السبت 15 مارس 2025 الموافق 15 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

احذر حركة شائعة في الصلاة قد تبطل قيامك وركوعك دون أن تعلم

الصلاة
الصلاة

تُعد الصلاة ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، وهي عماد الدين الذي يقوم عليه بناء حياة المسلم، حيث فرضها الله تعالى على عباده لتكون وسيلة للتقرب إليه ومظهرًا من مظاهر العبودية والخضوع، ولعِظم مكانة الصلاة وشدة أهميتها، ينبغي على المسلم أداؤها على أكمل وجه وفقًا لما جاء في الكتاب والسنة، مع الحرص على تجنب كل ما يمكن أن يُبطلها أو يُنقص من ثوابها.

ومع ذلك، هناك العديد من الأفعال التي يقوم بها كثير من الناس أثناء الصلاة دون إدراك خطورتها، حيث يمكن أن تؤدي هذه الأفعال إلى بطلان الصلاة أو تقليل خشوعها، لذا ينبغي على المسلم أن يكون على دراية بهذه الأمور حتى يؤدي صلاته صحيحة كاملة الأجر.

حكم الحركة أثناء الصلاة وتأثيرها على صحتها

أوضحت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن الأصل في الصلاة هو السكون والخشوع، لأن ذلك يساعد على تحقيق الطمأنينة والتركيز في أداء الفريضة، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”، مما يدل على أن الخشوع هو أحد أسباب قبول الصلاة ونجاحها.

كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر الرجل الذي لم يؤدِّ صلاته بطريقة صحيحة بأن يعيدها، فقال له: “ارجع فصلِّ فإنك لم تُصلِّ”، مما يدل على أهمية الالتزام بالطمأنينة وعدم الإسراع أو القيام بحركات غير ضرورية أثناء الصلاة.

أنواع الحركات في الصلاة وأحكامها

قسم العلماء الحركات التي تحدث أثناء الصلاة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، لكل نوع منها حكم خاص يتوقف على مدى تأثيره على الخشوع والصلاة نفسها

الحركات التي تبطل الصلاة:

تُبطل الصلاة إذا قام المصلي بحركات كثيرة ومتتابعة دون ضرورة، حيث يعتبر ذلك خروجًا عن هيئة الصلاة، ويُقصد بالحركات الكثيرة ما لا يستطيع الإنسان أن يعتبر نفسه في حالة صلاة إذا شاهده أحد، كأن يتحرك باستمرار أو يقوم بأفعال لا تتناسب مع مقام الوقوف بين يدي الله

الحركات المكروهة في الصلاة:

هي الحركات اليسيرة غير الضرورية، مثل العبث بالملابس أو لمس الشعر أو اللحية دون سبب، فهذه الأفعال تقلل من خشوع المصلي وتُنقص من أجره لكنها لا تُبطل الصلاة طالما لم تصل إلى حد الحركة الكثيرة والمتتابعة.

الحركات المباحة والضرورية:

تُعد الحركات الضرورية التي يحتاجها المصلي مباحة ولا تُبطل الصلاة، ومن ذلك ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحمل أمامة بنت ابنته زينب أثناء الصلاة، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، كما يجوز التحرك لسد فرجة في الصف، أو التحول باتجاه القبلة إذا تبين أنه كان يصلي في اتجاه خاطئ.

أمثلة على الحركات التي لا تبطل الصلاة

هناك بعض الحركات التي قد يقوم بها المصلي ولا تؤدي إلى بطلان الصلاة إذا كانت في حدود الضرورة أو الحاجة، ومنها:

تحريك اليد لتعديل الملابس إذا لزم الأمر

التقدم خطوة للأمام أو الخلف لسد فراغ في الصف

الالتفات البسيط إذا اقتضى الأمر، مع عدم المبالغة

مساعدة طفل صغير إذا كان في حاجة لذلك، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-

حركات تبطل الصلاة يجب الحذر منها

من الأمور التي تُبطل الصلاة بشكل قاطع الحركات الكثيرة بغير عذر، مثل المشي داخل المسجد أو الالتفات الكامل عن القبلة، وأيضًا الانشغال بأمور دنيوية كالنظر إلى الهاتف أو الرد على المكالمات، كذلك التلاعب بالملابس أو الأشياء المحيطة بالمصلي باستمرار قد يؤدي إلى بطلان الصلاة إذا تجاوزت الحد المقبول.

يُضاف إلى ذلك، إذا أقدم المصلي على فعل ينافي أركان الصلاة، مثل الحديث عمدًا أو تناول الطعام أو الشرب، فإن ذلك يؤدي إلى بطلان الصلاة بإجماع الفقهاء.

الخشوع في الصلاة وأهميته

الخشوع هو حضور القلب وطمأنينة الجوارح أثناء الصلاة، وهو من أهم العوامل التي تجعل الصلاة مقبولة عند الله تعالى، ولتحقيق الخشوع في الصلاة ينبغي على المسلم أن يستحضر عظمة الموقف وأن يؤدي الصلاة بخشوع وتأنٍ دون استعجال أو التفات.

مكانة الصلاة وفضلها في الإسلام

تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي فريضة فرضها الله على المسلمين في اليوم والليلة خمس مرات، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ”.

كما أن الصلاة تكفر الذنوب والخطايا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ”، مما يؤكد على أن أداء الصلاة بانتظام يساعد على محو الذنوب الصغيرة، ما لم يكن هناك إصرار على الكبائر.

الصلاة نور في الدنيا والآخرة

من فضائل الصلاة أنها نور لصاحبها، حيث تنير قلبه في الدنيا ووجهه يوم القيامة، وتكون سببًا في دخوله الجنة ومرافقته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلاته صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله.

يجب على المسلم أن يؤدي الصلاة بخشوع وطمأنينة وأن يتجنب الحركات التي قد تُبطلها أو تنقص من أجرها، حيث إن المحافظة على الصلاة وأداؤها كما أمر الله تعالى هي طريق النجاة في الدنيا والآخرة، لذا من الضروري الانتباه لأي حركة زائدة أثناء الصلاة والحرص على أداء الفريضة بأكمل صورة لتحصيل الثواب الكامل.

تم نسخ الرابط