السبت 22 مارس 2025 الموافق 22 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يجوز للمريض جمع الصلوات؟.. الإفتاء توضح الحكم

الصلاة
الصلاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الجمع بين الصلوات جائز شرعًا في حالات وجود عذر معتبر، ومن هذه الأعذار المرض الذي يُلحق بالمريض مشقة أو ألمًا شديدًا عند أداء كل صلاة في وقتها، وقد أكد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الجمع بين الصلوات في الحضر بسبب المرض أمر مشروع على الرأي المختار للفتوى.

وأشار الدكتور مجدي عاشور إلى أن الصلوات التي يجوز الجمع بينها هي صلاتا الظهر والعصر، وصلاة المغرب مع العشاء، مؤكدًا أن المريض الذي يعاني من مشقة كبيرة أو ألم عند أداء كل صلاة في وقتها يجوز له أن يجمع بين هذه الصلوات، سواء كان جمع تقديم (أداء الصلاة الثانية مع الأولى في وقت الأولى) أو جمع تأخير (تأدية الصلاة الأولى مع الثانية في وقت الثانية).

الدليل الشرعي على جواز الجمع للمريض

استندت دار الإفتاء في رأيها إلى ما جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “جمع رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة، من غير خوف ولا مطر”، فقيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: “أراد أن لا يحرج أمته” رواه أبو داود وغيره.

وفي رواية الإمام مسلم، جاء بلفظ: “في غير خوف ولا سفر، قيل فعل ذلك من أجل المرض”، مما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّص للمريض ومن في حكمه أن يجمع بين الصلوات عند الحاجة ودفع المشقة، وأوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث يُعد دليلًا واضحًا على جواز الجمع للمريض إذا كان يعاني من تعب شديد أو ألم يمنعه من أداء الصلاة في وقتها المحدد.

حالات يجوز فيها الجمع في الحضر

أكد الدكتور مجدي عاشور أن الرخصة الشرعية لجمع الصلوات لا تقتصر على المرض فقط، بل تشمل أيضًا حالات أخرى تُلحق بالمكلف مشقة واضحة، ومن بين هذه الحالات ما يلي:

الطبيب في العمليات الجراحية: يجوز للطبيب الذي يمكث في غرفة العمليات لفترات طويلة قد تمتد إلى أوقات صلوات متعددة أن يجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء، نظرًا لاستغراق العملية وقتًا طويلًا يتعذر معه أداء الصلاة في وقتها

الازدحام في الطرق: أشار الدكتور مجدي عاشور إلى أن من كان في طريقه أثناء أوقات الصلاة ويُخشى عليه فوات الوقت بسبب الازدحام الشديد أو تعطل المواصلات، يجوز له الجمع بين الصلاتين رفعًا للحرج

العروس ليلة الزفاف: أوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن العروس التي يتعذر عليها أداء كل صلاة في وقتها ليلة الزفاف يجوز لها الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، تسهيلًا عليها

كيفية أداء جمع الصلوات للمريض

شرحت دار الإفتاء الطريقة الصحيحة لأداء الجمع بين الصلوات لمن يُباح له ذلك بسبب المرض أو العذر، وأكدت أنه يجب على المصلي أن يؤدي الصلاتين بنفس الترتيب دون فاصل طويل بينهما، وأوضحت أن هناك طريقتين للجمع:

جمع التقديم: يُصلى الظهر مع العصر في وقت الظهر، أو المغرب مع العشاء في وقت المغرب، على أن تُقام صلاة الظهر أو المغرب أولًا، ثم تُؤدى الصلاة الثانية بعد الانتهاء مباشرة بإقامة جديدة

جمع التأخير: يُؤخر أداء صلاة الظهر إلى وقت العصر، أو المغرب إلى وقت العشاء، وفي هذه الحالة تُصلى الصلاتان معًا في وقت الصلاة الثانية بنفس الكيفية مع الالتزام بالترتيب

كما أكدت دار الإفتاء أن الجمع بين الصلوات لا يُشترط فيه تكرار الأذان، ويكفي للمصلي أن يُقيم الصلاة لكل فرض على حدة، بشرط وجود نية الجمع قبل انتهاء وقت الصلاة الأولى

شروط الجمع بين الصلوات في الحضر

أوضحت دار الإفتاء أن الجمع بين الصلوات لعذر المرض أو غيره مشروط بعدة ضوابط يجب الالتزام بها، ومن هذه الشروط:

وجود عذر معتبر شرعًا: مثل المرض الذي يُلحق بالمكلف مشقة كبيرة، أو ظروف عمل تتطلب وجوده لفترات طويلة دون إمكانية لأداء الصلاة في وقتها

نية الجمع مسبقًا: يجب على المصلي أن ينوي الجمع بين الصلاتين قبل أداء الصلاة الأولى إذا كان في حالة جمع تقديم، أو قبل خروج وقت الصلاة الأولى في حالة جمع التأخير

الترتيب بين الصلوات: يُشترط أن يؤدي الصلاة الأولى (الظهر أو المغرب) قبل الصلاة الثانية (العصر أو العشاء) دون تقديم الصلاة الثانية على الأولى

التيسير ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية

أكدت دار الإفتاء أن رخصة الجمع بين الصلوات تأتي في إطار التيسير على المسلمين ورفع الحرج عنهم، وهي قاعدة شرعية ثابتة في الإسلام تستند إلى قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، وأشارت إلى أن الهدف من هذه الرخصة هو مراعاة الظروف الاستثنائية التي قد يمر بها الإنسان، مع التخفيف عليه بما لا يُخل بالعبادة.

كما أوضحت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُطبق هذه الرخصة عند الحاجة، كما ورد في حديث أنس رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما”، مما يدل على مشروعية الجمع عند وجود عذر واضح.

أوضحت دار الإفتاء أن الجمع بين الصلوات في الحضر بسبب المرض جائز شرعًا وفقًا لما جاء في السنة النبوية وآراء الفقهاء، وأن هذه الرخصة تشمل جميع الحالات التي يُلحق فيها أداء الصلاة في وقتها مشقة أو ضررًا بالمكلف، مؤكدة أن الهدف من هذه التيسيرات هو تسهيل أداء العبادات على المسلمين، مع ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية عند الجمع بين الصلوات.

تم نسخ الرابط