الإثنين 07 أبريل 2025 الموافق 09 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي الحاد.. حسام موافي يوضح الأسباب

الفشل الكلوى
الفشل الكلوى

يُعد الفشل الكلوي الحاد من أبرز المشكلات الصحية الخطيرة التي قد تهدد حياة الإنسان إذا لم يتم التعامل معها بالوعي الكافي والمتابعة الدقيقة، حيث تحدث هذه الحالة نتيجة خلل مفاجئ في وظائف الكلى قد يتطور سريعًا ليؤدي إلى مضاعفات كبيرة، وفي هذا السياق ألقى الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، الضوء على أبرز الفئات المعرضة لخطر الإصابة بهذه المشكلة الصحية، وذلك من خلال برنامجه الطبي “ربي زدني علمًا”.

علاقة ضغط الدم بوظيفة الكلى

أوضح الدكتور حسام موافي أن من أهم العوامل التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحدوث الفشل الكلوي الحاد هو اضطراب ضغط الدم، وبالأخص انخفاض ضغط الدم، حيث تعتمد الكلى في عملها الحيوي على تدفق الدم بشكل منتظم، وهذا التدفق يتأثر مباشرة بمستوى الضغط في الأوعية الدموية، وبالتالي فإن أي انخفاض ملحوظ أو مفاجئ في ضغط الدم قد يؤدي إلى خلل في تغذية الكلى بالدم اللازم لقيامها بوظائفها الحيوية بشكل سليم، مما قد ينتج عنه فشل مفاجئ في أدائها.

وأضاف أن كثيرًا من الناس قد لا يدركون أن الكلى كعضو حيوي في جسم الإنسان تعتمد بشكل كبير على استقرار الدورة الدموية، وأن انخفاض الضغط بشكل حاد يعيق وصول الدم إلى الكلى بالكميات المطلوبة، وهو ما يؤدي إلى إصابة مفاجئة فيما يُعرف بالفشل الكلوي الحاد، مشيرًا إلى أن هذه الحالة تستدعي تدخلاً سريعًا وتقييمًا دقيقًا للحالة الصحية للمريض لتفادي المضاعفات.

كيف يتعامل الجسم مع تغيرات ضغط الدم؟

تابع الدكتور موافي حديثه موضحًا الآلية الدقيقة التي تتعامل بها الكلى مع التغيرات في ضغط الدم، ففي الجسم السليم وعند ملاحظة أي انخفاض في الضغط تقوم الكلى بإفراز مادة تساعد على رفع الضغط وإعادته إلى مستواه الطبيعي، وهذه الاستجابة الحيوية تُعد من آليات الدفاع التي يحافظ بها الجسم على أداء الكلى لوظائفها الحيوية.

إلا أن هناك حالات مرضية قد يحدث فيها خلل في هذه الآلية الطبيعية، فعندما يستمر إفراز هذه المادة بشكل غير طبيعي بسبب خلل في الشريان المغذي للكلى، يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم داخل الكلى نفسها، وهو ما يُعرف بارتفاع الضغط الكلوي، هذه الحالة لا تتسبب فقط في زيادة الضغط بل تسهم في تدهور وظائف الكلى على المدى الطويل، وقد تؤدي إلى إصابتها بفشل حاد يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.

أكثر الفئات عرضة للإصابة بالفشل الكلوي الحاد

أشار الدكتور حسام موافي خلال حديثه إلى أن هناك فئات معينة تُعد أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالفشل الكلوي الحاد، وعلى رأس هذه الفئات الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مزمن في ضغط الدم، حيث أن هذا الانخفاض المتكرر أو الطويل الأمد يؤثر بشكل مباشر على كفاءة الكلى ويضعف قدرتها على العمل بشكل سليم.

كما لفت إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض الكلى أو ارتفاع ضغط الدم أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تؤثر على الدورة الدموية مثل أمراض القلب والسكري، يدخلون ضمن دائرة الخطر ويجب أن يتعاملوا مع صحتهم بحذر مضاعف، لأنهم يكونون أكثر عرضة لتدهور مفاجئ في وظائف الكلى.

أهمية الفحص الدوري والوعي الصحي

وشدد الدكتور موافي في نهاية حديثه على أهمية المتابعة الدورية لمستوى ضغط الدم، خاصة لأولئك المعرضين لخطر الإصابة، مشيرًا إلى أن الوعي بأهمية مراقبة الضغط يمكن أن يُجنب المريض العديد من المضاعفات المحتملة، فالكشف المبكر واتباع تعليمات الطبيب فيما يخص ضبط ضغط الدم يُعد من أهم الوسائل الوقائية لحماية الكلى من التدهور.

كما نصح بأن لا يُستهان بأي أعراض قد تشير إلى وجود خلل في ضغط الدم مثل الدوخة المتكررة أو الصداع أو الشعور بالإجهاد المستمر، حيث أن هذه الأعراض قد تكون مؤشرات أولية على مشاكل في الدورة الدموية التي قد تمتد لتؤثر على الكلى بشكل مباشر.

التعامل مع الفشل الكلوي الحاد يبدأ بالوقاية

وأكد الدكتور حسام موافي أن الوقاية هي الخط الدفاعي الأول ضد الفشل الكلوي الحاد، وهي لا تتطلب فقط المتابعة الطبية بل تشمل أيضًا نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والابتعاد عن الممارسات التي تضر بصحة القلب والدورة الدموية، مثل تناول كميات كبيرة من الأملاح أو التدخين أو قلة الحركة.

كما شدد على ضرورة عدم تناول أدوية خافضة للضغط دون إشراف طبي، لأن تناولها دون حاجة حقيقية أو دون متابعة دقيقة قد يؤدي إلى انخفاض الضغط لمستوى خطير يهدد سلامة الكلى ويؤثر على وظيفتها بشكل مباشر.

رسالة طبية شاملة

وجه الدكتور حسام موافي من خلال حديثه رسالة توعوية شاملة لكل من يهتم بصحته وصحة من حوله، مؤكدًا أن الأمراض لا تأتي فجأة دون مقدمات، وأن المؤشرات الأولية مثل اضطراب ضغط الدم يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لأن التعامل المبكر معها قد يحمي المريض من مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي الحاد الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الحاجة للغسيل الكلوي أو حتى زراعة الكلى.

وأوضح أن الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية يقع على عاتقهم دور كبير في نشر التوعية الصحية والتشجيع على الفحوصات الوقائية، لما لها من دور محوري في تقليل العبء الصحي والاجتماعي والاقتصادي الناتج عن هذه الحالات المرضية التي يمكن تلافيها إذا توفرت الوقاية والوعي في الوقت المناسب.

تم نسخ الرابط