السبت 01 نوفمبر 2025 الموافق 10 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«تحفة القرن الواحد والعشرين».. الصحافة الفرنسية تحتفي بافتتاح المتحف الكبير

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

سلطت الصحف والمجلات الفرنسية الكبرى الضوء على الحدث التاريخي لـ افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) في الجيزة، واصفة إياه بعبارات الإجلال والتقدير. 

وأجمعت هذه المنابر الإعلامية على أن المشروع يمثل إنجازاً معمارياً وثقافياً غير مسبوق، ومؤكدة على أن مصر تعيد تأكيد مكانتها كـ «عاصمة للحضارة الإنسانية» عبر بوابة هذا الصرح العملاق.

في تقرير موسع ومفصل، وصفت صحيفة لو فيجارو (Le Figaro) المتحف بأنه «تحفة القرن الحادي والعشرين».

 وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تفتح أبواب «أكبر متحف في التاريخ مخصص لحضارة واحدة» للعالم. 

وعلقت «لو فيجارو» على التصميم المعماري للمتحف بكونه «مدهشاً»، لافتة إلى أن موقعه الاستراتيجي الذي لا يبعد سوى كيلومترين عن أهرامات الجيزة الخالدة، يوفر للزائر «تجربة فريدة تجمع بين عبق الماضي وروح الحداثة».

 إن هذا التجاور بين أقدم عجائب الدنيا السبع وأحدث صرح ثقافي يرسخ فكرة التواصل الحضاري والاستمرارية.

أهمية رمزية: الإعلان عن عودة مصر إلى صدارة المشهد العالمي

أكدت «لو فيجارو» على الأهمية الرمزية لافتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرة إلى أن المشروع استغرق «أكثر من عقدين من العمل» الشاق والجهد المتواصل.

 واعتبرت الصحيفة أن هذا الافتتاح يمثل «إعلانًا رمزيًا عن عودة مصر القوية إلى صدارة المشهد الثقافي العالمي».

 وتبرز هذه العودة بشكل خاص مع الإعلان عن العرض الكامل ولأول مرة لمقتنيات الفرعون الشاب توت عنخ آمون.

ويعد هذا العرض نقطة جذب محورية، حيث يضم أكثر من 5,000 قطعة أثرية تشمل كنوزاً لا تقدر بثمن من الذهب والمجوهرات والعربات والتماثيل الملكية.

 وقد علقت الصحيفة على أن عرض هذا الكنز كاملاً في مكان واحد سيشكل دافعاً لا يقاوم لعشاق التاريخ والفن من جميع أنحاء الكوكب لزيارة القاهرة

إن تجميع وعرض كنوز توت عنخ آمون بشكلها المتكامل لأول مرة في التاريخ هو حدث عالمي بحد ذاته.

توقعات قياسية: المتحف سيصبح وجهة عالمية أولى ومحركاً للسياحة

من جانبها، ركزت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية على الأثر المستقبلي والحيوي للمتحف على قطاع السياحة العالمية. 

وأبرزت الصحيفة أن المتحف الجديد يتوقع أن يصبح «أحد أكثر الوجهات زيارة في العالم». 

وذهبت «لوموند» أبعد من ذلك، متوقعة أن يجذب المتحف نحو «خمسة ملايين زائر سنوياً»، وهو رقم يؤكد حجم الإمكانات السياحية لهذا الصرح.

وفي تعليق مثير، أشارت «لوموند» إلى أن القاهرة تعيش اليوم «لحظة تاريخية توازي اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون نفسها قبل قرن». 

وهذا التشبيه يوضح مدى الأهمية الثقافية والتراثية التي يوليها الإعلام الفرنسي لهذا الافتتاح، معتبراً إياه نقطة تحول في سرد التاريخ المصري الحديث.

أبعاد المشروع: أكبر من اللوفر ومحور ثقافي للشرق الأوسط

لم يغفل التغطية الفرنسية الأبعاد الضخمة للمشروع من الناحية الهندسية والمساحية. فقد وصفت مجلة جورنال أرتس (Le Journal des Arts) المتحف بأنه «أكبر مشروع ثقافي في الشرق الأوسط».

 وقدمت المجلة مقارنات معمارية لافتة، مشيرة إلى أن المتحف يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 500 ألف متر مربع، وهو ما يعادل «ضعف مساحة متحف اللوفر» الشهير في باريس.

كما لفتت المجلة إلى أن قاعات العرض المخصصة للمقتنيات الأثرية وحدها تمتد على مساحة تزيد عن 18 ألف متر مربع. 

هذه الأرقام الهائلة تؤكد أن المتحف ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مدينة ثقافية متكاملة مصممة بتقنيات عرض حديثة ومرافق متطورة قادرة على استيعاب الملايين.

رسالة حضارية: مصر تجمع بين الأصالة والتجديد

في خلاصة لمجمل التغطية، رأت الصحافة الفرنسية أن افتتاح المتحف المصري الكبير يتجاوز كونه «مجرد حدث أثري أو سياحي»، ليصبح «رسالة حضارية من مصر إلى العالم».

 وتؤكد هذه الرسالة قدرة مصر على الجمع بين «الأصالة والتجديد»، وتصميمها على الحفاظ على إرثها التاريخي كإحدى أقدم الحضارات التي «أبدعت وألهمت الإنسانية عبر العصور».

إن هذا الاحتفاء الفرنسي الواسع يعكس الاعتراف الدولي بقيمة هذا الإنجاز كمنارة للتبادل الثقافي ومحفز للسلام العالمي عبر بوابة التاريخ المشترك.

 فالمتحف ليس مجرد ذاكرة للماضي، بل هو نقطة التقاء للحاضر وتطلع للمستقبل الثقافي المصري والعالمي.

تم نسخ الرابط