محافظة قنا توجه بسرعة إخلاء منازل طرح النهر

السبت 04/أكتوبر/2025 - 11:30 ص

في استجابة سريعة ومباشرة لتقارير الأحوال المائية والتغيرات الأخيرة في منسوب نهر النيل، وجه الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، برفع درجة الاستعداد القصوى وتفعيل خطط الطوارئ بجميع الأجهزة التنفيذية في المحافظة.

وتأتي هذه الخطوة الاستباقية كجزء من المتابعة المستمرة والدقيقة لضمان سلامة المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة من أي طارئ قد ينجم عن ارتفاع مناسيب المياه في مجرى النهر.

المتابعة والتنسيق على مدار الساعة: تفعيل غرف العمليات

لضمان كفاءة الاستجابة لأي تطورات ميدانية، شدد المحافظ على أهمية التنسيق المتواصل والفعال بين جميع الجهات المعنية، مع وضع آليات واضحة للرصد والإبلاغ الفوري.

الربط بين غرف العمليات والشبكة الوطنية

أوضح محافظ قنا أنه تم تفعيل دور غرف العمليات الفرعية على مستوى جميع الوحدات المحلية بالمراكز والمدن.

وتم ربط هذه الغرف بشكل مباشر بـ غرفة العمليات المركزية الموجودة في ديوان عام المحافظة. هذا النظام يهدف إلى إنشاء قناة اتصال موحدة وسريعة تضمن تدفق المعلومات والقرارات بكفاءة.

الأهم من ذلك، يتم التنسيق بشكل وثيق ومستمر مع مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، الذي يمثل الجهة المرجعية العليا في إدارة الأزمات.

كما يتم التعاون الوثيق مع الإدارة العامة لحماية النيل بقنا لتوفير قراءات دقيقة وموثقة حول الموقف المائي. هذا التنسيق المزدوج يضمن أن القرارات الميدانية تستند إلى بيانات علمية دقيقة.

رفع جاهزية معدات التدخل السريع

في إطار الاستعداد للتعامل الفوري مع أي ارتفاع مفاجئ للمياه، تم تكليف رؤساء المراكز والمدن ومسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي بضرورة التأكد من رفع الجاهزية القصوى لجميع معدات التدخل السريع، ويشمل ذلك مضخات سحب المياه، سيارات الكسح، ومعدات الإغاثة.

الهدف هو ضمان القدرة على الانتشار السريع والتعامل الفوري مع أي حالات طوارئ أو تجمعات مياه قد تهدد المناطق السكنية أو الزراعية القريبة من النهر.

إجراءات السلامة المباشرة: حماية الأرواح والممتلكات

كان الجانب الأبرز في توجيهات المحافظ هو التركيز على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، خاصة أولئك المقيمين في المناطق الأكثر عرضة للتأثر.

ضرورة إخلاء منشآت «طرح النهر»

شدد الدكتور خالد عبد الحليم على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لحماية المواطنين.

وأصدر توجيهاً واضحاً بـ «ضرورة إخلاء المنازل وحظائر الماشية والمخازن أو تشوينات المحاصيل الزراعية» التي تم إقامتها على «أراضي طرح النهر».

هذه الأراضي، بحكم موقعها، هي الأكثر عرضة للغمر في حالة ارتفاع المناسيب، وإخلاؤها إجراء وقائي لا غنى عنه.

يهدف هذا التشديد إلى «الحرص على سلامة المواطنين وممتلكاتهم»، مؤكداً أن الخطر المحتمل لا يقتصر على الأضرار المادية فقط، بل يمتد إلى الأرواح في حالة تدهور مفاجئ للموقف.

متابعة دقيقة ومستمرة

أكد المحافظ أن الموقف يخضع لـ «متابعة دقيقة» من مركز سيطرة الشبكة الوطنية، الذي يلعب دوراً محورياً في إصدار بيانات دورية وفقاً للتغيرات المرصودة.

وتُستخدم هذه البيانات سواء لـ «التحذير» في حالة الضرورة القصوى أو لـ «الطمأنة» للحفاظ على الهدوء العام في المحافظة.

الموقف المائي الحالي ورسالة طمأنة للمواطنين

قدم محافظ قنا بيانات محددة عن منسوب النيل الحالي، مع رسالة واضحة للمواطنين لتهدئة المخاوف العامة.

منسوب النيل المسجل

أشار المحافظ إلى أن «منسوب نهر النيل بالمحافظة بلغ اليوم 68.8 مترًا». هذا الرقم يُعد مؤشراً حيوياً لتحديد مستوى المياه ومدى اقترابه من الحدود الآمنة.

الوضع آمن ولكن يستدعي اليقظة

طمأن محافظ قنا المواطنين بأن «الوضع الحالي آمن» ولا يدعو للقلق المباشر. ومع ذلك، أكد أن هذا الوضع «يستدعي استمرار اليقظة والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة».

هذا التأكيد المزدوج يهدف إلى تجنب خلق حالة من الذعر مع الحفاظ على درجة عالية من الاستعداد والاحتياط.

مناشدة عامة وإجراءات وقائية للمستقبل

في إطار الشفافية والمسؤولية، وجهت المحافظة نداءً عاماً للمواطنين لتجنب الشائعات واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

تحذير من الأخبار المغلوطة

ناشدت محافظة قنا المواطنين بشكل خاص «عدم الانسياق وراء أي مبالغات أو تداول للأخبار المغلوطة وغير الموثقة».

وأكدت المحافظة أن المعلومات الدقيقة يتم إعلانها عبر المصادر الرسمية المعتمدة فقط، وذلك لضمان الشفافية، توحيد الرسائل الإعلامية، والحفاظ على المصداقية في التعامل مع الأزمة المحتملة.

اتخاذ الاحتياطات اللازمة

اختتم المحافظ توجيهاته بتوجيه نداء شامل لجميع المواطنين المقيمين على أراضي طرح النهر أو أصحاب الأراضي الزراعية الواقعة على مقربة من مجرى النيل.

طالبهم المحافظ بـ «ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة خلال الفترة المقبلة» لتجنب أي أضرار محتملة قد تنجم عن ارتفاع المناسيب أو زيادة تدفق المياه، مؤكداً أن الوقاية خير من العلاج وأن الالتزام بالتعليمات هو مفتاح العبور الآمن من أي تقلبات جوية أو مائية محتملة.

تقارير