إعجاز قرآني في تفسير موعد ليلة القدر 2025 تكشفها سورة القدر

تعد سورة القدر من السور المكية التي تتمحور حول ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة لها مكانة خاصة في الإسلام، إذ أنزل فيها القرآن الكريم وهذه الليلة خيرًا من ألف شهر، حيث تتنزل فيها الملائكة بأمر الله، وتظل مباركة حتى مطلع الفجر، يمكن للمسلمين قراءة سورة القدر من المصحف أو عبر الهاتف أو الاستماع إلى تلاوتها عبر وسائل الإعلام المختلفة، لما تحمله من فضل عظيم في العبادة.
تؤكد السورة مكانة القرآن الكريم وعلو شأنه، حيث ترد على من زعم أنه مجرد أساطير الأولين، كما تبين أن ليلة القدر لها فضل عظيم يفوق عبادة ألف شهر، ولذلك يُحث المسلمون على الاجتهاد في العبادة والطاعة خلال هذه الليلة المباركة.
نص آيات سورة القدر
يقول الله تعالى في سورة القدر:
“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5).”
تفسير سورة القدر
كلمة “القدر” تعني الشأن العظيم، وهي تشير إلى عظمة هذه الليلة وفضلها، أما عبارة “وما أدراك” فهي أسلوب قرآني يُستخدم للتنبيه إلى خطورة وأهمية الموضوع الذي يليه. والروح في الآية الرابعة، وفق جمهور المفسرين، تشير إلى جبريل عليه السلام.
يشرح المفسرون أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم في ليلة مباركة كثيرة الخيرات، وهي إحدى ليالي شهر رمضان، كما جاء في قوله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ”، وقد جاءت هذه الليلة مصاحبة لتقدير الأمور الإلهية لهذا الدين العظيم.
نزول الملائكة في ليلة القدر
ذكر الحافظ البغوي في تفسيره أن قوله تعالى: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ” يشير إلى نزول جبريل والملائكة في هذه الليلة بالخير والبركة، وأكد ابن كثير أن نزول الملائكة بكثرة في هذه الليلة دليل على بركتها العظيمة، حيث تحيط الملائكة بحلقات الذكر وتفتح أبواب السماء وتغفر الذنوب لمن يستغفر الله.
أما قوله تعالى: “سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”، فقد فُسر بأن ليلة القدر تكون ليلة سلام وأمان، فلا يحدث فيها شر أو ضرر، ولا يعمل فيها الشيطان سوءًا، كما قال مجاهد.
موعد ليلة القدر ورأي العلماء
اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، ولكن جمهور الفقهاء، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة، يرون أنها تقع في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الوترية، أما ابن عباس رضي الله عنه، فقد رجح أنها ليلة السابع والعشرين، مستدلًا بعدد كلمات السورة وبالضمير “هي” في الآية الأخيرة، حيث يأتي في المرتبة السابعة والعشرين.
الإعجاز العددي في تحديد ليلة القدر
أشار بعض العلماء إلى أن الإعجاز العددي في القرآن يمكن أن يساعد في معرفة ليلة القدر، فقد ذكر الإمام ابن رجب أن العلماء استنبطوا أنها ليلة السابع والعشرين من خلال عدد مرات تكرار ذكرها في القرآن، وكذلك من خلال عدد كلمات السورة وطريقة ترتيبها.
كما أن الشيخ محمد متولي الشعراوي أشار في أحد دروسه إلى أن رقم 7 له دلالة في تحديد موعد ليلة القدر، إذ أن السماوات سبع، والأرضين سبع، والإنسان خُلق في سبع مراحل، مما جعل بعض العلماء يستنتجون أن ليلة القدر توافق ليلة 27 من رمضان.
علامات ليلة القدر
هناك عدة علامات يُعتقد أنها تدل على ليلة القدر، ومنها:
1.نزول الملائكة بأعداد هائلة، حتى تكون أكثر من عدد الحصى على الأرض.
2.اعتدال الطقس، فلا يكون باردًا ولا حارًا، بل يكون لطيفًا.
3.طلوع الشمس في صبيحة ليلة القدر بدون شعاع، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
4.صفاء الجو وسكون النفس، حيث يشعر المسلم براحة وسكينة غير معتادة.
5.عدم سقوط الشهب والنيازك، حيث يكون الجو هادئًا بشكل غير عادي.
6.إقبال العباد على الله، فيزداد الخشوع والدعاء والتقرب إلى الله في هذه الليلة.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر لها فضل عظيم كما ورد في القرآن والسنة، ومن أبرز فضائلها:
غفران الذنوب لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
نزول القرآن الكريم فيها، مما يجعلها ليلة ذات شأن عظيم.
تقدير الأرزاق والأعمار للعام القادم، كما جاء في قوله تعالى: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ”.
العبادة فيها تعادل عبادة ألف شهر، مما يجعلها فرصة عظيمة لاكتساب الأجر والثواب.
السلام والطمأنينة تعم الأرض، حيث تتنزل الملائكة وتعم البركة والخير.
متى تكون ليلة القدر في 2025؟
وفقًا للحسابات الفلكية والتقديرات الشرعية، فإن ليلة القدر في عام 2025 يُرجح أن تكون ليلة السابع والعشرين من رمضان، والتي ستوافق ليلة الجمعة، وذلك بناءً على التوافقات العددية والأحاديث النبوية التي تشير إلى أنها تقع في الليالي الوترية من العشر الأواخر، ومع ذلك، يظل الموعد غير مؤكد، حيث أن الله أخفى موعدها ليجتهد المسلمون في العبادة طوال العشر الأواخر.
سورة القدر تحمل معاني عظيمة، حيث توضح فضل ليلة القدر التي نزل فيها القرآن، وتؤكد على مكانتها المباركة التي تفوق ألف شهر. يحرص المسلمون على إحيائها بالصلاة والدعاء والاستغفار، لما فيها من الخير العظيم. وبينما رجح العديد من العلماء أنها ليلة السابع والعشرين، يبقى الأهم أن يجتهد المسلمون في العبادة طوال العشر الأواخر لينالوا ثواب هذه الليلة المباركة.