حماس تتمسك بمطالبها.. إطلاق جميع الأسرى مقابل وقف شامل للحرب
«حركة حماس».. في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، مساء الأربعاء، عن تحرك مرتقب من حكومة الاحتلال يتمثل في إرسال وفد إلى الخارج خلال الأيام المقبلة، في مسعى لتحريك ملف صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، التي تواصل التمسك بمواقفها الثابتة بشأن مطالبها لإنهاء الحرب.
وفد إسرائيلي يغادر قريبًا لبحث الصفقة
الصحيفة العبرية أكدت أن الوفد الإسرائيلي الذي سيغادر قريبًا، سيجري محادثات بهدف دفع عجلة المفاوضات حول تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أن هناك رغبة داخل بعض الأوساط الإسرائيلية في الوصول إلى اتفاق يُعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس منذ بداية العدوان على غزة.
نتنياهو يلوح باستمرار الحرب
ورغم هذا التحرك الدبلوماسي، فإن التصريحات السياسية القادمة من رأس السلطة الإسرائيلية لا تزال تميل إلى التصعيد، إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء أن حكومته لن تتراجع عن تحقيق النصر، بحسب وصفه، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستتواصل حتى القضاء على حماس، على حد زعمه.
وتعكس هذه التصريحات تناقضًا بين ما يُحكى عن محاولات سياسية للتوصل إلى تهدئة، وما يُنفّذ فعليًا من تصعيد عسكري على الأرض ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
حماس ترفض الهدنة المؤقتة وتصر على وقف شامل للحرب
في المقابل، أوضحت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن موقف حركة حماس لم يتغير، إذ لا تزال ترفض أي صفقة تتضمن فقط هدنة مؤقتة أو وقفًا جزئيًا لإطلاق النار، وأبلغت بذلك الوسطاء المعنيين بالملف.
وأكدت الحركة وفق الصحيفة أنها تتمسك بعرضها المعلن مسبقًا، والذي ينص على إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف شامل للحرب، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
11 أسيرًا مقابل هدنة 45 يومًا
أما على الجانب الآخر، فقد ذكرت تقارير إعلامية أن إسرائيل اقترحت إطلاق سراح ما بين 10 إلى 11 أسيرًا فقط، من أصل نحو 24 أسيرًا إسرائيليًا حيًا تحتجزهم حماس، مقابل هدنة مؤقتة لمدة 45 يومًا.
لكن هذا العرض قوبل برفض من جانب حركة حماس، التي تعتبر أن العرض لا يتناسب مع حجم التضحيات، ولا يمثل الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يتعرض له المدنيون في غزة من قتل وتدمير.
وفد من حماس إلى القاهرة لمناقشة أفكار جديدة
وفي تطور لافت، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية أن وفدًا من حركة حماس سيتوجه قريبًا إلى العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار.
وتتضمن هذه المبادرة بحسب الوكالة هدنة طويلة الأمد تمتد بين 5 إلى 7 سنوات، تُنفّذ بعد إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وتوقف الحرب بشكل شامل ونهائي.
أما وكالة الصحافة الفرنسية، فقد نقلت عن مصدر في حماس أن الوفد سيبحث مع المسؤولين المصريين «أفكارًا جديدة» بخصوص مسار التهدئة وتبادل الأسرى، دون الكشف عن تفاصيل هذه الأفكار أو توقيتها.
غارات دموية جديدة على غزة
في الوقت نفسه، تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث شنت الطائرات الحربية اليوم الأربعاء هجمات عنيفة طالت عدة مناطق مأهولة، وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في تصعيد جديد يعكس حجم المأزق الذي تعيشه القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل.
ويأتي هذا التصعيد في ظل أجواء توتر داخلي داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب، حيث شهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر «الكابينت» مساء أمس الثلاثاء، خلافات حادة بين أعضائه.
سموتريتش يهاجم ويغادر الاجتماع
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هاجم بشدة رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، متهمًا إياهما بسوء إدارة الحرب وفشل القيادة في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
وقد تطور النقاش داخل الجلسة إلى خلاف حاد، ما دفع سموتريتش إلى الانسحاب من الاجتماع في مشهد يعكس حجم الانقسامات داخل حكومة الاحتلال في ظل استمرار الحرب على غزة دون نتائج واضحة حتى الآن.
