فى اليوم العالمي للسرطان: نصائح ذهبية لمساندة المرضى برحلتهم

يُعد اليوم العالمي للسرطان مناسبة عالمية تهدف إلى رفع الوعي حول المرض، وتعزيز الجهود المبذولة للوقاية منه، وتحسين حياة المرضى ودعمهم خلال رحلتهم العلاجية، حيث يُشكل السرطان واحدًا من أكبر التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

لذا فإن تقديم الدعم والمساندة للمرضى أمرٌ ضروري يساعدهم في التغلب على التحديات الجسدية والنفسية التي يواجهونها، فالدعم لا يقتصر فقط على العلاج الطبي، بل يمتد ليشمل الدعم النفسي، والاجتماعي، والتغذوي، والمادي، وهو ما يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المريض.

في هذا السياق يستعرض "القارئ نيوز" نصائح ذهبية يمكن أن تُسهم في تحسين حياة المرضى ودعمهم خلال رحلتهم مع المرض، حيث إن تقديم الرعاية المناسبة والوقوف إلى جانبهم يُمكن أن يكون له أثرٌ إيجابيٌ كبير على حالتهم النفسية والجسدية.

1- تقديم الدعم النفسي والعاطفي

يعتبر الدعم النفسي من أهم العوامل التي تساعد مرضى السرطان على مواجهة المرض، حيث يعاني كثير من المرضى من مشاعر القلق والخوف والتوتر، وقد تؤثر هذه المشاعر سلبًا على استجابتهم للعلاج، لذا من المهم أن يكون أفراد العائلة والأصدقاء مصدر قوة للمريض، فمن خلال تقديم الكلمات الإيجابية والتشجيعية، والإنصات له باهتمام، وإظهار الحب والاهتمام، يمكن أن يشعر المريض بالأمان والراحة، كما أن الدعم النفسي لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يمكن أن يكون من خلال التواجد الدائم بجانبه في مواعيد العلاج والفحوصات الطبية، مما يجعله يشعر بأنه ليس وحيدًا في معركته.

2- توفير بيئة إيجابية ومريحة

تُعد البيئة المحيطة بالمريض عاملاً مهمًا في تحسين حالته النفسية والجسدية، حيث يُفضل أن يكون المريض في مكان مريح وهادئ يساعده على الاسترخاء، كما أن ترتيب الغرفة بطريقة تُشعره بالراحة، ووضع أشياء تُحسن من مزاجه مثل الصور العائلية أو الزهور، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على حالته النفسية، كما يُنصح بتجنب الحديث عن المرض بطريقة سلبية أو التركيز على الجوانب المؤلمة منه، بل يجب محاولة نشر الأمل والتفاؤل من خلال مشاركة المريض بأحاديث ممتعة وأنشطة ترفيهية تساعده على الشعور بالسعادة.

3- الاهتمام بالتغذية السليمة

تلعب التغذية دورًا أساسيًا في رحلة علاج مرضى السرطان، حيث يحتاج الجسم إلى الغذاء الصحي لتعزيز المناعة ومكافحة الآثار الجانبية للعلاج، لذا من الضروري الحرص على تقديم وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية مثل البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، كما يُفضل استشارة أخصائي تغذية لتحديد النظام الغذائي المناسب لحالة المريض، فقد يعاني بعض المرضى من فقدان الشهية أو الغثيان بسبب العلاج، لذا يمكن تحضير وجبات خفيفة وسهلة الهضم تساعدهم على تناول الطعام دون الشعور بالإرهاق، كما يُنصح بتشجيعهم على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم وتقليل الشعور بالإجهاد.

4- تقديم المساعدة في الأنشطة اليومية

غالبًا ما يواجه مرضى السرطان صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية بسبب التعب والإرهاق الناتج عن العلاج، لذا من المهم تقديم المساعدة لهم في المهام اليومية مثل تحضير الطعام، أو التسوق، أو الأعمال المنزلية، دون أن يشعروا بأنهم عبء على الآخرين، كما يُفضل إعطاؤهم الفرصة للمشاركة في بعض الأنشطة وفقًا لقدرتهم الجسدية، فذلك يمكن أن يساعدهم في الحفاظ على شعورهم بالاستقلالية والثقة بالنفس.

5- تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الترفيهية

قد يشعر مرضى السرطان بالانعزال عن الحياة الاجتماعية بسبب ظروف العلاج، لذا يُفضل تشجيعهم على المشاركة في أنشطة ترفيهية تُشعرهم بالمتعة وتساعدهم على التخلص من الضغوط النفسية، حيث يمكنهم ممارسة هواياتهم المفضلة مثل القراءة، أو الرسم، أو الاستماع إلى الموسيقى، كما يمكن تنظيم نزهات قصيرة أو جلسات اجتماعية مع الأصدقاء المقربين لتعزيز روحهم المعنوية، فالتواصل الاجتماعي والقيام بأنشطة ممتعة يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تحسين حالتهم النفسية.

6- تعزيز الأمل والتفاؤل

يعتبر الأمل عاملاً أساسيًا في رحلة علاج مرضى السرطان، حيث يمكن للكلمات الإيجابية والتشجيعية أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا على نفسية المريض، لذا من الضروري تعزيز الإيمان بقدرتهم على التغلب على المرض، ومشاركتهم قصص نجاح لأشخاص تمكنوا من الانتصار على السرطان، كما يمكن تحفيزهم على ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق التي تساعدهم في تخفيف التوتر والقلق، بالإضافة إلى تشجيعهم على التفكير بإيجابية والتركيز على اللحظات الجميلة في حياتهم.

دعم مرضى السرطان في رحلتهم يحتاج إلى الكثير من الصبر، والحب، والتفاني، حيث يمكن أن يُحدث الدعم النفسي والجسدي فرقًا كبيرًا في حياة المريض، مما يساعده في مواجهة التحديات بثقة أكبر، فالسرطان ليس مجرد معركة طبية، بل هو تجربة إنسانية تتطلب تكاتف الجميع للوقوف إلى جانب المرضى ومدّهم بالقوة والأمل حتى يتمكنوا من الاستمرار في رحلتهم بشجاعة وإصرار.