الثلاثاء 21 يناير 2025 الموافق 21 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

متلازمة توريت: الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة وكيفية التعامل معها

متلازمة توريت
متلازمة توريت

تعد متلازمة توريت (Tourette Syndrome) من الاضطرابات العصبية النادرة التي تظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، تتميز هذه المتلازمة بتكرار الحركات التلقائية والأصوات الغريبة، والتي يعرفها الأطباء باسم “التشنجات الحركية” أو “التيك”، وهي عبارة عن حركات غير إرادية أو أصوات يصعب التحكم بها.

وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة قد تكون محط اهتمام في الأوساط الطبية، فإن الكثير من الناس لا يكونون على دراية بالأعراض الدقيقة التي قد تشير إلى الإصابة بها.

وفي هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” أعراض متلازمة توريت، طرق التشخيص، وكذلك كيفية التعامل مع الحالة لتحسين نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون منها.

ما هي متلازمة توريت؟

متلازمة توريت هي اضطراب عصبي يتمثل في حدوث حركات أو أصوات لا إرادية ومتكررة، هذه الحركات أو الأصوات تعرف بـ”التشنجات” (Tics)، وقد تكون حركية أو صوتية، وتشمل التشنجات الحركية تحركات لا إرادية مثل رفرفة العين أو إيماءات الوجه، بينما تتضمن التشنجات الصوتية أصواتًا غير معتادة مثل التجشؤ أو التكلم بكلمات غير مفهومة، يتفاوت ظهور التشنجات وشدتها من شخص لآخر، وقد تتغير طبيعتها مع مرور الوقت.

أعراض متلازمة توريت

1. التشنجات الحركية

تتمثل التشنجات الحركية في الحركات الجسدية غير الإرادية التي تتكرر بشكل مفاجئ. قد تشمل هذه الحركات:

الرفرفة بالعينين: وهي من الأعراض الشائعة لمتلازمة توريت.

التنقل في الجسم أو الرأس: تحريك الرقبة أو الرأس أو الأكتاف بشكل مفاجئ.

إيماءات اليدين أو الساقين: قد تشمل الحركات غير الإرادية مثل رفع الذراعين أو تحريك الساقين بسرعة.

القفز أو الارتعاش: في بعض الحالات، قد تحدث حركات متتالية تجعل الشخص يقفز أو يرتعش بدون قصد.

2. التشنجات الصوتية

تشمل التشنجات الصوتية أصواتًا غير مألوفة أو كلمات غير لائقة، وقد تشمل:

التجشؤ أو التنهد: الأصوات غير المألوفة مثل التجشؤ أو التنهد بشكل متكرر.

الكلمات غير المناسبة: بعض المصابين بمتلازمة توريت قد ينطقون كلمات أو عبارات غير لائقة أو مسيئة دون أن يكونوا قادرين على التحكم بها، وهذه الظاهرة تعرف بـ “Coprolalia”.

التكرار الصوتي: قد يحدث تكرار للأصوات أو الكلمات بشكل متسلسل أو عشوائي.

3. تأثير الأعراض على الحياة اليومية

تختلف أعراض متلازمة توريت من شخص لآخر، حيث يمكن أن يكون بعضها بسيطًا للغاية ولا يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، ومع ذلك قد تؤثر الأعراض الأكثر حدة على الحياة الاجتماعية والتعليمية، مما يجعل التواصل مع الآخرين صعبًا في بعض الأحيان، يعاني العديد من المرضى من مشاكل في التحكم بالأعراض في المواقف الاجتماعية أو المهنية.

كيفية تشخيص متلازمة توريت؟

لا يوجد اختبار واحد لتشخيص متلازمة توريت، وعادة ما يعتمد الأطباء على تقييم الأعراض والأنماط السلوكية للمريض.

يتم التشخيص بناءً على النقاط التالية:

1.ظهور الأعراض قبل سن 18 عامًا: عادة ما يبدأ ظهور التشنجات الحركية أو الصوتية بين سن 5 و 10 سنوات

2.وجود تشنجات حركية وصوتية بشكل مستمر لمدة أكثر من عام: ينبغي أن تكون الأعراض موجودة لفترة زمنية طويلة، وليس مجرد حالات عرضية.

3.استبعاد الأسباب الأخرى: يجب على الطبيب استبعاد أي اضطرابات أو حالات صحية أخرى قد تسبب تشنجات مشابهة.

كيفية التعامل مع متلازمة توريت؟

على الرغم من أن متلازمة توريت لا يمكن علاجها بشكل كامل، فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تشمل هذه الطرق:

1. العلاج السلوكي

التدريب على التحكم بالتشنجات: يشمل هذا النوع من العلاج تعليم المريض تقنيات للتقليل من التشنجات أو التحكم بها، أحد أساليب العلاج السلوكي المشهورة هو “التدريب على استبدال التشنجات”، حيث يتعلم المرضى استبدال الحركات أو الأصوات غير اللائقة بتصرفات أكثر قبولًا.

العلاج المعرفي السلوكي: يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعليم الشخص كيفية التعامل مع الضغوط الاجتماعية والنفسية التي قد تؤدي إلى زيادة التشنجات.

2. العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام الأدوية لتقليل الأعراض، خاصة إذا كانت التشنجات شديدة وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، تشمل الأدوية المستخدمة:

مضادات الاكتئاب: قد تساعد في تقليل القلق والاكتئاب المصاحبين لتوريت.

الأدوية المضادة للذهان: قد تُستخدم في الحالات التي تؤثر فيها التشنجات الصوتية الحادة على حياة الشخص.

البنزوديازيبينات: يمكن أن تكون مفيدة في تقليل القلق، مما يساعد في تقليل التشنجات الناتجة عن التوتر.

3. الدعم النفسي والاجتماعي

الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المرضى الذين يعانون من متلازمة توريت، من خلال التواصل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، يمكن للمرضى تحسين ثقتهم بأنفسهم ومهاراتهم الاجتماعية، كما أن الانضمام إلى مجموعات الدعم يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا في مشاركة الخبرات والتعلم من تجارب الآخرين.

4. التعامل مع التحديات المدرسية والاجتماعية

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من متلازمة توريت، يمكن أن تكون البيئة المدرسية صعبة، يمكن للآباء والمعلمين التعاون معًا لوضع خطة لدعم الطالب في الفصل الدراسي، يشمل ذلك توفير بيئة تعليمية مريحة وتقديم التعديلات اللازمة مثل السماح للطفل بالخروج من الفصل لفترات قصيرة لتخفيف التوتر.

تعد متلازمة توريت اضطرابًا عصبيًا مزمنًا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمصابين بها، على الرغم من أن الأعراض قد تكون محط إحراج أو تحديات اجتماعية، إلا أنه مع العلاج السلوكي والطبي والدعم النفسي، يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة طبيعية وناجحة، من المهم أن يكون هناك فهم وتعاطف من قبل المجتمع والمحيطين بالمصابين، مما يعزز من قدرتهم على التكيف والتعايش مع هذه الحالة العصبية.

تم نسخ الرابط