أنجلينا جولي تدين العدوان على غزة.. «تحولت إلى مقبرة جماعية»

في موقف إنساني صريح وصادم، خرجت النجمة العالمية وسفيرة النوايا الحسنة «أنجلينا جولي» عن صمتها، لتعبّر عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، في ظل ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غير مسبوق، أودى بحياة آلاف المدنيين ودمّر البنية التحتية بالكامل، ووصفت جولي الوضع في غزة بأنه كارثي، مشيرة إلى أن القطاع المحاصر تحوّل إلى «مقبرة جماعية» للفلسطينيين ولكل من يحاول مساعدتهم.

يأتي هذا الموقف عبر منشور قوي أعادت جولي نشره على خاصية «الستوري» بحسابها الرسمي على «إنستجرام»، الذي يتابعها عليه أكثر من 16 مليون شخص حول العالم، ورغم شهرتها كنجم سينمائي عالمي، اختارت جولي أن تستخدم منصتها للتنديد بما يجري في غزة، ما جعل من منشورها مادة دسمة للنقاش الإعلامي والاجتماعي.

«غزة تُباد».. أنجلينا جولي تستنكر الهجوم العسكري الوحشي

في التفاصيل، جاء في المنشور الذي شاركته أنجلينا جولي

«أصبحت غزة مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يساعدهم، مع استئناف القوات الإسرائيلية، وتوسيعها لهجومها العسكري جوًا وبرًا وبحرًا على قطاع غزة».

وأكّد المنشور على أن العدوان لم يقتصر فقط على استهداف مواقع عسكرية، بل طال المدنيين والبنية التحتية الحيوية، مضيفًا «مما أدى إلى تهجير السكان قسرًا ومنع وصول المساعدات الأساسية عمدًا، تُدمر حياة الفلسطينيين مرة أخرى بشكل ممنهج».

رسالة أنجلينا جاءت في وقت عصيب، تشهد فيه غزة قصفًا متواصلاً أسفر عن آلاف القتلى والجرحى، وأدى إلى تدمير شامل للمنازل والمدارس والمستشفيات، وسط صمت دولي متزايد، وتجاهل صارخ للقوانين الإنسانية الدولية.

أنجلينا جولي وسجل حافل في الدفاع عن الشعوب المضطهدة

ليست هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها جولي موقفها الواضح من القضايا الإنسانية، خصوصًا تلك التي تعصف بالعالم العربي. فقد عُرفت بدورها المؤثر كمبعوثة خاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث زارت مخيمات اللاجئين في كل من سوريا والعراق واليمن، وقدّمت تقارير حية عن حجم المعاناة التي يعيشها الأبرياء في تلك المناطق.

وقد أدت هذه التحركات إلى تسليط الضوء عالميًا على الأوضاع المأساوية في الشرق الأوسط، كما دفعت الكثير من المنظمات والحكومات إلى التدخل وتقديم المساعدات، استجابة للضغط الشعبي والإعلامي الناتج عن تغطيات جولي المتكررة.

زيارة إلى تشاد.. وتسليط الضوء على كارثة السودان الإنسانية

وفي منشور حديث لها، شاركت جولي تجربتها الأخيرة من زيارة ميدانية إلى دولة تشاد، حيث التقت بعدد من اللاجئين السودانيين الذين فرّوا من ويلات الحرب والعنف في بلادهم.

وقالت عبر حسابها الرسمي «اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الصباح لمناقشة تكلفة التقاعس والحاجة الملحة لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية بشكل جماعي في السودان والمنطقة. عدتُ مؤخرًا من تشاد، حيث التقيتُ بلاجئين سودانيين فروا عبر الحدود، بسبب الحرب والعنف المستمرين».

جاءت رسالتها لتؤكد مجددًا أن الكارثة في السودان لم تحظَ بعد بالاهتمام الدولي الكافي، رغم أن مئات الآلاف من المدنيين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية داخل وخارج حدود السودان.

تفاعل واسع مع منشور جولي

منشور أنجلينا جولي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول آلاف المستخدمين رسالتها، وأطلقوا وسم #Stand With Gaza الذي تصدّر التريند في عدة دول عربية وأجنبية، واعتبر كثيرون أن موقف النجمة العالمية يُعد من أصدق وأقوى المواقف التي عبّر عنها مشاهير العالم تجاه ما يحدث في فلسطين.

وفي الوقت الذي لزم فيه كثير من الفنانين والمشاهير الصمت، اختارت جولي أن تقف مع الإنسانية، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والدبلوماسية، وهو ما أكسبها احترام الملايين حول العالم.

أنجلينا جولي.. صوت عالمي للعدالة من هوليوود إلى غزة

بفضل رصيدها الإنساني الطويل، لم تعد أنجلينا جولي مجرد ممثلة شهيرة، بل أصبحت رمزًا عالميًا للدفاع عن حقوق الإنسان، وموقفها من العدوان على غزة ينسجم تمامًا مع مسيرتها، ويبرهن على أن النجومية لا تكتمل إلا بمواقف واضحة في وجه الظلم والاضطهاد.

إن استخدام جولي لمنصاتها لمناصرة القضايا العادلة يعكس وعيًا إنسانيًا فريدًا، ويمثل نموذجًا يُحتذى به في عالم الفن والإعلام.

هل تكون صرخة جولي بداية لتغيير عالمي تجاه غزة

رغم قسوة المشهد في غزة، إلا أن مواقف مثل تلك التي أطلقتها أنجلينا جولي تمنح بعض الأمل في أن العالم لا يزال فيه من يرفض الظلم وينتصر للعدالة، فهل تكون رسالتها بداية لتحرّك دولي حقيقي يضع حدًا للكارثة المستمرة؟ أم سيظل صوت الإنسانية يتردّد في الفراغ دون استجابة تُذكر؟

تبقى الأيام وحدها كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن أنجلينا جولي أثبتت أن «النجومية» الحقيقية تُقاس بما تقدمه للإنسانية، لا بعدد الجوائز أو أضواء السجادة الحمراء.