السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

الإكزيما تهاجم الجلد بصمت.. تعرف على أسرارها وطرق السيطرة عليها

الإكزيما
الإكزيما

الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا وتأثيرًا على جودة حياة المريض، فهي لا تقتصر على حكة أو التهاب فحسب، بل قد تتطور إلى حالة مزمنة تترك آثارًا نفسية وجسدية يصعب تجاهلها، وتعتبر الإكزيما مرضًا جلديًا التهابيًا يظهر على شكل بقع جافة ومتهيجة قد تكون حمراء أو متشققة أو مغطاة بقشور، وتصيب جميع الفئات العمرية بدءًا من الأطفال الرضع وحتى كبار السن، وتختلف شدتها من شخص لآخر وقد تظهر وتختفي على شكل نوبات متكررة.

ما هي الإكزيما؟.. أسبابها وطرق التعامل معها بفعالية

الإكزيما هي حالة من فرط تحسس الجلد تؤدي إلى التهابه واحمراره مع شعور بالحكة الشديدة في معظم الأحيان، وتُعرف طبيًا باسم “التهاب الجلد التأتبي”، وهي أكثر أنواع الإكزيما شيوعًا، وعلى الرغم من أن الإكزيما ليست مرضًا معديًا إلا أنها قد تكون مزمنة وتؤثر بشكل كبير على نمط حياة المصابين بها خاصة في الحالات المتقدمة أو غير المعالجة.أسباب الإكزيما.. هل هي وراثية أم بيئية؟

تتنوع أسباب الإكزيما بين عوامل وراثية وبيئية، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض التحسس مثل الربو أو حمى القش يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما، كما تلعب العوامل البيئية مثل التلوث والمواد الكيميائية والملوثات دورًا في تحفيز أو تفاقم الحالة، بالإضافة إلى ذلك فإن العوامل النفسية مثل التوتر والقلق قد تكون سببًا في اندلاع نوبات الإكزيما أو زيادة شدتها، وتعد بعض أنواع الملابس مثل الصوف أو الأقمشة الصناعية من العوامل المثيرة لتهيج الجلد لدى المصابين.

أعراض الإكزيما.. علامات لا يجب تجاهلها

تظهر أعراض الإكزيما على هيئة بقع جافة وحمراء على الجلد مع حكة شديدة قد تؤدي إلى خدوش وجروح في الحالات المتقدمة، كما قد يظهر على الجلد تشققات دقيقة أو تسرب للسوائل أو حتى قشور بيضاء، وتختلف أماكن الإصابة من شخص لآخر لكنها غالبًا ما تكون في اليدين أو المرفقين أو خلف الركبتين أو على الوجه لدى الأطفال، وقد تتسبب الحكة المزمنة في التأثير على النوم وجودة الحياة اليومية للمصاب.

الإكزيما عند الأطفال.. معاناة تبدأ من الصغر

تُعد الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا عند الأطفال، وغالبًا ما تظهر خلال الأشهر الأولى من العمر، حيث يعاني الطفل من بقع جلدية متهيجة ومصحوبة بالحكة الشديدة خاصة في الوجه وفروة الرأس والمفاصل، وتؤثر الإكزيما على راحة الطفل ونومه وتجعله عرضة لالتهابات جلدية متكررة بسبب الحكة والخدش المستمر، ومن المهم أن يتم التعامل مع هذه الحالات بحذر عبر استخدام مرطبات خاصة وتجنب مثيرات الإكزيما قدر الإمكان.

طرق تشخيص الإكزيما.. كيف يتأكد الطبيب من الحالة؟

يعتمد تشخيص الإكزيما بشكل أساسي على الفحص السريري الذي يقوم به طبيب الجلد، حيث يتم تقييم مظهر الجلد والأعراض المصاحبة، كما قد يُطلب من المريض إجراء اختبارات تحسس لتحديد المحفزات البيئية أو الغذائية التي قد تكون وراء تفاقم الحالة، وفي بعض الحالات النادرة يتم أخذ خزعة من الجلد للتأكد من التشخيص واستبعاد أي أمراض جلدية أخرى قد تتشابه مع الإكزيما.

علاج الإكزيما.. بين الترطيب والسيطرة على الالتهاب

يرتكز علاج الإكزيما على ترطيب الجلد بشكل مستمر واستخدام كريمات مضادة للالتهاب تحتوي على الكورتيزون بتركيزات متفاوتة حسب شدة الحالة، كما يُنصح باستخدام مرطبات طبية خالية من العطور والصبغات للحفاظ على رطوبة الجلد وتقليل الجفاف، وقد يتم اللجوء إلى مضادات الهستامين للتخفيف من الحكة خاصة في الليل، وفي الحالات المزمنة أو التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية قد يوصي الطبيب بعلاج ضوئي أو استخدام أدوية مثبطة للمناعة تحت إشراف طبي متخصص.

الوقاية من الإكزيما.. خطوات بسيطة تقي من الألم

الوقاية من الإكزيما تبدأ بمعرفة المحفزات وتجنبها قدر الإمكان، ويشمل ذلك الابتعاد عن الصابون القوي أو المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية، واستخدام ملابس قطنية ناعمة على البشرة، كما يُنصح بتجنب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والحفاظ على رطوبة الجو خاصة في الشتاء باستخدام أجهزة ترطيب الهواء، ولا يقل الجانب النفسي أهمية في السيطرة على الإكزيما حيث يُعد تخفيف التوتر والقلق جزءًا أساسيًا من الخطة الوقائية.

مضاعفات الإكزيما.. متى تصبح الحالة خطيرة؟

قد تؤدي الإكزيما إلى مضاعفات مزعجة إذا لم يتم التعامل معها بشكل جدي، فالحكة المزمنة قد تسبب التهابات بكتيرية بسبب الخدش المستمر، كما أن بعض المصابين قد يعانون من تصبغات جلدية أو ندوب دائمة، وفي بعض الحالات النادرة تتطور الإكزيما إلى ما يُعرف بـ”الإكزيما المعدية” التي تنتقل نتيجة العدوى الثانوية، لذلك يُنصح بعدم إهمال أي علامات تدل على تفاقم الحالة واستشارة الطبيب فورًا.

رغم أن الإكزيما مرض مزمن في كثير من الحالات إلا أن السيطرة عليها ممكنة من خلال التوعية والالتزام بالعلاج والابتعاد عن المحفزات، فمعرفة نوع الإكزيما والعوامل المرتبطة بها يساعد المصابين على التكيف مع الحالة وتقليل أعراضها المزعجة، ويبقى الأمل مفتوحًا دائمًا في ظهور علاجات أكثر فعالية تجعل من الإكزيما مرضًا يمكن التعايش معه دون معاناة مستمرة.

تم نسخ الرابط