خرافات شائعة حول فيروس التهاب الرئة البشري HMPV.. ما هى الحقيقة؟

في ظل تزايد حالات الإصابة بفيروس التهاب الرئة البشري hMPV في العديد من البلدان، أصبح من الضروري توعية الناس حول هذا الفيروس وطرق الوقاية منه، على الرغم من أن انتشار هذا الفيروس أصبح أكثر وضوحًا في الأوقات الأخيرة، إلا أن العديد من الأساطير والخرافات بدأت في الانتشار حول طبيعة هذا الفيروس وكيفية انتقاله.

وفي تقرير نشرته “Healthshots”، تم تسليط الضوء على بعض هذه الخرافات لتوضيح الحقائق العلمية حول فيروس hMPV، والذي يعتبر من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي وتنتشر في جميع أنحاء العالم.

الأسطورة الأولى: hMPV هو فيروس جديد

واحدة من أبرز الأساطير التي تروج حول فيروس hMPV هي أنه فيروس جديد، في الواقع فإن هذا الفيروس لم يُكتشف حديثًا، بل تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2001 من قبل العلماء الذين لاحظوا نمطًا من أمراض الجهاز التنفسي التي لم تسببها فيروسات معروفة مثل الأنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).

ومنذ ذلك الحين، انتشر فيروس hMPV في جميع أنحاء العالم وأصبح جزءًا من مجموعة الفيروسات التنفسية التي تصيب البشر، لذا فإن ادعاء أن hMPV هو فيروس جديد يعد من أكبر الخرافات المنتشرة، حيث إنه موجود منذ عقود.

الأسطورة الثانية: فيروس كورونا وفيروس hMPV هو نفس الفيروس

يعتقد البعض أن فيروس hMPV هو نفس فيروس كورونا، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن فيروس كورونا وhMPV ينتميان إلى عائلتين مختلفتين من الفيروسات.

وفي حين أن فيروس كورونا يسبب مرض “كوفيد-19” وهو ناتج عن فيروس سارس-كوف-2، فإن hMPV ينتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطية. على الرغم من أن كلا الفيروسين يمكن أن يتسبب في أعراض تنفسية مشابهة مثل السعال والحمى وضيق التنفس، إلا أن الاختلاف يكمن في الأصول والتركيبات وطرق الانتقال بين الفيروسين.

وعلاوة على ذلك، فإن فيروس كورونا يعتبر أكثر شدة في العديد من الحالات وقد يسبب مضاعفات خطيرة، بينما يُعد فيروس hMPV أقل حدة، ولكنه يظل يشكل تهديدًا للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

الأسطورة الثالثة: لا يمكنك الإصابة بفيروس hMPV مرتين

هناك خرافة أخرى شائعة تفيد بأنه لا يمكن للمرء أن يصاب بفيروس hMPV أكثر من مرة، ولكن الحقيقة أن هذا غير صحيح.

كما هو الحال مع العديد من الفيروسات التنفسية، يمكن أن يصاب الشخص بفيروس hMPV عدة مرات خلال حياته، ذلك لأن المناعة ضد الفيروس لا تدوم طويلاً.

مما يسمح للفيروس بالظهور مجددًا، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في الماضي قد يعانون من أعراض أقل حدة إذا أصيبوا مجددًا.

 وبالتالي، فإن هذه الأسطورة تعد مضللة، حيث يُحتمل أن يعاني الشخص من إصابات متكررة.

الأسطورة الرابعة: فيروس hMPV يستهدف الأطفال فقط

من بين الأساطير المنتشرة حول hMPV هو أن الفيروس يقتصر على الأطفال فقط، لكن هذا غير دقيق، في الحقيقة.

وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للإصابة بسبب جهازهم المناعي غير الناضج، فإن فيروس hMPV يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار.

وفي الواقع يمكن أن يكون كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة عرضة أيضًا للإصابة بالفيروس، الأعراض في الأطفال قد تكون أكثر حدة، مما يتطلب أحيانًا دخول المستشفى، ولكن هذا لا يعني أن الفيروس يقتصر فقط على الأطفال.

الأسطورة الخامسة: فيروس hMPV أكثر قابلية للانتقال من الفيروسات التنفسية الأخرى

تعد هذه الخرافة من أكثر الأساطير انتشارًا حول hMPV، حيث يعتقد البعض أن الفيروس أكثر قابلية للانتقال من الفيروسات التنفسية الأخرى مثل الأنفلونزا أو نزلات البرد، لكن الحقيقة هي أن فيروس hMPV لا يعتبر أكثر عدوى من الفيروسات الأخرى.

وينتقل فيروس hMPV بنفس طريقة انتقال الفيروسات التنفسية الأخرى، مثل السعال أو العطس، حيث يتم إطلاق الرذاذ الملوث في الهواء، ويمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، بالمقارنة مع الفيروسات الأخرى مثل الأنفلونزا أو كورونا، لا يُعتبر hMPV أكثر قابلية للانتقال، بل ينتشر بطريقة مشابهة لها.

الأسطورة السادسة: يمكن أن ينتشر فيروس hMPV من خلال التحدث فقط

هذه خرافة أخرى تروج بين البعض وهي أن فيروس hMPV يمكن أن ينتقل من خلال التحدث فقط، في الواقع، يعتبر انتشار الفيروس عن طريق التحدث أقل احتمالية مقارنة بالسعال أو العطس، عند التحدث، يتم إطلاق كميات أقل من الرذاذ الملوث في الهواء، وبالتالي لا يُعتبر التحدث وسيلة رئيسية لانتقال العدوى.

وفي المقابل فإن السعال والعطس يطلقان كميات أكبر من الرذاذ، مما يجعلها الطريقة الأساسية لنقل فيروس hMPV، كما أن الاتصال الوثيق مع شخص مصاب أو لمس الأسطح الملوثة قد يساهم في انتقال العدوى.

كيفية الوقاية من فيروس hMPV

على الرغم من أن فيروس hMPV لا يسبب عادةً مضاعفات خطيرة، إلا أن من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتشاره، يمكن الوقاية من العدوى باتباع بعض الخطوات البسيطة مثل غسل اليدين بانتظام، تجنب ملامسة الأشخاص المصابين، والحفاظ على نظافة الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، كما يُنصح بتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة خلال موسم انتشار الفيروسات التنفسية.

ومن المهم أن نكون على دراية بالحقائق حول فيروس hMPV، وأن نتجنب الانجراف وراء الأساطير التي قد تساهم في نشر الذعر، من خلال اتباع الاحتياطات اللازمة واتباع التوجيهات الصحية، يمكن للمجتمع حماية نفسه من انتشار هذا الفيروس، والتقليل من تأثيراته الصحية.