الأحد 16 مارس 2025 الموافق 16 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء تجيب.. نقل الدم أثناء الصيام: هل يُفسد الصوم؟

نقل الدم
نقل الدم

تثير بعض الأمور المتعلقة بالصيام تساؤلات كثيرة بين الناس، خاصةً فيما يتعلق بالأفعال التي قد تؤثر على صحة الصوم أو تفسده، ومن بين هذه التساؤلات مسألة “نقل الدم أثناء الصيام”، حيث يعتقد الكثيرون أن التبرع بالدم أو نقل الدم قد يُبطل الصوم، وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية إلى توضيح الحكم الشرعي حول هذا الأمر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

نقل الدم لا يُفسد الصيام

أكدت دار الإفتاء المصرية أن نقل الدم من الصائم لا يُفسد صومه، لأن الصيام يُفسده ما يدخل إلى الجوف من منفذ مفتوح ظاهر حِسًّا، وليس ما يخرج من الجسم، ولذلك فإن سحب الدم للتبرع أو لأي غرض طبي آخر لا يؤثر على صحة الصوم ولا يُبطله، كما أوضحت الدار أن الحكم نفسه ينطبق على الشخص الذي يتم نقل الدم إليه، حيث إن دخول الدم إلى جسده عبر الوريد لا يتم من خلال منفذ طبيعي مفتوح، وبالتالي فإن ذلك لا يُفسد الصوم.

ولكن أشارت دار الإفتاء إلى أن هناك شرطًا يجب مراعاته في حالة نقل الدم أثناء الصيام، وهو أن يكون الصائم قادرًا على تحمل ذلك دون أن يُصاب بضعف شديد أو ضرر، فإذا شعر الصائم بعدم القدرة على مواصلة الصيام بسبب نقل الدم، فله أن يُفطر دفعًا للضرر، ويمكنه تعويض هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان.

حُكم أخذ الحقن أثناء الصيام

وفي سياق متصل، أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال يتعلق بحكم أخذ الحقن سواءً في الوريد أو العضل خلال الصيام، وهل تؤدي هذه الحقن إلى إبطال الصوم؟ وقد أوضحت الدار أن جميع أنواع الحقن التي تُؤخذ عبر الوريد أو العضل بغرض العلاج أو التقوية لا تُبطل الصوم، وذلك لأنها لا تدخل إلى الجوف من خلال منفذ طبيعي مفتوح ظاهرًا حِسًّا.

وأوضحت الدار أن الشرط الأساسي لنقض الصوم هو دخول مادة إلى الجوف عبر منفذ طبيعي مفتوح كالفم أو الأنف، أما المواد التي تدخل إلى الجسم عن طريق الحقن في الوريد أو العضل، فإنها لا تمر من خلال هذه المنافذ الطبيعية، وبالتالي فإنها لا تؤثر على صحة الصيام.

الفرق بين الحقن المفطرة وغير المفطرة

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن جميع الحقن التي يتم أخذها عبر الوريد أو العضل، سواء كانت حقن فيتامينات أو مسكنات أو أي علاج طبي آخر، لا تفطر الصائم.

وأشار عبد السميع خلال بث مباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء إلى أن الحقن التي تُبطل الصوم هي الحقن التي تُؤخذ عبر منفذ مفتوح يؤدي إلى وصول المادة إلى الجوف مباشرة، ومن أبرز هذه الحقن “الحقنة الشرجية”، لأنها تدخل عبر منفذ مفتوح، وتؤدي إلى وصول المادة إلى داخل الجوف، وهو ما يُفسد الصوم.

كما أكد أن الحقن الأخرى التي تُؤخذ من خلال الجلد وتدخل إلى الجسم عبر المسام لا تُبطل الصوم، لأن هذه الطريقة لا تُعد منفذًا طبيعيًا ظاهرًا كما هو الحال مع الفم أو الأنف.

نقل الدم والحقن في ضوء القواعد الشرعية

استنادًا إلى ما أوضحته دار الإفتاء المصرية، فإن نقل الدم سواء من الصائم أو إليه لا يؤثر على صحة الصيام طالما أنه لا يُسبب ضعفًا شديدًا أو ضررًا للصائم، كما أن جميع الحقن التي تُؤخذ في العضل أو الوريد، سواء كانت لعلاج مرض أو لتقوية الجسم، لا تُبطل الصيام لأنها لا تدخل عبر منفذ طبيعي مفتوح.

وفي حالة وجود ضرورة طبية تستدعي نقل الدم أو أخذ الحقن، فإن الشريعة الإسلامية تبيح الإفطار إذا كان الصيام يُشكل خطرًا على صحة الإنسان، على أن يتم قضاء هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان.

وبهذا التوضيح تُزيل دار الإفتاء المصرية الالتباس حول بعض الأحكام المتعلقة بالصيام، خاصةً فيما يتعلق بالإجراءات الطبية التي يحتاجها الإنسان خلال النهار في رمضان، مع التأكيد على أهمية مراعاة الظروف الصحية والرجوع إلى أهل الفتوى عند حدوث أي لبس أو شك فيما يخص صحة الصوم.

تم نسخ الرابط