الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

جدعون ساعر.. اعتراف فرنسا بفلسطين يقوّض الاستقرار الإقليمي

القارئ نيوز

حذر وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، من أن أي تحرك فرنسي للاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد سيكون بمثابة خطأ جسيم من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي ويؤثر سلبًا على مكانة فرنسا ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط، على حد تعبيره.

وفي مقابلة نُشرت، اليوم السبت، مع صحيفة التلغراف البريطانية، قال جدعون ساعر إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطينية بشكل منفرد تشكل خطرًا مباشرًا على مسار السلام، وتهدد بإشعال موجة جديدة من التوتر في المنطقة، متوعدًا بـ"خطوات أحادية" قد تتخذها إسرائيل ردًا على ذلك.

سيُضعف فرص السلام ويعزز التطرف

وأوضح الوزير الإسرائيلي أن الخطوة الفرنسية، حال تنفيذها، لن تساهم في تحقيق السلام، بل على العكس، ستمنح دفعة جديدة للقوى المتطرفة وتعزز من حالة الانقسام وتبعد جميع الأطراف عن طاولة المفاوضات.

وقال ساعر: «إذا اختارت باريس السير في هذا الطريق، فستتحمل المسؤولية عن تداعياته، ولن تنجو من آثاره على مستوى علاقاتها في المنطقة». 

ولفت إلى أن موقف فرنسا، إن تأكد، قد يُعد بمثابة كسر لحالة التوازن الدبلوماسي التقليدية، داعيًا باريس إلى إعادة التفكير في هذه الخطوة غير الحكيمة.

لقاء مع نظيره البريطاني.. ورسائل إلى لندن

وفي سياق متصل، تحدث ساعر عن اجتماعه مؤخرًا بنظيره البريطاني، مشيدًا بطبيعة الحوار الذي دار بينهما، والذي وصفه بأنه "لقاء جيد وإيجابي، إلا أنه لم يُخف وجود خلافات في بعض القضايا العالقة، وخصوصًا تلك المتعلقة بالشأن الفلسطيني.

وأكد أن العلاقات مع المملكة المتحدة يجب أن تُبنى على أسس استراتيجية واضحة، داعيًا لندن إلى انتهاج موقف أكثر ودية تجاه إسرائيل، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، على حد تعبيره.

إسرائيل تُدافع عن منع نواب بريطانيين من الدخول

وفيما يخص قرار إسرائيل الأخير بمنع عدد من النواب البريطانيين من دخول أراضيها، دافع ساعر بشدة عن الموقف الإسرائيلي، مؤكدًا أن القانون الإسرائيلي يمنع دخول من يدعون إلى مقاطعة إسرائيل أو دعم حملات لفرض العقوبات عليها.

وأوضح: «هذه مسألة سيادية، ونحن نأمل أن يُفهم موقفنا في إطار احترام قوانين الدولة، وليس كنوع من التحدي أو الاستفزاز».

 ورفض اتهامات بعض النواب البريطانيين بأن الخطوة تأتي في إطار سياسة تكميم للأفواه، قائلاً: «نحن نحترم الحريات، لكن لا يمكننا التساهل مع من يسعون لتقويض شرعيتنا».

مخاوف من انعكاسات دبلوماسية

ويأتي هذا التصعيد الكلامي من جانب إسرائيل في وقت تتزايد فيه التحركات الأوروبية الداعية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، خصوصًا بعد تطورات الأوضاع في غزة، ما يدفع بعض العواصم الأوروبية إلى إعادة تقييم مواقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويرى مراقبون أن تحذيرات إسرائيل تعكس قلقًا حقيقيًا من تراجع الدعم الدولي التقليدي لمواقفها، خاصة في ظل اتساع رقعة الانتقادات الدولية لما يجري في الأراضي الفلسطينية، ما يهدد بانزياح تدريجي في المواقف الأوروبية، لصالح القضية الفلسطينية.

تحركات أوروبية متسارعة وقلق إسرائيلي متصاعد

يُذكر أن فرنسا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي تلوّح بالاعتراف بدولة فلسطينية، إذ تشير تقارير دبلوماسية إلى أن كلًّا من إيرلندا وإسبانيا وبلجيكا وسلوفينيا تدرس اتخاذ خطوة مماثلة خلال الأسابيع القادمة، في إطار ردود الفعل على الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، واستمرار الجمود السياسي.

ورغم أن مثل هذه الاعترافات لا تُغير من الواقع على الأرض، إلا أنها تُعد رمزية قوية ومؤثرة على الساحة الدولية، قد تُعيد إحياء الزخم السياسي للقضية الفلسطينية، بعد سنوات من التهميش والتجاهل.

في المقابل، ترى إسرائيل أن أي تحرك من هذا النوع يُعد تشجيعًا للسلطة الفلسطينية على التصلب في مواقفها، ويقلل من احتمالية العودة إلى مسار التفاوض المباشر، وهي الرؤية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية لتكريسها في محادثاتها مع الدول الأوروبية.

وتخشى إسرائيل من أن يؤدي تراكم هذه الاعترافات إلى تغيير في المعادلة الدبلوماسية العالمية، حيث تتراجع الثقة في جهود الوساطة الأمريكية، وتتنامى المبادرات الأوروبية، ما يعيد تشكيل خريطة التأثير السياسي في الشرق الأوسط.

ويُنتظر أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التوتر الدبلوماسي بين إسرائيل وعدد من العواصم الأوروبية، خاصة مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن المرتقبة لمناقشة الأوضاع في غزة والضفة الغربية.

تم نسخ الرابط