هل يجوز إخراج الفدية للصلوات الفائتة عن الميت؟.. الإفتاء تجيب
تحرص دار الإفتاء على توضيح المسائل الدينية التي تهم المسلمين في حياتهم اليومية، أجابت دار الإفتاء المصرية عن استفسار ورد إليها من أحد المواطنين عبر موقعها الرسمي، يتعلق بحكم إخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت، كان السؤال يدور حول شخص توفي وكان من المتوقع أنه قد يكون مقصرًا في أداء صلواته المفروضة، ما يجعل السؤال عن إمكانية قضاء هذه الصلوات بعد وفاته أو إخراج فدية عنها أمرًا محوريًا، وقد ردت دار الإفتاء المصرية على هذا الاستفسار بشكل تفصيلي، موضحة الرأي الشرعي في هذا الشأن.
الصلاة والاهتمام بها في حياة المسلم
بدأت دار الإفتاء إجاباتها بتأكيد أن الصلاة من أسمى العبادات التي فرضها الله على المسلمين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وتُعتبر الصلاة بمثابة عماد الدين وأساسه، كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” [النساء: 103].
وأكدت دار الإفتاء على أنه لا يجوز للمسلم التهاون في أداء الصلاة أو تأجيلها عن وقتها المحدد، حيث حذر القرآن الكريم من التهاون في الصلاة في عدة مواضع، مثل قوله تعالى: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ” [الماعون: 4-5].
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام يحرص على أن يؤدي المسلم صلاته في مواعيدها المحددة، ويُستحب أن يكون دائمًا حريصًا على أداء صلواته بشكل صحيح وبشعور من الالتزام والخشوع، وأضافت الدار أن من يترك الصلاة عمدًا أو يفرط في أدائها فهو يعرض نفسه إلى خطر عظيم، وينبغي عليه أن يعود سريعًا إلى الصلاة والتوبة إلى الله.
حكم قضاء الصلاة الفائتة
وفيما يخص حكم قضاء الصلاة الفائتة، أكدت دار الإفتاء أن من يترك الصلاة عمدًا أو نسيانًا أو بسبب عذر مثل المرض أو النوم، فإنه يجب عليه قضاء ما فات من صلوات، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من نسي صلاة فليصلِّ إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك” [رواه البخاري ومسلم]، وهذا يشير إلى أن المسلم الذي يفوت عليه وقت الصلاة يجب عليه أن يؤدي الصلاة عندما يتذكرها.
وأوضحت دار الإفتاء أنه لا إشكال في قضاء الصلاة الفائتة في حياة المسلم، ولكن المشكلة تطرح نفسها في حالة وفاة الشخص، فهل يمكن قضاء الصلاة عنه بعد وفاته؟ هذا هو التساؤل الذي أجابت عنه دار الإفتاء.
حكم الصلاة عن الميت وإخراج الفدية
أما بالنسبة للصلاة عن الميت أو إخراج فدية عنها، فقد أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز أداء الصلاة عن الميت، سواء كانت الصلاة فرضًا أو نذرًا، سواء تركها لعذر أو لغير عذر، جاء هذا الرأي متوافقًا مع ما ورد في فتاوى جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، حيث لا يجوز للولي أن يصلي عن الميت أو يقضي الصلوات الفائتة نيابة عنه، وأوضحت الدار أنه لا تجب الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت، لأن الصلاة من العبادات البدنية التي لا تقبل النيابة فيها سواء في الحياة أو بعد الموت.
وأكدت الدار على أن القول بإخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، لأن الصلاة عبادة فردية لا يمكن أن يُعوض عنها بأي عمل آخر، مثل الفدية أو المال، ولذا لا تجب الفدية عن الصلوات الفائتة للميت، ولا يمكن استبدال الصلاة بأي شيء آخر.
كما نصحت دار الإفتاء المسلمين بضرورة الحفاظ على الصلاة، والتزامهم بأدائها في وقتها، وأكدت على أهمية تعليم الأبناء والأجيال القادمة أهمية الصلاة، والتحذير من التهاون في هذا الركن الأساسي من أركان الإسلام، وأكدت على أن الصلاة هي العبادة التي تتعلق بشكل مباشر بحياة الإنسان في الدنيا والآخرة، وهي السبيل للنجاح والفلاح.
وشددت دار الإفتاء على أنه يجب على المسلم أن يتخذ الصلاة أولوية في حياته، وألا يؤجلها أو يتهاون في أدائها، لأن التهاون في الصلاة قد يؤدي إلى خسارة عظيمة في الدنيا والآخرة.