ابتسامتك صدقة.. خطيب الأزهر: العطاء لا يقتصر على المال فقط
في خطبة الجمعة التي ألقاها من منبر الجامع الأزهر الشريف، أكد الدكتور حسن الصغير، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف، والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، على أهمية المساهمة في مساعدة الآخرين، سواء كانت هذه المساعدة مادية أو معنوية، واستشهد بحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”، مشيراً إلى أن أوجه الخير متعددة ولا تقتصر فقط على المال أو الممتلكات.
افتتح الدكتور حسن الصغير حديثه بالإشارة إلى أهمية التفاعل الإنساني المبني على الرحمة والرفق، موضحاً أن الإنسان قد لا يحتاج بالضرورة إلى المال أو المساعدة المادية، لكنه قد يكون بأمسّ الحاجة إلى الكلمة الطيبة، والبسمة الصادقة، والمعاملة الحسنة التي تشعره بقيمته في المجتمع، وأضاف أن الإسلام دين يدعو إلى التعاون والتكافل في جميع أمور الحياة، سواء كانت معنوية أم مادية، وهو ما ينعكس على العلاقات الإنسانية ويقوي أواصر المحبة والتماسك بين أفراد المجتمع.
وأشار الدكتور الصغير إلى أن هناك العديد من الوسائل البسيطة التي يمكن لكل إنسان من خلالها تقديم الخير للآخرين، ومنها: طلاقة الوجه والتبسم، حيث يعد ذلك عملاً بسيطاً لكن أثره عميق على النفس، كما تطرق إلى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتباره من ركائز التعاون على البر والتقوى، وأوضح أن تبادل الخبرات والمعارف والثقافات بين الناس يُعد شكلاً من أشكال الصدقة المعنوية، التي تسهم في بناء مجتمع قائم على العلم والتعاون المشترك.
كما أكد على أن الإسلام وسّع مفهوم الصدقة ليشمل العديد من الأفعال اليومية البسيطة التي قد يغفل عنها البعض. فعلى سبيل المثال، ذكر أن إرشاد المسلم لأخيه في طريق الضلال صدقة، وكذلك إماطة الأذى من الطريق، كالحجارة أو الشوك، صدقة، وأكد أن في كل معروف صدقة، داعياً إلى عدم تحقير أي عمل خير مهما بدا صغيراً، لأنه قد يكون له أثر كبير في حياة الآخرين.
وخلال الخطبة، شدد الدكتور الصغير من منبر الجامع الأزهر الشريف، على أن الكلمة الطيبة صدقة، وهي من أرقى صور التعاون بين البشر، فالكلمة الطيبة لها قدرة على تهدئة النفوس وبث الأمل وتجديد العزائم، خاصة في أوقات الشدة والمحن، وأوضح أن هذا التوجيه النبوي يعكس جوهر الإسلام في الدعوة إلى الخير والسعي إلى تحقيق مجتمع متكافل ومترابط.
وأوضح أن الهدف الأسمى للإسلام يتمثل في بناء مجتمع يعم فيه التعاون على البر والتقوى، حيث يعمل كل فرد على مساعدة الآخر وفق استطاعته، مما ينعكس إيجابياً على استقامة الحياة وصلاح حال الناس في الدنيا والآخرة، وأضاف أن مثل هذا التعاون هو السبيل لتحقيق السعادة الحقيقية والرقي الإنساني.
واختتم الدكتور حسن الصغير خطبته من منبر الجامع الأزهر الشريف، بالتأكيد على أن الإسلام ليس دين شعائر فقط، بل هو دين حياة يدعو إلى العمل من أجل تحقيق الخير للناس كافة، ودعا المصلين إلى الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملة الحسنة وتقديم المساعدة للآخرين، سواء بالكلمة الطيبة أو الفعل الكريم، لأن هذه الأعمال هي التي تبني مجتمعاً مترابطاً ينعم بالسلام والرحمة.
وفي سياق أخر يواجه العديد من المسلمين أثناء أداء صلاتهم حالات من النعاس، التي قد تؤثر على تركيزهم وتعيقهم عن أداء عبادتهم بشكل صحيح، وقد يتساءل الكثيرون عن تأثير النعاس على صحة الوضوء والصلاة، هذا الموضوع يكتسب أهمية خاصة في حالات الصلاة الطويلة أو في ساعات الليل المتأخرة، حيث يكون الشخص أكثر عرضة للشعور بالتعب والنعاس، في هذا المقال يستعرض القارئ نيوز حكم النعاس أثناء الصلاة كما ورد في فتوى دار الإفتاء المصرية.
الفرق بين النعاس والنوم المستغرق
قبل الحديث عن تأثير النعاس على الصلاة، من المهم التمييز بين نوعين من النوم: النوم اليسير والنوم المستغرق، النعاس وهو حالة من الاسترخاء الجزئي، لا يسبب فقدان الوعي التام، أما النوم المستغرق فيتسبب في غياب الوعي الكامل للمصلي، فتوى دار الإفتاء المصرية تركز على هذا الفرق، موضحة أن النعاس لا يبطل الصلاة أو الوضوء، لكن النوم العميق الذي يسبب غياب الإدراك هو الذي يؤدي إلى نقض الوضوء وإبطال الصلاة.