الإثنين 24 مارس 2025 الموافق 24 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

علامات ليلة القدر.. إشارات واضحة وأغلبها يُرى مع شروق الشمس

ليلة القدر
ليلة القدر

تعد ليلة القدر من أعظم الليالي في شهر رمضان المبارك، فهي ليلة مباركة تتنزل فيها الرحمة وتُغفر فيها الذنوب، وتحرص قلوب المسلمين على اغتنامها بالأعمال الصالحة والدعاء، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل هذه الليلة ومكانتها عند الله تعالى، فهي ليلة خير من ألف شهر، أي ما يعادل عبادة ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر، ولعظم فضلها يسعى المسلمون لالتماس علاماتها والاجتهاد في العبادة خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

علامات ليلة القدر

وردت العديد من العلامات التي يمكن أن يستدل بها المسلم على ليلة القدر، ورغم أن تحديدها بدقة أمر غيبي لم يُفصح عنه بشكل قطعي، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض العلامات التي قد تدل على وقوعها، ومن أبرز هذه العلامات ما يلي:

1- تكون السماء في ليلة القدر صافية وخالية من الشهب والنجوم المتساقطة.

2- تتميز الليلة بالاعتدال فلا تكون حارة ولا باردة، بل يسودها جو لطيف.

3- يظهر القمر في هذه الليلة على هيئة شق جفنة، أي كنصف طبق.

4- تشرق شمس صبيحة ليلة القدر بلا شعاع، مما يجعلها مميزة عن باقي الأيام.

5- يشعر المسلم في هذه الليلة بالسكينة وانشراح الصدر والطمأنينة.

6- تسكن الرياح في ليلة القدر، فلا تكون فيها عواصف أو رياح شديدة.

7- تكثر الملائكة في الأرض في هذه الليلة المباركة، كما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى”.

دعاء ليلة القدر المستحب

من الأعمال العظيمة التي يُحرص عليها في ليلة القدر الدعاء، وقد أوصت السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عما تدعو به إذا صادفت هذه الليلة، فقال لها: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، ويستحب أن يُكثر المسلم من هذا الدعاء في ليلة القدر طلبًا للمغفرة والرحمة.

هل يجب قيام ليلة القدر كاملة؟

اختلف العلماء في مسألة قيام ليلة القدر كاملة، فذهب بعضهم إلى أن الأفضل إحياؤها كلها بالصلاة والذكر والدعاء تأسّيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، ويرى آخرون أنه يجوز النوم قليلًا والقيام في أجزاء من الليلة، استنادًا إلى ما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ما قام رسول الله ليلة حتى أصبح”.

كما أوضح بعض العلماء أن من نام قليلًا ثم قام للعبادة كان له أجر مضاعف، لأن هذا يعبر عن اجتهاده في ترك النوم والرغبة في التقرب إلى الله تعالى، مستشهدين بقوله تعالى: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا” (السجدة: 16).

أعمال مستحبة في ليلة القدر

لاغتنام هذه الليلة المباركة، هناك العديد من الأعمال التي يُستحب القيام بها، ومنها:

1- أخذ قسط من الراحة بعد الظهر لتنشيط الجسد للعبادة في الليل.

2- عدم الإفراط في الأكل حتى يتمكن المسلم من أداء الصلاة والطاعات.

3- الإكثار من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.

4- الحرص على الطهارة طوال الليل ما أمكن ذلك.

5- التوجه إلى الله بكل الجوارح، وتصفية القلب والعقل من مشاغل الدنيا.

6- الابتعاد عن الخصومة والعفو عن من أساء.

7- عقد العزم على التوبة الصادقة لله تعالى.

8- الاهتمام بجودة العبادة وخشوع القلب أكثر من كثرة الركعات.

9- الإخلاص في الدعاء والقيام، والابتعاد عن التظاهر بالعبادة.

10- الإلحاح والإصرار في الدعاء، فالله يحب العبد الملح في دعائه.

11- الاستغفار وطلب العفو والمغفرة عن الذنوب الماضية.

12- الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

13- الإكثار من الدعاء الذي أوصى به النبي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”.

14- الدعاء بتيسير الأمور وصلاح الحال والعتق من النار.

15- التصدق في هذه الليلة المباركة ولو بالقليل.

16- شكر الله على توفيقه لقيام هذه الليلة العظيمة.

لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم؟

وردت عدة تفسيرات لمعنى تسمية ليلة القدر، ومن هذه التفسيرات:

1- أنها سُميت بهذا الاسم لأن الله تعالى يقدر فيها أرزاق العباد وآجالهم وكل ما يحدث في العام المقبل، كما قال تعالى: “فيها يُفرق كل أمر حكيم” (الدخان: 4).

2- يُقال إنها سميت ليلة القدر لعظم شأنها وشرفها عند الله.

3- قيل أيضًا إن العبادة في هذه الليلة تعدل عبادة ألف شهر، مما يدل على عظمتها وفضلها.

كما ورد في تفسير ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلًا من بني إسرائيل حمل السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله تعالى قوله: “ليلة القدر خير من ألف شهر” (القدر: 3)، مما يدل على عظيم الأجر والثواب في هذه الليلة المباركة.

مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان، يتأهب المسلمون في كل مكان لإحياء ليلة القدر، ويتنافسون في الطاعات والعبادات لنيل رضا الله ومغفرته، فهي فرصة عظيمة لتغيير الحال إلى الأفضل، وغفران الذنوب، وتحقيق الأمنيات، والعتق من النار، فليحرص كل مسلم على اغتنام هذه الليلة العظيمة، والدعاء لله تعالى بخير الدنيا والآخرة، والتوجه إليه بقلب صادق ومخلص.

تم نسخ الرابط