منحة ربانية.. أجر الصلاة على النبي ألف مرة بآخر جمعة من رمضان

تعد الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من الأوراد التي يُستحب للمسلم أن يحرص عليها، وخاصة في آخر جمعة من شهر رمضان، حيث وردت العديد من الأحاديث التي تبين فضلها وأثرها العظيم، وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم بالصلاة على النبي، وجعلها وسيلة لنيل البركات ودفع الكروب وفتح الأبواب المغلقة، ولهذا فإن المسلم الذي يكثر من الصلاة على النبي ينال من فضلها الشيء العظيم، وخاصة في قضاء الحوائج وتيسير الأمور.
فضل الصلاة على النبي
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ”، وذلك ردًا على الصحابي أبي بن كعب حين سأله عن مقدار الصلاة عليه، فكان كلما زاد في الصلاة، أخبره النبي بأن ذلك خير له، حتى قال له: “أجعل لك صلاتي كلها؟” فقال له النبي: “إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ”، وهذا يدل على أن الإكثار من الصلاة على النبي سبب لمغفرة الذنوب وتفريج الهموم.
كما ورد في حديث آخر أن الصلاة على النبي سبب في حصول عشر صلوات من الله على العبد، ورفع عشر درجات له، ومحو عشر سيئات عنه، ولذلك فإن المسلم الذي يكثر من الصلاة على النبي ينال خيرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، كما أنها سبب في شفاعة النبي له يوم القيامة.
فضل الصلاة على النبي 1000 مرة
ذكر العلماء أن من أعظم الأذكار التي يجدر بالمسلم المحافظة عليها، خاصة يوم الجمعة، هي الصلاة على النبي ألف مرة، فقد ورد عن الصالحين أن من واظب على ذلك نال براءة من النار، وكان من أهل الفضل والكرامة عند الله -عز وجل-.
وقد ذكر الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الصلاة على النبي 1000 مرة يوم الجمعة يمكن أن تمنح صاحبها براءة من النار والنفاق، وهي من الأعمال التي لا تحتاج إلى جهد كبير، حيث يمكن أداؤها في وقت قصير لا يتجاوز نصف ساعة.
وقد كان بعض الصالحين يحرصون على أداء الصلاة على النبي عشرات الآلاف من المرات يوميًا، وقد وجدوا أثرها العظيم في حياتهم، حيث تجلب لهم الخير وتدفع عنهم الشرور، ومن العجيب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم الصحابة صيغًا قصيرة للصلاة عليه، يمكن من خلالها تحقيق أعداد كبيرة بأقل مجهود، مما يدل على حرص الإسلام على تسهيل العبادات وجعلها في متناول الجميع.
قصة براءة من النار بالصلاة على النبي
ذكر الإمام السخاوي عن أبي عبد الرحمن المُقري، أنه شهد أحد الصالحين عند وفاته، فوجدوا تحت رأسه رقعة مكتوب فيها: “براءة لفلان من النار”، وعندما سألوا أهله عن أعماله الصالحة، أجابوا بأنه كان يكثر من الصلاة على النبي، وكان يخصص يوم الجمعة ليصلي عليه ألف مرة.
وقد أوصى الإمام الشافعي بالإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها، لما لها من فضل عظيم، فهي ترفع الدرجات، وتزيد القرب من النبي في الجنة، وتمحو الذنوب، وتفتح أبواب الرحمة.
أعظم صيغة للصلاة على النبي
هناك العديد من الصيغ التي يمكن للمسلم أن يصلي بها على النبي، وأفضلها ما ورد في الحديث الصحيح، وهي الصلاة الإبراهيمية:
“اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
مواطن يستحب فيها الصلاة على النبي
الصلاة على النبي مستحبة في جميع الأوقات، ولكن هناك مواطن يتأكد فيها فضلها، ومنها:
1.بعد الأذان: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا”.
2.يوم الجمعة: فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ من أفضَلِ أيَّامِكُم يومَ الجمُعةِ، فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ”.
3.في شهر رمضان: حيث يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي في هذا الشهر المبارك، طلبًا للرحمة والمغفرة.
4.عند كتابة اسمه: فقد كان العلماء والصالحون يحرصون على الصلاة على النبي كلما كتبوا اسمه في الكتب والرسائل.
5.عند ذكره: فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ”.
6.في التشهد الأخير من الصلاة: حيث إن الصلاة على النبي ركن من أركان الصلاة.
أثر الصلاة على النبي في حياة المسلم
الصلاة على النبي لها فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، فهي سبب في تفريج الهموم، وقضاء الحوائج، وزيادة الرزق، ومحو الذنوب، ورفع الدرجات، ونيل شفاعة النبي يوم القيامة.
وقد ذكر العلماء أن الصلاة على النبي تجلب البركة في الحياة، وتزيد القرب من الله، وتملأ القلب بالطمأنينة، وتجعل العبد محبوبًا في الأرض والسماء.
الصلاة على النبي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وهي مفتاح للخير والبركة في الدنيا والآخرة، وقد ورد فضلها في العديد من الأحاديث النبوية، وهي سبب لنيل الشفاعة والمغفرة، لذا ينبغي للمسلم أن يحرص على الإكثار منها، وخاصة يوم الجمعة، لينال بركاتها العظيمة.