الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 الموافق 04 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

نبيل أبوالياسين: زلزال «غرين».. هل ينهار الجمهوريون وتلغى الانتخابات؟

القارئ نيوز

إنه وفي ضربة مزدوجة هزت أركان الحزب الجمهوري، يجد المشرعون الجمهوريون أنفسهم أمام معضلة وجودية تهدد مستقبلهم السياسي.

 فبينما كانوا يستعدون لانتخابات التجديد النصفي الحاسمة في 2026، فاجأتهم استقالة النائبة البارزة مارجوري تايلور غرين التي كانت ذات يوم من أبرز وجوه حركة «ماغا»، لتكشف عن انقسامات عميقة في صفوف الحزب.

 في الوقت ذاته، تتزايد المخاوف بين صفوف الجمهوريين من أن الانتخابات المقبلة قد تشهد «محواً» للحزب، يمكن أن يكلفهم السيطرة على مجلس النواب ويقلص أغلبيتهم في مجلس الشيوخ.

 هذه المشاعر المعقدة من القلق وعدم اليقين تضع الحزب في واحدة من أصعب لحظاته منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.


استقالة غرين: من الحليف الوفي إلى الناقد اللاذع

شكل إعلان مارجوري تايلور غرين استقالتها من الكونغرس صدمة للحزب الجمهوري، حيث كانت تمثل واحدة من أبرز الأصوات في حركة «ماغا».

 وقد تحولت غرين من حليفة قوية لترامب إلى ناقدة علنية لسياساته، حيث قالت في فيديو الاستقالة الذي استمر 11 دقيقة: أرفض أن أكون «زوجة محطمة» على أمل أن يختفي كل شيء ويتحسن. 

وجاء قرار الاستقالة بعد أن وصفها ترامب بـ«الخائنة» وسحب دعمه عنها، مهدداً بدعم منافس لها في الانتخابات التمهيدية. 

وقد اتسعت الخلافات بينهما حول قضايا متعددة، أبرزها الإصرار على نشر ملفات جيفري إبستين، وموقف ترامب من الحرب في غزة، وتمديد دعم «أوباماكير»، وتساؤلات حول مدى التزام ترامب بسياسة «أميركا أولاً».


توقعات هزيمة 2026: سيناريو الكابوس

توقع العديد من المحللين والسياسيين أن تواجه الانتخابات النصفية لعام 2026 إمكانية أن تكون «محواً للجمهوريين»، حيث يحذر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري من أن «هناك الكثير من علامات التحذير التي تومض». 

وتشير التقديرات إلى أن الجمهوريين قد يخسرون السيطرة على مجلس النواب، بينما قد تتراجع أغلبيتهم في مجلس الشيوخ بمقعدين أو ثلاثة مقاعد.

 ويظهر أحدث استطلاع للرأي أن الديمقراطيين يتقدمون على الجمهوريين بنسبة 46.8% إلى 41.4% في الاقتراع العام، بينما انخفضت نسبة تأييد ترامب إلى 41.9%، مما يخلق رياحاً معاكسة في الولايات والمناطق المتأرجحة .


إعادة تقسيم الدوائر: معركة الخرائط

أصبحت معركة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية أحد الساحات الحاسمة التي ستحدد مصير الانتخابات المقبلة.

 فبينما كان الجمهوريون يتوقعون تحقيق مكاسب من الخرائط الجديدة، منحت المفاجآت الأخيرة في كاليفورنيا ويوتاه الديمقراطيين دفعة غير متوقعة.

 ففي كاليفورنيا، وافق الناخبون على «المقترح 50» الذي يمنح الديمقراطيين خمسة مقاعد إضافية في الكونغرس، بينما في يوتاه، رفضت القاضية ديانا غيبسون الخريطة الجمهورية واعتمدت بدلاً منها خريطة تمنح الديمقراطيين فرصة أقوى للفوز بمقعد في الولاية .

 هذه التطورات قلبت التوقعات رأساً على عقب، حيث كان يتوقع الجمهوريون تحقيق مكاسب صافية من عملية إعادة التقسيم.


الاقتصاد وتكاليف الرعاية الصحية: نقطة الضعف القاتلة

وألفت إلى إعتراف الجمهوريون بأن ارتفاع أقساط التأمين الصحي وتكاليف الرعاية الصحية تشكل مشكلة كبيرة لحزبهم مع اقتراب انتخابات 2026. 

وقد حذر السناتور المتقاعد توم تيليس من أن «هذا التطور لم يكن غير متوقع»، مشيراً إلى أن الحزب في السلطة يؤدي أداءً سيئاً تاريخياً في انتخابات التجديد النصفي. 

وأضاف: «إذا لم نحصل على سياسة الرعاية الصحية بشكل صحيح، وإذا لم نحصل على بعض سياسات التكلفة بشكل صحيح، فسيكون لدينا رياح معاكسة كبيرة في العام المقبل». 

وقد أدى ارتفاع تكاليف المعيشة واستياء الناخبين من الأداء الاقتصادي إلى تفاقم هذه المخاوف، حيث يقر الجمهوريون بضرورة معالجة هذه القضايا قبل نوفمبر 2026 .


ترامب والجمهوريون: علاقة متوترة

وأشير إلى ما كشفته الأشهر الأخيرة عن توتر متزايد في العلاقة بين ترامب والجمهوريين في الكونغرس، حيث بدأ المشرعون يتحدون الرئيس في قضايا مهمة.

 فبعد أشهر من المعارضة، اضطر ترامب في النهاية إلى دعم تشريع الكشف عن ملفات إبستين تحت ضغط من الحزب.

 كما رفض الجمهوريون في مجلس الشيوخ الرضوخ لمطالبه بإلغاء حق التعطيل خلال معركة الإغلاق الحكومي.

 ويقول محللون إن «قبضة ترامب القوية سابقًا قد تضعف على الجمهوريين في الكونجرس في وقت أبكر من المعتاد»، حيث بدأ المشرعون يفكرون في بقائهم السياسي بعد ترامب .

معركة البقاء

وأختم مقالي بالقول إن الآلة الجمهورية تواجه معركة وجودية هي الأصعب في تاريخها الحديث.

 فبينما تحاول التعافي من صدمة استقالة أحد أبرز وجوهها، فإنها تواقع رياحاً معاكسة قوية تهدد باجتثاثها من السلطة في الانتخابات المقبلة.

 لقد أصبح الحزب أسير تناقضاته - بين ولائه لزعيم يتراجع نجمه، وبين ضرورة تجديد خطابه ليتناسب مع متطلبات الناخبين.

 وبينما قال ترامب ذات مرة إنه «سئم» من انتقادات غرين، يبدو أن الحزب بأكمله قد أصيب بإرهاق مماثل من التناقضات التي لم يعد بمقدوره تحملها.

 المعركة القادمة ليست مجرد سباق على المقاعد، بل هي معركة على روح الحزب وهويته، وقد تكون الأكثر مصيرية في تاريخه الحديث.

تم نسخ الرابط