السبت 01 فبراير 2025 الموافق 02 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بعد تصريحات داليا مصطفى.. هل ترتبط الصدمات النفسية بارتفاع نسبة السكر بالدم؟

داليا مصطفي
داليا مصطفي

في تصريحات جريئة ومؤثرة، كشفت الفنانة المصرية داليا مصطفى خلال لقاء إعلامي أن الصدمات النفسية والخذلان الذي تعرضت له كانا السبب الرئيسي وراء إصابتها بمرض السكري، وأكدت أنها باتت تعتمد الآن على 4 جرعات من الأنسولين يوميًا للتعامل مع حالتها الصحية.

التوتر والصدمات النفسية: بوابة للسكري؟

تأتي تصريحات داليا مصطفى لتسلط الضوء على العلاقة المحتملة بين الصدمات النفسية ومرض السكري، وهي قضية أكدتها العديد من الدراسات العلمية مؤخرًا، وفقًا لتقرير نشره موقع “تايم”، أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بغيرهم.

تفاصيل الدراسة العلمية

الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry، استندت إلى بيانات جمعتها من 49,739 امرأة شاركن في “دراسة صحة الممرضات الثانية” التي امتدت على مدار 22 عامًا، وخلصت النتائج إلى أن النساء اللواتي عانين من أكبر عدد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة كن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بمن عانين من عدد أقل من الأعراض أو لم يعانين منها على الإطلاق.

لماذا التوتر يزيد خطر الإصابة بالسكري؟

تحدث العلماء في الدراسة عن العلاقة بين التوتر المزمن والسكري، موضحين أن التوتر الشديد يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في الجسم، هذه التغيرات تشمل:

1.اختلال تنظيم الجهاز المناعي: عندما يكون الجسم تحت تأثير التوتر الشديد، قد يتعرض جهاز المناعة لاضطرابات تؤدي إلى زيادة الالتهابات، مما يرفع من احتمالية الإصابة بالسكري.

2.زيادة إفراز الهرمونات: الاستجابة للتوتر تؤدي إلى إفراز مفرط لهرمونات مثل الكورتيزول، الذي يؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم.

3.زيادة الوزن: أشارت الدراسة إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة يرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يدفع التوتر المزمن بعض الأشخاص إلى تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مما يزيد من الوزن ويضاعف خطر الإصابة بالسكري.

النساء والتأثير الأقوى للتوتر

تُظهر الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للتأثر بتبعات التوتر واضطراب ما بعد الصدمة مقارنة بالرجال، الاستجابة العاطفية للتوتر لدى النساء قد تكون أشد، مما يجعل أجسادهن أكثر عرضة للآثار السلبية للتوتر، بما في ذلك اضطراب مستويات السكر في الدم.

داليا مصطفى ليست حالة منفردة

تصريحات داليا مصطفى عن تأثير الخذلان والصدمات النفسية على حالتها الصحية تعكس تجربة يعيشها العديد من الأشخاص، فالصدمات النفسية ليست مجرد مشاعر عابرة؛ بل يمكن أن تتحول إلى ضغوط نفسية وجسدية تؤثر على وظائف الجسم الحيوية وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة.

كيف يمكن التعامل مع التوتر لتجنب مخاطره الصحية؟

يشير الخبراء إلى أن السيطرة على التوتر وإدارته بشكل صحيح قد تساهم في تقليل احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري، ومن أبرز النصائح:

1.ممارسة التمارين الرياضية: تساعد الرياضة على تحسين الحالة المزاجية وتنظيم مستويات السكر في الدم.

2.اتباع نظام غذائي صحي: التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات مع تقليل السكريات والدهون.

3.تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق للمساعدة في تقليل مستويات التوتر.

4.طلب الدعم النفسي: من خلال التحدث مع مختصين أو الانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من تجارب مشابهة.

الصدمات النفسية كعامل خطر لا يجب إهماله

تصريحات داليا مصطفى وتسليط الدراسات العلمية الضوء على هذه الظاهرة يكشفان عن جانب مهم في الطب الوقائي: الحاجة إلى فهم أوسع لتأثير العوامل النفسية على الأمراض المزمنة، الصدمات النفسية قد تكون غير مرئية لكنها تترك بصمات واضحة على الصحة الجسدية.

يبعث هذا النقاش رسالة توعوية للجميع بضرورة إعطاء الأولوية للصحة النفسية كجزء أساسي من الصحة العامة، إدارة التوتر والتعامل مع الصدمات النفسية بطرق صحية ليس رفاهية، بل هو أمر حيوي للحفاظ على جودة الحياة والوقاية من أمراض خطيرة مثل السكري.

تجربة داليا مصطفى تسلط الضوء على أهمية التحدث بصراحة عن التحديات الصحية والنفسية، فهي ليست مجرد قصة شخصية، بل دعوة للتوعية بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية وتأثيراتها العميقة على الجسم.

تم نسخ الرابط