ممنهج»، حيث يجبر الجيش الإسرائيلي السكان على النزوح إلى مناطق محددة، ثم يقوم باستهدافها، ما يعد وفق القانون الدولي «انتهاكًا صارخًا لمبدأ حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة».

شهادات ميدانية صادمة

روى أحد شهود العيان، ويدعى سامي أبو طعيمة، أن القصف كان مفاجئًا ومباشرًا، وقال: «كنا نجلس تحت الخيمة مع الأطفال وكبار السن، وفجأة سقطت القذيفة على بعد أمتار. سمعنا صراخ الأطفال، ورأينا الدماء في كل مكان. إنهم يذبحوننا ولا أحد يتحرك».

فيما قالت المسعفة أمل الدباس، العاملة في مركز صحي ميداني بخان يونس: "وصلتنا إصابات كثيرة معظمها من النساء والأطفال، بينهم طفلة صغيرة توفيت قبل أن نصل بها إلى النقطة الطبية. الوضع مأساوي، ولا توجد أجهزة كافية لإسعاف الجميع".

كارثة صحية وإنسانية تلوح في الأفق

تحذّر منظمات دولية من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على هذا النحو يهدد بوقوع كارثة إنسانية شاملة في القطاع، حيث يعاني القطاع الطبي من انهيار شبه كامل، مع خروج 80% من المستشفيات عن الخدمة، وانقطاع التيار الكهربائي والمياه عن أغلب المناطق.

كما يعيش أكثر من مليون نازح في أوضاع إنسانية كارثية داخل المدارس، والمساجد، والطرقات المفتوحة، دون أدنى مقومات الحياة، وسط تفشي أمراض جلدية وتنفسية، وتسجيل حالات وفيات متزايدة بين الأطفال نتيجة سوء التغذية.

مطالبات دولية بوقف العدوان

في الأثناء، دعت مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الأممية إلى تحرك دولي عاجل للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الوحشي ضد المدنيين في غزة، والامتثال الفوري لقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن التي طالبت بوقف استهداف المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

ورغم الإدانات المتكررة، إلا أن الاحتلال يواصل عدوانه بلا رادع، وسط صمت دولي مريب، فيما يطالب الفلسطينيون بإجراءات ملموسة على الأرض تحمي أرواح الأبرياء وتضمن محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

تم نسخ الرابط