الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تسميم الكلاب يثير الغضب بالجيزة.. والأمن يضبط الجاني خلال ساعات

تسمم الكلاب
تسمم الكلاب

أثارت واقعة تسميم عدد من الكلاب الضالة في أحد شوارع محافظة الجيزة غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يظهر شابا يقود سيارة خاصة، ويتوقف في أحد الشوارع لوضع طعام مسموم للكلاب، مما تسبب في نفوق عدد منهم في مشهد وصفه المتابعون بـ«البشع وغير الإنساني».

وتفاعل رواد منصات التواصل مع الواقعة مطالبين بسرعة التدخل من قبل الأجهزة الأمنية لضبط الجاني ومحاسبته، وسط مطالبات بتشديد العقوبات على من يرتكب مثل هذه الأفعال، التي وصفوها بأنها «انتهاك صارخ لحقوق الحيوان وتعدٍ على القيم الإنسانية».

تحرك أمني سريع وضبط المتهم

استجابة لهذا الغضب المجتمعي، تحركت أجهزة وزارة الداخلية بسرعة، وبدأت في فحص الفيديو المتداول، والذي أظهر بوضوح رقم السيارة المستخدمة في الواقعة.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية مرتكب الواقعة، وتبين أنه طالب يبلغ من العمر 22 عاما، ومقيم بدائرة قسم شرطة الأهرام بمحافظة الجيزة، وتمكنت القوات من ضبطه والسيارة المستخدمة في الواقعة، والتي ظهرت في مقطع الفيديو أثناء عملية تسميم الكلاب.

اعترافات صادمة من المتهم

وخلال استجوابه، اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، مؤكدًا أنه وضع مادة سامة داخل طعام وقدّمه للكلاب الضالة المتواجدة أمام معرض سيارات يمتلكه والده في منطقة العجوزة، موضحا أن تلك الكلاب كانت تتسبب – بحسب زعمه – في إحداث أضرار وتلفيات متكررة بسيارات المعرض.

وقال المتهم في محضر الشرطة: «الكلاب كانت بتبوظ العربيات وبتنبح ليل ونهار، ومش بنعرف نبيع بسببها، فقررت أخلّص عليهم»، وهو الاعتراف الذي أثار مزيدًا من الغضب بعد تسريبه، حيث اعتبره كثيرون استخفافا واضحا بحقوق الحيوان وتعمدًا في الإيذاء.

النيابة تحقق.. وتوجيه تهم التعدي على الحيوان

وبناءً على المحضر المحرر من قبل قوات الأمن، باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، ووجهت للمتهم تهمًا مبدئية تتعلق بالتعدي على الحيوان وتعريضه للأذى، وهي التهم المنصوص عليها في قانون العقوبات وقانون حماية الحيوان المصري رقم 53 لسنة 1966 وتعديلاته، والذي يجرم مثل هذه الأفعال.

ومن المقرر أن يخضع المتهم لجلسة استماع أمام النيابة خلال الساعات المقبلة، لمواصلة التحقيقات، وتحديد ما إذا كان سيتم حبسه احتياطيا على ذمة القضية، لحين صدور القرار النهائي بشأنه.

غضب مجتمعي ودعوات لتغليظ العقوبة

أثارت الواقعة استياء كبيرا بين المهتمين بحقوق الحيوان والمجتمع المدني، حيث طالبت جمعيات الرفق بالحيوان والنشطاء بضرورة إصدار أحكام رادعة بحق كل من يثبت تورطه في تعذيب الحيوانات أو التسبب في نفوقها عمدا، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم لا تقل خطرًا عن الاعتداء على البشر، لما تنطوي عليه من سلوك عدواني لا أخلاقي.

وقالت إحدى الناشطات في مجال الرفق بالحيوان: «القانون المصري لا يزال يحتاج إلى تعديل جذري ليشمل عقوبات مغلظة ضد من يقوم بمثل هذه الأفعال، فلا يُعقل أن يكون التعدي على كائن حي أمرًا يمر مرور الكرام».

مطالب بتفعيل الحلول الرحيمة

في السياق نفسه، دعا عدد من المهتمين بشؤون البيئة إلى تبني الدولة حلولًا رحيمة للتعامل مع ملف الكلاب الضالة، مثل برامج التعقيم والإيواء، والتعاون مع الجمعيات المتخصصة لتقليل أعداد الكلاب في الشوارع دون اللجوء إلى أساليب القتل أو التسميم، التي تؤدي إلى خلل في التوازن البيئي، فضلا عن مخالفتها للمعايير الأخلاقية والإنسانية.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الزراعة إن هناك بالفعل مبادرات قائمة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة، بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، لكن تلك المبادرات تحتاج إلى دعم أوسع من الأجهزة التنفيذية والمحلية لضمان فعاليتها.

قانون حماية الحيوان.. موجود لكن غير مفعل

رغم وجود قوانين مصرية تجرم إيذاء الحيوانات، مثل القانون رقم 53 لسنة 1966، إلا أن العديد من النشطاء يرون أن تطبيق هذه القوانين ضعيف على أرض الواقع، مطالبين بتخصيص نيابة مختصة بجرائم حقوق الحيوان، وتأسيس وحدة تدخل سريع لحماية الكائنات الحية من الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها.

ويظل السؤال الأبرز: إلى متى تظل حقوق الحيوان مهمشة في الأجندة القانونية والمجتمعية؟ وهل تمثل هذه الواقعة نقطة تحول نحو تفعيل حقيقي لقوانين الردع والرحمة في آن واحد؟

تم نسخ الرابط