أوشاكوف.. اللقاء مع ويتكوف رمزي وبناء.. والمحادثات مع كييف على الطاولة

في تطور لافت على صعيد الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بين موسكو وكييف، أعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن لقاء الرئيس فلاديمير بوتين بالمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي جرى اليوم الجمعة في الكرملين، تناول إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.

مفاوضات مباشرة على الطاولة

وقال أوشاكوف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية، إن اللقاء تطرق بشكل واضح إلى مسألة استئناف الحوار المباشر بين الطرفين الروسي والأوكراني.

 وأضاف: «فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية تحديداً، فقد تناول اللقاء، من بين أمور أخرى، إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين ممثلي روسيا الاتحادية وأوكرانيا».

ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس تشهد فيه الجبهة الأوكرانية تصعيداً متقطعاً، بينما تتزايد الضغوط الغربية والوساطات الدولية لفتح قنوات تفاوض جدية، قد تفضي إلى تسوية سياسية للصراع المستمر منذ فبراير 2022.

لقاء بناء وذي طابع رمزي

وأوضح أوشاكوف أن الاجتماع الذي استمر نحو ثلاث ساعات، اتسم بطابع بنّاء وكان مفيداً للطرفين، مؤكداً أن الحوار الذي جرى ساهم في تقريب وجهات النظر، ليس فقط بشأن الملف الأوكراني، بل أيضاً حول عدد من القضايا الدولية الأخرى.

ولفت مساعد الرئيس الروسي إلى رمزية توقيت اللقاء، الذي جرى في الذكرى الثمانين للقاء "إلبه" التاريخي، حين التقت القوات السوفيتية والأمريكية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

 وقال: «هذا اللقاء التاريخي يُجسد روح التحالف القتالي بين البلدين في الحرب ضد النازية، وهو ما يعطي الاجتماع الحالي بُعداً معنوياً خاصاً».

لقاءات متكررة وتواصل دبلوماسي نشط

وأشار أوشاكوف إلى أن بوتين وويتكوف التقيا سابقاً هذا الشهر، في 11 أبريل، خلال اجتماع استمر أكثر من أربع ساعات في مدينة سانت بطرسبورغ، وتركز بشكل أساسي على ملف الحرب في أوكرانيا.

وشارك في لقاء اليوم من الجانب الروسي كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إلى جانب مساعد الرئيس أوشاكوف.

وأكد المسؤول الروسي أن الحوار المثمر بين موسكو وواشنطن سيستمر بوتيرة نشطة في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أهمية استمرار هذه اللقاءات في سياق البحث عن حلول سلمية ودبلوماسية.

مسودة تسوية أمريكية مطروحة

وكانت وكالة «رويترز» قد نشرت في وقت سابق مسودة لخطة تسوية اقترحتها الولايات المتحدة، وقدمها ويتكوف إلى عدد من العواصم الأوروبية وكذلك إلى الجانب الأوكراني في باريس يوم 17 أبريل الجاري. وتضمنت المسودة نقاطاً مثيرة للجدل، على رأسها:

رفع العقوبات المفروضة على روسيا.

الاعتراف بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي ضمتها.

وقف شامل لإطلاق النار.

بدء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا.

تخلي كييف عن السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو».

هذه النقاط، بحسب مراقبين، قد تمثل أساساً أولياً لانطلاق حوار سياسي شامل، في حال أبدى الطرفان الروسي والأوكراني تجاوباً مبدئياً معها.

ترامب.. القرم ستبقى مع روسيا

وفي سياق متصل، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات لمجلة "التايم"، أشار فيها إلى أن القرم ستبقى مع روسيا، محملاً أوكرانيا مسؤولية إشعال فتيل الأزمة من خلال الحديث المتكرر عن الانضمام إلى الناتو، وهو ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

 تزايد الأصوات الدولية الداعية إلى التسوية

ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي الأمريكي الروسي في ظل تزايد الأصوات الدولية الداعية إلى تسوية سلمية توقف نزيف الدم في أوكرانيا، وتجنيب العالم مخاطر اتساع رقعة الصراع.

 ورغم أن الطريق ما زال محفوفاً بالتعقيدات السياسية والعسكرية، فإن اللقاءات المباشرة على هذا المستوى تفتح الباب أمام احتمالات جديدة، قد تحمل في طياتها فرصة لإنهاء الحرب الدامية التي أرهقت أوروبا والعالم.