السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

التصلب المتعدد.. العدو الخفي للجهاز العصبي| إليك أبرز الأعراض وطرق العلاج

التصلب المتعدد
التصلب المتعدد

التصلب المتعدد هو أحد أكثر الأمراض العصبية المزمنة غموضًا وتعقيدًا، إذ يصيب الجهاز العصبي المركزي بصورة تدريجية وخفية، ويؤثر بشكل مباشر على الحبل الشوكي والدماغ، ويعطل الاتصال بينهما وبين باقي أعضاء الجسم، وقد يظل هذا المرض صامتًا لفترات طويلة، مما يجعل اكتشافه في مراحله المبكرة أمرًا صعبًا بالنسبة للكثيرين، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول أسبابه وأعراضه وطرق علاجه، ويسلط القارئ نيوز الضوء على هذه الاسئلة في هذا المقال المفصل.

ما هو التصلب المتعدد؟

يُعرف التصلب المتعدد بأنه مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغشاء الواقي الذي يُغلف الألياف العصبية والمعروف باسم “المايلين”، ما يؤدي إلى تلفه وظهور ندبات أو تصلب في أماكن مختلفة من الجهاز العصبي، ومن هنا جاءت تسمية المرض بـ”التصلب المتعدد”، حيث أن كلمة “متعدد” تشير إلى تعدد الأماكن المصابة في الجهاز العصبي المركزي.

ولا يزال السبب الرئيسي وراء إصابة بعض الأشخاص بمرض التصلب المتعدد غير معروف بدقة، إلا أن معظم الدراسات ترجح وجود مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، إلى جانب بعض الفيروسات التي قد تُحفّز الجهاز المناعي للعمل بطريقة غير طبيعية.

أعراض التصلب المتعدد.. قائمة طويلة ومتغيرة

تكمن صعوبة التصلب المتعدد في أن أعراضه تختلف من شخص إلى آخر بحسب الجزء المصاب من الجهاز العصبي، كما أنها قد تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي، وقد تختفي لفترة ثم تعود مرة أخرى، ومن بين أكثر الأعراض شيوعًا نجد..

ضعف أو تنميل في أحد الأطراف، وغالبًا ما يحدث هذا الشعور في جهة واحدة من الجسم أو في الساقين.

فقدان جزئي أو كامل للرؤية، وعادة ما يُصاحبه ألم عند تحريك العين، وهي حالة تُعرف بالتهاب العصب البصري.

رؤية مزدوجة أو ضبابية في بعض الأحيان.

الإحساس بالصدمة الكهربائية خاصة عند تحريك الرقبة إلى الأمام، وهي ظاهرة تُعرف باسم “علامة ليرميت”.

الرعشة وصعوبة التنسيق بين الحركات، إلى جانب اضطرابات في التوازن قد تؤثر على المشي.

الإجهاد الشديد والمستمر، وهو عرض يُعتبر من أكثر أعراض التصلب المتعدد إزعاجًا وتأثيرًا على الحياة اليومية.

اضطرابات في وظائف المثانة والأمعاء، وصعوبة في الكلام أو البلع في بعض الحالات المتقدمة.

أنواع التصلب المتعدد ومساراته المختلفة

ينقسم التصلب المتعدد إلى عدة أنواع رئيسية، يختلف كل منها من حيث تطور الأعراض واستجابتها للعلاج، وأبرز هذه الأنواع.

التصلب المتعدد الانتكاسي المتراجع، وهو النوع الأكثر شيوعًا ويتميز بحدوث نوبات من الأعراض الحادة، يعقبها فترات من الهدوء الجزئي أو الكامل.

التصلب المتعدد المتقدم الأولي، وتظهر فيه الأعراض بشكل تدريجي دون نوبات واضحة، ويُعتبر من الأنواع الأقل استجابة للعلاج.

التصلب المتعدد المتقدم الثانوي، وهو تطور لحالة الانتكاسي المتراجع بعد مرور سنوات من ظهور المرض، حيث يبدأ المريض في فقدان قدراته بشكل متسارع.

كيف يتم تشخيص التصلب المتعدد؟

يعتمد تشخيص التصلب المتعدد على مجموعة من الفحوصات السريرية والتقنيات التصويرية، ويأتي في مقدمتها التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يُظهر وجود المناطق المتصلبة داخل الدماغ أو الحبل الشوكي، إلى جانب تحليل السائل النخاعي للبحث عن مؤشرات التهابات معينة، كما يُجري الأطباء اختبارات لقياس سرعة انتقال الإشارات العصبية للتأكد من وجود خلل في التوصيل.

وغالبًا ما يكون التشخيص عملية طويلة ومعقدة نظرًا لتشابه أعراض التصلب المتعدد مع أمراض أخرى مثل الذئبة الحمراء أو أمراض نقص الفيتامينات، لذلك يتطلب الأمر خبرة دقيقة وربط النتائج السريرية بالتحاليل والفحوصات التصويرية.

علاج التصلب المتعدد.. هل هو ممكن؟

رغم أنه لا يوجد حتى الآن علاج نهائي للتصلب المتعدد، إلا أن الطب الحديث قد توصل إلى العديد من الخيارات التي تساعد على التحكم في تطور المرض والتخفيف من أعراضه، ويشمل ذلك.

الأدوية المعدّلة لمسار المرض، وهي أدوية تهدف إلى تقليل عدد الانتكاسات وإبطاء تلف الأعصاب، ومن أشهرها الإنترفيرون بيتا وأدوية مثل “ناتاليزوماب” و”أوكريليزوماب”.

الأدوية التي تُستخدم لعلاج الأعراض المصاحبة مثل مضادات التشنج ومضادات الاكتئاب، إلى جانب الأدوية الخاصة باضطرابات المثانة والعضلات.

العلاج الطبيعي والوظيفي الذي يساعد المرضى على تحسين التوازن وتقوية العضلات وتعلم كيفية التكيف مع التغيرات الجسدية.

الدعم النفسي والاجتماعي الذي يُعد عنصرًا جوهريًا في مسيرة العلاج، خصوصًا وأن مرض التصلب المتعدد يُسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا على المريض وأسرته.

التصلب المتعدد والحياة اليومية

لا شك أن التصلب المتعدد يُشكّل تحديًا كبيرًا في حياة المريض، لكن مع الالتزام بالخطة العلاجية واتباع أسلوب حياة صحي، يمكن تقليل تأثير المرض بشكل ملحوظ، وتشمل النصائح الأساسية في هذا السياق.

الحفاظ على نمط غذائي متوازن وغني بفيتامين د ومضادات الأكسدة.

ممارسة الرياضة بانتظام ولكن بشكل معتدل لتفادي الإجهاد الزائد.

تجنب التوتر والضغوط النفسية لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة لتعزيز قدرة الجسم على مقاومة الانتكاسات.

يظل التصلب المتعدد أحد الأمراض العصبية المزمنة التي لا تزال تحيّر الأطباء والعلماء، ورغم التقدم الكبير في طرق العلاج، إلا أن الاكتشاف المبكر يظل السلاح الأهم في مواجهة هذا المرض الصامت، ومن هنا تأتي أهمية الوعي المجتمعي بأعراض التصلب المتعدد ومراحله المختلفة، فكلما زاد الوعي، زادت فرص السيطرة على المرض وتحسين جودة الحياة.

تم نسخ الرابط