الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كل كلمة محسوبة على الإنسان إلا في 3 حالات.. علي جمعة يوضح

الشيخ علي جمعة
الشيخ علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهمية الالتزام بمنهج الإسلام في التعامل مع النفس والمجتمع، موضحًا أن الإسلام يضع أطرًا واضحة تحكم سلوك الإنسان، وتوجهه نحو ما ينفعه في الدنيا والآخرة، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعيفيسبوك”، استشهد جمعة بكلمات النبي محمد ﷺ التي تشكل قاعدة أساسية في أدب التعامل، حيث قال: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، هذه الكلمات النبوية تحمل معاني عظيمة تدعو الإنسان إلى الابتعاد عن التدخل في شؤون الآخرين، والانشغال بما ينفعه ويعنيه فقط.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن هذا التوجيه النبوي يهدف إلى تحقيق الانضباط السلوكي والارتقاء بالإنسان في حياته اليومية، وأشار إلى أن كثيرًا من الناس يغفلون عن هذا الأدب الرفيع، حيث نجدهم يتحدثون فيما لا يعلمون، ويتدخلون في أمور لا تعنيهم، مما يؤدي إلى وقوعهم في أخطاء تحسب عليهم لا لهم، وقد بيّن النبي ﷺ ذلك بوضوح في حديثه الشريف: “كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله”.

أهمية انتقاء الكلمات

في تفسيره للحديث، أشار جمعة إلى أن الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه قد واجه تساؤلات من قوم تعجبوا من هذا التوجيه، فاستشهد بآيات قرآنية لتوضيح المعنى، منها قوله تعالى: “لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ”، وقوله: “يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا”، هذه الأدلة تؤكد أن كل كلمة ينطق بها الإنسان يجب أن تكون محسوبة، إلا إذا كانت في الخير، كالذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أدب الإسلام شامل

وأضاف جمعة أن النبي ﷺ قد وضع قاعدة ذهبية تُلخص فلسفة الإسلام في أدب التعامل مع النفس والآخرين، حيث قال: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، وأوضح أن هذا الحديث يدعو الإنسان إلى ترك الفضول والانشغال بما لا يعود عليه بالنفع، مما يحقق له التوازن النفسي والاجتماعي، كما استشهد بما ورد عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، الذي نقل عن النبي ﷺ قوله: “على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب”.

الحياء من الله

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن الأدب الإسلامي يتجلى في الحياء من الله، وهو ما عبر عنه النبي ﷺ في قوله: “الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ”.

وأوضح أن حفظ الرأس يشمل حفظ العقل والتفكير من الوقوع في الحرام، كما يشمل حفظ السمع والبصر واللسان من المعاصي، أما حفظ البطن فيعني الامتناع عن أكل الحرام والحرص على تناول الحلال، لأن ذلك يعين الإنسان على الدعاء المستجاب، كما قال النبي ﷺ: “أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء”.

التفكر في المصير

وأكد جمعة على أهمية ذكر الموت والبلى في حياة المسلم، مشيرًا إلى أن هذه التذكرة المستمرة تحفز الإنسان على الالتزام بالحق وتجنب الفسوق، حيث قال الله تعالى: “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ”.

دعوة للعودة إلى أخلاقيات الإسلام

وفي ختام منشوره، دعا الدكتور علي جمعة المسلمين إلى الالتزام بأدب الإسلام الذي يُجمل الحياة ويرتقي بها، مشددًا على أن الإسلام دين يدعو إلى المعروف، والجمال، والنظافة، وينهى عن القبح، وقلة الأدب، وأكد أن التزام الإنسان بهذه القيم يجعله يعيش حياة متزنة، مليئة بالسلام النفسي، ومرضية لله سبحانه وتعالى.

تم نسخ الرابط