الأحد 16 مارس 2025 الموافق 16 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يختلف ثواب قراءة القرآن من الهاتف عن المصحف الورقي؟.. الإفتاء توضح

الدكتور عمرو الورداني
الدكتور عمرو الورداني

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المتابعين حول حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول، حيث جاء نص السؤال كالتالي: “أقرأ دائمًا من المصحف الموجود في الموبايل وليس الورقي، فهل هذا حرام أم أن ثوابه أقل من المصحف الورقي؟”، وقد أثار هذا السؤال جدلًا واسعًا بين الناس الذين يتساءلون حول ما إذا كانت الوسيلة المستخدمة في قراءة القرآن تؤثر على الأجر والثواب.

حكم قراءة القرآن من الهاتف المحمول

أجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة التدريب، مؤكدًا أنه لا يوجد أي حرمة في قراءة القرآن من الهاتف المحمول، مشددًا على أن الثواب الذي يحصل عليه القارئ لا يختلف سواء تمت القراءة من المصحف الورقي أو من المصحف الإلكتروني الموجود على الهواتف الذكية.

وأوضح الورداني أن المصحف الموجود على الهاتف المحمول ما هو إلا صورة رقمية للمصحف الورقي، وبالتالي فإن الكلمات التي تظهر على الشاشة هي نفسها كلمات القرآن الكريم، وهو ما يجعل قراءة القرآن من الهاتف تحمل نفس الثواب والأجر دون أي نقصان.

وأشار إلى أن المسلمين في بداية عهد الإسلام كانوا يقرؤون القرآن من وسائل مختلفة مثل رقاع الجلد وجذوع النخل قبل أن يُجمع المصحف في شكل كتاب بين دفتي غلاف، ومع ذلك كان لهم نفس الثواب، مما يؤكد أن وسيلة القراءة لا تؤثر على الأجر طالما أن المسلم يتلو كلام الله تعالى بصدق وخشوع.

هل سرعة قراءة القرآن تقلل من الأجر؟

وفي سياق متصل، تناول الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مسألة أخرى تتعلق بحكم قراءة القرآن بسرعة، حيث أكد أن قراءة القرآن بسرعة أمر جائز شرعًا بشرطين أساسيين، الأول هو أن يتمكن القارئ من نطق الحروف والكلمات بشكل صحيح دون تحريف أو إسقاط، والثاني هو أن يكون القارئ واعيًا ومدركًا لما يقرأ وليس مجرد تلاوة عابرة دون تدبر أو فهم.

وأضاف ممدوح أن قراءة القرآن بسرعة تُعرف في علم التجويد باسم “الحدر”، وهي إحدى مراتب التلاوة الثلاث التي تشمل أيضًا “التحقيق” وهو التلاوة ببطء شديد مع التدبر، و”التدوير” وهو القراءة المتوسطة بين السرعة والبطء، وأشار إلى أن كل هذه الطرق مقبولة ما دام القارئ يلتزم بأحكام التجويد.

كما أوضح أن الهدف الأساسي من قراءة القرآن هو تدبر معانيه والعمل به، ولذلك فإن الحرص على التلاوة مع التأمل في معاني الآيات هو الأهم، سواء تمت التلاوة بسرعة أو ببطء.

حكم قراءة القرآن من الهاتف بدون وضوء

تطرّق الدكتور أحمد ممدوح أيضًا إلى مسألة قراءة القرآن من الهاتف المحمول دون وضوء، حيث أكد أن هذا الأمر جائز شرعًا لأن الهاتف المحمول لا يُعتبر مصحفًا حقيقيًا من حيث الأحكام الشرعية، وبالتالي لا يسري عليه حكم منع لمس المصحف إلا للمطهّرين، والذي ورد في قوله تعالى: “لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ” [الواقعة: 79].

وأشار إلى أن هذا الحكم ينطبق فقط على المصحف الورقي الذي يحتوي على كلمات القرآن بشكل مادي ملموس، أما في حالة الهاتف المحمول، فإن الكلمات تُعرض رقميًا على الشاشة، مما يجعل الحكم مختلفًا، ولذلك يُسمح بقراءة القرآن من الهاتف بدون الحاجة إلى الطهارة أو الوضوء.

ومع ذلك، أوضح ممدوح أن الأفضل والأكمل هو أن يكون المسلم على طهارة عند قراءة القرآن احترامًا وتقديسًا لكلام الله تعالى، لكنه أكد أن عدم الوضوء لا يُبطل ثواب القراءة.

هل يجوز قراءة القرآن على جنابة؟

فيما يتعلق بحكم قراءة القرآن على جنابة، أوضحت دار الإفتاء أن من آداب تلاوة القرآن الكريم أن يحرص المسلم على الطهارة والنظافة، وأن يجلس في مكان طاهر، ويستقبل القبلة بخشوع ووقار، مع مراعاة أحكام التجويد أثناء التلاوة.

وبيّنت الدار أن الفقهاء أجمعوا على جواز قراءة بعض آيات القرآن الكريم في جميع الأحوال، إذا لم تكن القراءة بنية التلاوة التعبدية، بل بقصد الذكر أو الدعاء أو الرقية الشرعية، أما في حالة الجنابة الكبرى الناتجة عن الجماع أو الاحتلام، فإن جمهور العلماء أجمعوا على عدم جواز قراءة القرآن حتى يغتسل المسلم.

التفريق بين الحدث الأكبر والأصغر في قراءة القرآن

أوضحت دار الإفتاء أن هناك فرقًا بين حالتين في ما يخص قراءة القرآن بدون وضوء:

الحالة الأولى: إذا كان المسلم في حالة حدث أصغر، مثل فقدان الوضوء العادي، فيجوز له قراءة القرآن عن ظهر قلب دون لمس المصحف، ويستند هذا الحكم إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه”، مما يعني أن الذكر، ومنه قراءة القرآن، جائز في جميع الأوقات باستثناء الحالات التي يمتنع فيها الذكر كالوجود في الخلاء.

الحالة الثانية: إذا كان المسلم في حالة حدث أكبر، مثل الجنابة، فلا يجوز له قراءة القرآن حتى يغتسل، وقد استدل العلماء على ذلك بعدة أحاديث منها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحجبه عن القرآن شيء إلا الجنابة”، وهذا يشير إلى ضرورة الطهارة الكبرى عند تلاوة القرآن.

الحكم الشرعي لقراءة القرآن من الهاتف

اختتمت دار الإفتاء المصرية إجاباتها بالتأكيد على أن قراءة القرآن من الهاتف المحمول جائزة شرعًا ولا تختلف في ثوابها عن القراءة من المصحف الورقي، كما أن قراءة القرآن بدون وضوء من الهاتف أمر مباح، بينما لا تجوز القراءة أثناء الجنابة حتى يغتسل المسلم، وأشارت الدار إلى أهمية تدبر معاني القرآن والعمل بأحكامه بغض النظر عن الوسيلة التي يُقرأ بها.

تم نسخ الرابط