إصابة جندي إسرائيلي في لواء جولاني بجروح خطيرة جنوب لبنان
في تطور ميداني جديد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة جندي من لواء "جولاني" بجروح خطيرة في منطقة جنوب لبنان، وذلك في إطار الهجوم العسكري المستمر في المنطقة.
يأتي هذا الحادث في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني تصاعدًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تتسبب في تدمير المنازل والبنية التحتية، بالإضافة إلى تهجير المدنيين.
الأعمال العسكرية تأتي وسط أنباء متضاربة من وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن احتمال إعلان هدنة قد تساهم في وقف نزيف الدماء في لبنان، وهو ما يثير تساؤلات حول نية إسرائيل في إنهاء الصراع.
تحليل الخبير العسكري اللبناني
في هذا السياق، يوضح الخبير العسكري اللبناني العميد الركن فادي داوود، أن التوغل البري السريع لجيش الاحتلال في الجنوب اللبناني يتجاوز كونه مجرد عملية ضغط لإحراز شروط أفضل في مفاوضات وقف إطلاق النار.
بل يرى أن هذه التحركات تثير الشكوك حول جدية إسرائيل في تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث لا تشير المؤشرات الحالية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إنهاء الحرب في وقت قريب. ويرى داوود أن الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية قد تكون تهدف إلى تغيير الوقائع على الأرض قبل أي مفاوضات سياسية.
التجارب السابقة مع نتنياهو
ويضيف داوود أن هناك تجارب سابقة مع عدم التزام نتنياهو باتفاقات السلام، مما يعزز الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار.
في رأيه، من غير المرجح أن يقوم نتنياهو بإنهاء الحرب أو توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار قبل تولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب في يناير المقبل.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستحتاج إلى بعض الوقت بعد التنصيب لتحديد آلية عملها، مما يعني أن المضي قدماً في إبرام أي اتفاق قد يتأجل لفترة إضافية.
التفاوض بين إيران وأمريكا
وفي السياق نفسه، يشير داوود إلى أن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم تنته بعد، وهذا يعتبر عاملاً محوريًا في تحديد مستقبل الوضع في المنطقة.
إيران تعد واحدة من اللاعبين الرئيسيين في الصراع، والمفاوضات بين طهران وواشنطن تركز على قضايا استراتيجية قد تؤثر على مسار الحرب في لبنان.
هذه المفاوضات لم تُحسم بعد، مما يفتح المجال أمام تطورات غير متوقعة قد تؤثر في قرار وقف إطلاق النار.
التوغل العسكري الإسرائيلي في الجنوب اللبناني
على الصعيد الميداني، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تقدمه في الأراضي اللبنانية، حيث أحرز تقدمًا ملحوظًا في توغله البري إلى عمق الجنوب.
ووفقًا للمعلومات الميدانية، وصل جيش الاحتلال إلى مشارف نهر الليطاني من جهة ديرميماس، وقام بفصل مدينة النبطية عن بلدة مرجعيون من خلال نصب حاجز عند مفرق بلدة ديرميماس، تمهيدًا للهجوم على بلدة الطيبة من الجهتين الغربية والشمالية.
كما أشار داوود إلى أن جيش الاحتلال يتقدم على ثلاثة محاور رئيسية: المحور الغربي الذي وصل فيه إلى مشارف مدينة صور، والمحور الأوسط حيث وصل إلى مشارف بلدة بنت جبيل، مع استخدام مدفعيات متطورة من نوع M119 في الهجمات.
موقف حزب الله من وقف إطلاق النار
وفيما يتعلق بموقف حزب الله من إعلان وقف إطلاق النار، أشار داوود إلى أن الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، تطرق لأول مرة في خطابه الأخير إلى "اتفاق الطائف" الذي تم توقيعه في عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان.
هذا الاتفاق يتضمن نقطتين هامتين ينبغي الوقوف أمامهما.
الأولى هي التأكيد على عروبة لبنان وارتباطه بمحيطه العربي، والدفاع عن قضايا العرب، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل علاقة حزب الله بإيران.
النقطة الثانية تتعلق بنزع سلاح جميع الميليشيات، باستثناء حزب الله الذي تم السماح له بالبقاء مسلحًا بصفته "قوة مقاومة" ضد إسرائيل في الجنوب اللبناني.