السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

بعد قرار الإيقاف من نقابة الأطباء.. مالا تعرفه عن الدكتور جودة عواد

الدكتورة جودة عواد
الدكتورة جودة عواد

في خطوة أثارت الجدل أعلنت نقابة الأطباء في مصر إيقاف الدكتور جودة عواد عن ممارسة المهنة، وهو القرار الذي سلط الضوء من جديد على شخصية هذا الطبيب المثير للجدل، والذي عرف بين الأطباء والمتابعين بمواقفه الطبية غير التقليدية وظهوره الإعلامي المكثف، وقد دفعت هذه الواقعة الكثيرين إلى التساؤل عن خلفية الدكتور عواد، وتاريخه المهني، وأبرز المحطات التي مرت بها مسيرته التي امتدت لعقود.

في هذا المقال يسلط القارئ نيوز الضوء على أبرز 10 معلومات عن الدكتور جودة عواد، استنادًا إلى ما هو متاح من مصادر وبيانات، لفهم خلفية القرار الصادر من نقابة الأطباء، وتفسير التباين الكبير في ردود الفعل بين التأييد والمعارضة، حيث يرى البعض أن قرار الإيقاف كان ضروريًا لحماية المعايير الطبية، فيما يعتبره آخرون قرارًا قاسيًا تجاه طبيبٍ له تاريخ طويل في مجال الطب والإعلام الصحي.

الميلاد والنشأة العلمية

ولد الدكتور جودة عواد في الرابع من يناير عام 1960 بمدينة بنها التابعة لمحافظة القليوبية، وهي المدينة التي شكلت بدايته الأولى مع العلم والطب، فقد التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة، وحصل منها على بكالوريوس الطب والجراحة، وهي الشهادة التي كانت نقطة انطلاقه نحو رحلة طويلة في عالم الطب، ثم استكمل دراسته وحصل على عدد من الدبلومات المهمة، من بينها دبلوم الأمراض الباطنية عام 2018، ودبلوم الباثولوجيا الإكلينيكية والتحاليل الطبية عام 2006، إلى جانب دكتوراه في التغذية العلاجية والمناعة والأمراض المزمنة من جامعة عين شمس في 1996، ودبلوم الدراسات الإسلامية والإمامة من الأزهر الشريف في عام 1985، ما يعكس مزيجًا فريدًا من التكوين العلمي والديني.

الأطباء والتكوين المهني المتكامل

لم يقتصر نشاط الدكتور جودة عواد على الجوانب الأكاديمية، بل شارك في العديد من المؤتمرات الطبية داخل مصر وخارجها، وقدم عددًا من المحاضرات والندوات التي تناولت التطورات في الطب الباطني والتغذية، وقد عُرف بين الأطباء كأحد الأصوات التي تسعى إلى تبسيط المعلومات الطبية لجمهور غير المتخصصين، وذلك من خلال مزجه بين اللغة العلمية واللغة العامة في خطاباته وكتاباته.

الظهور الإعلامي وتأثيره في الجمهور

بدأ الدكتور جودة عواد رحلته الإعلامية من خلال قناة الناس، حيث ظهر في عدد من البرامج التي ناقشت موضوعات صحية متنوعة، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى منصة يوتيوب التي كانت منبرًا واسعًا له للتواصل مع الجمهور، حيث قدم من خلالها محتوى طبياً يلقى رواجًا كبيرًا، وتناولت حلقاته مواضيع مثل علاج الأمراض المزمنة والتغذية السليمة والتداوي بالأعشاب.

وقد لقي أسلوبه المباشر والبسيط قبولًا من قطاعات عريضة من الجمهور، مما جعله أحد أكثر الأطباء متابعة على الإنترنت، غير أن هذا الانتشار الإعلامي صاحبه العديد من الملاحظات المهنية من بعض الزملاء في الوسط الطبي، وخصوصًا من نقابة الأطباء.

المخالفات التي فجرت الأزمة

بحسب ما أعلنت نقابة الأطباء، فإن قرار الإيقاف جاء بعد ما وصفته بمخالفات مهنية واضحة، حيث اتُهم الدكتور جودة عواد بالترويج لعلاجات لا تستند إلى أسس علمية معتمدة، وكان أبرز هذه الادعاءات حديثه المتكرر عن إمكانية علاج مرض السكري باستخدام العسل وسم النحل، وهي أفكار رأى فيها بعض الأطباء خرقًا للممارسات الطبية القائمة على الأدلة، كما دعا في مرات عديدة إلى الاستغناء عن الأدوية الكيميائية والأنسولين، وهي دعوات وصفتها النقابة بأنها تشكل خطرًا على صحة المرضى.

الإسهامات المهنية في مجال الطب

«نقابة الأطباء».. على الرغم من تلك الانتقادات، فإن الدكتور جودة عواد يتمتع بخبرة مهنية تتجاوز العشرين عامًا، وقد عمل في عدد من المستشفيات الكبرى، وكان له دور في تدريب أطباء شباب على أحدث التقنيات في مجال الجراحة العامة، وهو المجال الذي تخصص فيه منذ تخرجه، وقد عرف عنه تقديم طرق مبتكرة في العلاجات الجراحية، وكان له حضور في ورش العمل الطبية التي أقيمت تحت إشراف مؤسسات علمية داخل مصر وخارجها.

الكتب والمؤلفات والتأثير الثقافي

ألف الدكتور عواد عددًا من الكتب الطبية التي تناولت الصحة العامة والتغذية، وتم تداول بعض كتبه على نطاق واسع بين الجمهور، كما نشر مقالات علمية ومجتمعية تلامس قضايا طبية مثيرة للجدل، وكان لهذه الأعمال دور كبير في تشكيل صورة ذهنية إيجابية عند فئة من المتابعين الذين اعتبروا الدكتور عواد نموذجًا للطبيب القريب من الناس.

المؤيدون والمعارضون داخل صفوف الأطباء

من الملفت أن القرار الصادر من نقابة الأطباء لم يمر دون نقاش داخلي بين الأطباء أنفسهم، فقد دافع عنه بعضهم باعتباره خطوة ضرورية لحماية المعايير المهنية، بينما رأى فيه آخرون قرارًا متسرعًا، حيث أشاروا إلى أن بعض الآراء التي يطرحها الدكتور عواد وإن كانت غير تقليدية، إلا أنها تعبر عن اجتهادات علمية قائمة على تجارب وتطبيقات مختلفة، وهذا التباين في الآراء يعكس حجم التحدي الذي يواجهه الأطباء عند التعامل مع قضايا الجدال الطبي العام.

المستقبل المهني بعد الإيقاف

يتوقع مراقبون أن يسعى الدكتور جودة عواد إلى اتخاذ خطوات قانونية للطعن في قرار الإيقاف، أو العمل على تسوية الوضع من خلال مسار قانوني أو نقابي، وربما يعود للظهور مرة أخرى سواء من خلال الإعلام أو من خلال تقديم محتوى طبي على منصات التواصل، وهو ما سيفتح الباب من جديد لمناقشة دور الأطباء في التفاعل مع الجمهور وأهمية التوازن بين العلم والإعلام.

نقاش أوسع حول المسؤولية الإعلامية للأطباء

«نقابة الأطباء»..  تعكس قضية الدكتور جودة عواد جدلًا أوسع داخل المجتمع الطبي والإعلامي حول حدود المسؤولية التي يتحملها الأطباءعندما يقررون الظهور أمام الجمهور، خاصةً في ظل تزايد منصات التواصل الاجتماعي وتأثيرها المباشر على الناس، فهل من حق الطبيب أن يجتهد في تفسير الطب بطريقة جديدة أم يجب الالتزام الحرفي بالمصادر الأكاديمية التقليدية؟ هذا السؤال سيظل مطروحًا بقوة، خاصةً بعد أن أصبحت قضية الدكتور عواد مثالًا حيًا على خطورة التداخل بين المعلومة الطبية والرأي الشخصي في الفضاء العام.

قضية الدكتور جودة عواد تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها الأطباء في العصر الرقمي، فبين الرغبة في التثقيف والمخاوف من التضليل، تتداخل المعايير وتتشابك المسؤوليات، ليبقى القرار بيد الجمهور والجهات المختصة حول من يملك شرعية الحديث في الشأن الطبي ومن يجب أن يُلزم بحدود التخصص والمعرفة العلمية.

تم نسخ الرابط