حدث فني.. لوحة بوب روس تتصدر مزاد جون أوليفر الخيري

الإثنين 01/ديسمبر/2025 - 04:54 م

حقق مزاد الممثل الكوميدي الشهير جون أوليفر الخيري، والذي نُظم لدعم الإذاعة العامة الأمريكية، إنجازاً غير مسبوق في سوق لوحات الرسام المحبوب بوب روس.

بيعت لوحة «كوخ عند غروب الشمس» التي رسمها روس لحلقة عام 1986 من برنامجه الشهير «متعة الرسم» على قناة بي بي إس، بمبلغ ضخم بلغ حوالي 1.044 مليون دولار أمريكي، وفقاً لما نشره موقع «artnews».

ويُعد هذا السعر رقماً قياسياً جديداً لأعمال الرسام الأمريكي الراحل، وساهمت عائدات المزاد في توجيه أموال لدعم «حرية التعبير» والإعلام العام في الولايات المتحدة.

إرث بوب روس: قطعة فنية لخدمة الإعلام العام

كشف جون أوليفر، مقدم برنامج «الأسبوع الماضي الليلة مع جون أوليفر»، في الحلقة الختامية لعام 2025، أنه تمكن من إقناع ورثة بوب روس ببيع قطعة فنية أخرى من إرث الرسام المحبوب في مزاد علني.

اللوحة التي حققت هذا الرقم القياسي وصفت بأنها «كوخ الغروب الريفي، بتلاله الخضراء المتعرجة وسمائه التي تتلألأ ببطء».

تلقت القطعة الفنية اهتماماً كبيراً، حيث سجلت 35 عرضاً للمزايدة، وفقاً لمجلة «فارايتي»، مما يعكس الشهرة المستمرة والتأثير العاطفي الذي يحمله فن بوب روس للجمهور.

تأثير التخفيضات: الدفاع عن التلفزيون الحكومي

لم يكن هذا المزاد مجرد حدث فني، بل كان يمثل احتجاجاً مباشراً على تخفيضات ميزانية الفنون والثقافة الفيدرالية في الولايات المتحدة.

انتقاد الإدارة: كان أوليفر من أشد المنتقدين لتخفيضات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكبيرة في ميزانية أقسام الفنون والثقافة الفيدرالية، بما في ذلك التلفزيون الحكومي.

إلغاء 1.1 مليار دولار: في حلقة 16 نوفمبر من برنامجه، شرح أوليفر بالتفصيل كيف ألغى البيت الأبيض والكونجرس «1.1 مليار دولار» من مؤسسة البث العام في وقت سابق من هذا العام.

وقد قوضت هذه التخفيضات بشدة وأعاقت عمليات محطات الإذاعة والتلفزيون العامة، التي يخدم العديد منها المجتمعات الصغيرة والريفية في جميع أنحاء البلاد، مما دفع أوليفر للتدخل عبر المزاد الخيري.

خردة أوليفر وتأسيس صندوق الدعم

دفعت هذه الظروف الصعبة جون أوليفر إلى إطلاق مزاد آخر تحت عنوان «خردة جون أوليفر».

كانت هذه العملية عبارة عن بيع عبر الإنترنت لـ 65 عنصراً اختيارياً من برنامجه، وقد انتهت في 24 نوفمبر.

حقق هذا المزاد ما يقرب من 1.54 مليون دولار لصالح صندوق جسر الإعلام العام، وهو صندوق خيري جديد يهدف إلى مساعدة هيئات البث العامة المحلية على البقاء مالياً بعد الإغلاق المفاجئ لمؤسسة البث العام.

مقارنة بأعمال روس السابقة في المزادات

جاء هذا الرقم القياسي الجديد للوحة «كوخ عند غروب الشمس» متفوقاً بشكل كبير على نتائج مزادات سابقة لأعمال بوب روس:

مزاد بونهامز: في وقت سابق من هذا الشهر، عُرضت ثلاثة أعمال أخرى من أعمال روس ضمن مجموعة «متعة الرسم» في مزاد بونهامز بلوس أنجلوس، لجمع التبرعات لصالح التلفزيون الأمريكي العام.

النتائج السابقة:

لوحة «سلام الشتاء» (1993) بيعت بمبلغ 318,000 دولار.

لوحة «جانب الجرف» (1990) بيعت بمبلغ 229,100 دولار.

لوحة «منزل في الوادي» بيعت بمبلغ 114,800 دولار.

وبذلك، بلغ مجموع سعر اللوحات الثلاث في مزاد بونهامز حوالي 662,000 دولار، وهو مبلغ أقل بكثير من الرقم القياسي الجديد الذي حققته لوحة «كوخ عند غروب الشمس» بمفردها، مما يؤكد القيمة الاستثنائية التي اكتسبتها هذه اللوحة بالذات في مزاد أوليفر.

رمزية اللوحات الداعمة لحرية التعبير

اكتسبت لوحات بوب روس في هذا المزاد قيمة رمزية مضاعفة؛ فهي لم تعد مجرد أعمال فنية، بل تحولت إلى أدوات لدعم المؤسسة الإعلامية التي أتاحت للرسام فرصة الشهرة.

وقد أشار أوليفر إلى أن لوحات روس تمثل «الفرح والبساطة»، وهي قيم تتناقض مع تعقيدات المشهد السياسي الحالي.

إن توجيه عائدات بيع «كوخ عند غروب الشمس» نحو دعم الإعلام العام يرسل رسالة قوية حول دور الفن في مقاومة التضييق على «المؤسسات الثقافية والتعبير الحر» في أمريكا.