لا تهملي صحتكِ.. علامات مبكرة لسرطان عنق الرحم قد تنقذ حياتكِ

يُعد سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، لكنه أيضًا من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها إذا تم اكتشافه مبكرًا، لسوء الحظ قد لا تظهر الأعراض في المراحل الأولى من المرض، مما يجعله خطرًا صامتًا يهدد حياة العديد من النساء، لذا فإن الفحص الدوري والانتباه إلى العلامات المبكرة يمكن أن يكونا المفتاح للحفاظ على صحتكِ وحياتكِ.

في هذا المقال يسلط “القارئ نيوز” الضوء على العلامات المبكرة التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، وأهمية الفحص المبكر، والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة، بالإضافة إلى طرق الوقاية التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحتكِ.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

سرطان عنق الرحم هو نوع من السرطان ينشأ في الخلايا المبطنة لعنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يربطه بالمهبل، في معظم الحالات، يرتبط سرطان عنق الرحم بالإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ومع ذلك ليس كل من يصاب بالفيروس يصاب بالسرطان، حيث تلعب عوامل أخرى مثل ضعف المناعة والتدخين دورًا في تطور المرض.

علامات مبكرة لا يجب تجاهلها

على الرغم من أن سرطان عنق الرحم قد لا يسبب أعراضًا واضحة في مراحله المبكرة، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تستدعي الفحص الفوري. من أهم هذه العلامات:

نزيف غير طبيعي

يُعتبر النزيف غير المعتاد من أكثر الأعراض شيوعًا لسرطان عنق الرحم، قد يحدث هذا النزيف بين فترات الحيض، أو بعد انقطاع الطمث، إذا كنتِ تعانين من نزيف غير طبيعي، فمن الضروري استشارة الطبيب لمعرفة السبب.

إفرازات مهبلية غير طبيعية

الإفرازات المهبلية الطبيعية تكون شفافة أو بيضاء اللون وليس لها رائحة كريهة، لكن إذا لاحظتِ تغيرًا في لون أو رائحة أو قوام الإفرازات، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة، خاصة إذا كانت الإفرازات مائية أو تحتوي على دم.

ألم في منطقة الحوض

إذا كنتِ تشعرين بألم مستمر أو غير مبرر في منطقة الحوض، فقد يكون ذلك مؤشرًا على انتشار السرطان في المراحل المتقدمة، لا تهملي هذه الأعراض واستشيري الطبيب في أقرب وقت ممكن.

مشاكل في التبول

تغيرات مثل الألم عند التبول، الحاجة المتكررة للتبول، أو تسرب البول بشكل غير طبيعي قد تكون مرتبطة بسرطان عنق الرحم، خاصة إذا كان المرض قد انتشر إلى المناطق المحيطة.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم

بالإضافة إلى الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، منها:

التدخين: يزيد التدخين من احتمالية تطور سرطان عنق الرحم، حيث يؤثر على قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات الفيروسية.

ضعف المناعة: النساء اللواتي يعانين من ضعف في الجهاز المناعي، مثل المصابات بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم.

تعدد الشركاء الجنسيين: يزيد من خطر انتقال فيروس الورم الحليمي البشري.

استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لفترات طويلة: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن استخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة قد يزيد من خطر الإصابة.

عدم الخضوع لفحوصات دورية: الفحص المنتظم هو الطريقة الأكثر فاعلية لاكتشاف أي تغيرات غير طبيعية في عنق الرحم قبل أن تتحول إلى سرطان.

أهمية الفحص المبكر في الوقاية والعلاج

يُعد الفحص الدوري، مثل اختبار باب (Pap smear) أو اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV test)، من أهم الوسائل للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، هذه الفحوصات تساعد في اكتشاف الخلايا غير الطبيعية قبل أن تتحول إلى سرطان، مما يزيد من فرص العلاج الناجح.

يوصي الأطباء النساء ببدء الفحوصات الدورية من عمر 21 عامًا،والاستمرار في إجرائها بانتظام وفقًا لتوصيات الطبيب.

طرق الوقاية من سرطان عنق الرحم

لحسن الحظ، هناك العديد من الإجراءات التي يمكنكِ اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، ومنها:

1.التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري: يوفر لقاح HPV حماية فعالة ضد أكثر أنواع الفيروس خطورة. 

2.إجراء الفحوصات الدورية: كما ذكرنا سابقًا، الفحص المنتظم يساعد في الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية.

3.اتباع نمط حياة صحي: تناول الطعام الصحي، ممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين يمكن أن يساعد في تعزيز جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.

4.تجنب السلوكيات الخطرة: مثل العلاقات الجنسية غير المحمية أو تعدد الشركاء الجنسيين، حيث يزيد ذلك من خطر الإصابة بفيروس HPV.

5.الحفاظ على نظافة وصحة الجهاز التناسلي: يمكن أن يقلل ذلك من خطر العدوى والمشاكل الصحية الأخرى.

لا تهملي صحتكِ، فالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم يمكن أن ينقذ حياتكِ، من الضروري أن تكوني على دراية بالعلامات التحذيرية وألا تترددي في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية، كما أن الالتزام بالفحوصات الدورية واتخاذ خطوات وقائية، مثل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، يمكن أن يساعدكِ في تقليل خطر الإصابة بالمرض، صحتكِ أولوية فلا تترددي في العناية بها