العاصمة الإدارية تحتضن فعاليات اليوم العربي لـ الملكية الفكرية لعام 2024
في إطار تعزيز الوعي بأهمية حقوق الملكية الفكرية وأثرها في التنمية الاقتصادية، انطلقت اليوم فعاليات الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية في العاصمة الإدارية الجديدة.
الحدث الذي نظم بالشراكة بين الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحت رعاية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، شهد حضور العديد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، فضلاً عن الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة المعنية بهذا المجال.
ركزت الفعاليات على دور حقوق الملكية الفكرية في تعزيز التنمية الاقتصادية في الدول العربية، مع تسليط الضوء على أهمية حماية هذه الحقوق في سياق التطورات العالمية الراهنة.
إعلان العاصمة الإدارية كعاصمة للملكية الفكرية لعام 2024
في خطوة مهمة خلال الحفل، تم الإعلان عن العاصمة الإدارية الجديدة كعاصمة عربية للملكية الفكرية لعام 2024.
وقد تسلم المهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، شهادة براءة الملكية الفكرية وجائزة عاصمة الملكية الفكرية لهذا العام من الدكتور أسامة البيطار، الأمين العام للاتحاد العربي لحقوق الملكية الفكرية.
وأوضح الدكتور أسامة البيطار أن اختيار العاصمة الإدارية الجديدة جاء تقديرًا لمكانتها كرمز للتخطيط الحديث ورؤية حضارية لدولة عربية تحتضن الإبداع وتدعم التنمية المستدامة.
وأكد على أن تهيئة بيئة حاضنة للمبدعين والمشروعات الناشئة يعتمد بشكل أساسي على تعزيز حقوق الملكية الفكرية كأداة رئيسية في بناء اقتصاد معرفي مستدام.
دور الملكية الفكرية في تعزيز التنمية الاقتصادية
أكد المهندس خالد عباس في كلمته أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة يمثل تحولًا تاريخيًا في مصر، حيث تحولت من مجرد أرض صحراوية إلى مدينة متكاملة تضم العديد من الأحياء السكنية والتجارية والاستثمارية.
وذكر أن مشروع العاصمة الإدارية جاء ضمن المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية 2052، الذي يهدف إلى مواجهة الزيادة السكانية المتوقعة وتوفير مدن ذكية ومستدامة.
وأشار إلى أن نجاح العاصمة الإدارية في جذب الإقامة والاستثمار، بما في ذلك وجود 6 جامعات دولية و13 مدرسة، يعكس قدرة الدولة على تقديم بيئة تشجع على الابتكار وتدعم التنمية الاقتصادية.
من جهته، تحدث الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات، عن أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية في ظل التطورات التكنولوجية السريعة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن التعدي على حقوق الملكية الفكرية أصبح أمرًا شائعًا ويمثل تهديدًا للابتكارات الفردية والدول على حد سواء.
وأوضح أن انتهاك هذه الحقوق ينعكس سلبًا على الاستثمارات الوطنية ويؤدي إلى هروب الشركات والابتكارات خارج الحدود، مما يضر بالاقتصاد الوطني.
في هذا السياق، أشار الجوهري إلى أن حماية الملكية الفكرية توفر بيئة جاذبة للاستثمار وتشجع على البحث والتطوير، مما يعزز النمو الاقتصادي المستدام.
التشريعات المصرية لحماية الملكية الفكرية
وفي إطار الجهود المصرية لتعزيز حماية الملكية الفكرية، أشار الدكتور أسامة الجوهري إلى أن مصر قامت بتطوير إطارها التشريعي والمؤسسي لحماية هذه الحقوق، مع إصدار قانون رقم 82 لسنة 2002 الذي يحدد الأساس القانوني لحماية الملكية الفكرية في جميع جوانبها. كما نوه إلى أهمية إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية بموجب قانون رقم 163 لسنة 2023، والذي يختص بتنظيم ورعاية وحماية هذه الحقوق، ويسهم في تعزيز بيئة الأعمال في مصر وجذب المزيد من الاستثمارات.
الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية ورؤية الدول العربية
من جانبها، أكدت المستشارة ريم عيسى الريموني، رئيس الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، أن الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية يمثل خطوة هامة في مسعى الدول العربية لخلق بيئة اقتصادية آمنة ومستدامة.
وأضافت أن الاحتفال يعكس إرادة الدول العربية في تعزيز ورفع الوعي بحقوق الملكية الفكرية، التي تمثل حجر الزاوية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
ولفتت إلى أن رؤية الدول العربية 2030 أسهمت في تطور ودعم برامج ومبادرات تعزز من هذه الحقوق، مشيرة إلى أن الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية يلعب دورًا محوريًا في تنفيذ هذه الرؤى وتطوير المنظومات التي تواكب التوجهات الاقتصادية الحديثة.
الجهود المصرية والتعاون العربي في مجال الملكية الفكرية
في سياق متصل، أكدت المستشارة روان فخوري، مدير إدارة الشركات العربية المشتركة بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية يعد خطوة استراتيجية لدعم الابتكار والإبداع في الدول العربية. وأشارت إلى أن حماية حقوق الملكية الفكرية تسهم في خلق بيئة تشجع على الابتكار من خلال آليات تحفيزية تتعاون فيها مؤسسات القطاع الخاص مع الحكومات العربية.
كما أكدت على أنه سيتم اختيار عاصمة عربية سنويًا للاحتفال بهذا اليوم، مما يعزز الوعي بأهمية حقوق الملكية الفكرية ودورها في تعزيز التنمية المستدامة.
التعاون الدولي وتوعية الشباب بأهمية الملكية الفكرية
خلال الحفل، ألقى إتيان سانز دي أسيدو، الرئيس التنفيذي للجمعية العالمية للعلامات التجارية (INTA)، كلمة مسجلة، حيث أكد على أهمية تعزيز حقوق الملكية الفكرية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن تشريعات الملكية الفكرية تلعب دورًا رئيسيًا في ضمان حماية الابتكارات، كما أشار إلى ضرورة توعية الشباب بأهمية هذه الحقوق، ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري وحماية حقوق المستهلكين.
توقيع مذكرات تعاون وتوصيات اليوم العربي للملكية الفكرية
شهد الاحتفال أيضًا توقيع عدد من مذكرات التعاون بين مختلف الأطراف المشاركة، بما في ذلك مذكرة تفاهم بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية.
المذكرة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات تبادل الخبرات، إجراء الأبحاث العلمية، وتنظيم الفعاليات العلمية والبحثية. كما تم الإعلان عن الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية، الذي تم تحديده في الأول من ديسمبر من كل عام بناءً على توصية مجلس وزراء الاقتصاد في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.