الوطنى الفلسطيني: غياب حل الدولتين ينذر بانهيار إسرائيل وزوالها
في ظل تصاعد الأزمات في المنطقة، باتت العديد من الأصوات داخل إسرائيل تحذر من خطورة سياسات حكومة الاحتلال التي تتجاهل القانون الدولي وتتمادى في انتهاكاتها.
أكدت عضو هيئة العمل الوطنى الفلسطيني، رتيبة النتشة، أن هذه السياسات لا تُهدد الفلسطينيين وحدهم، بل تُلقي بظلالها على استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال تسير في طريق تدمير نفسها قبل أن تُسبب المزيد من الكوارث في المنطقة، خاصة من خلال قمعها المستمر للشعب الفلسطيني ومحاولاتها المستمرة لمحو حقوقه التاريخية.
اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان
وصفت النتشة اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان بأنها مليئة بالفجوات التي تجعلها غير قابلة للصمود.
وأوضحت أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكدت الطبيعة المؤقتة لهذه الاتفاقية، حيث أشار إلى إمكانية استئناف الحرب في أي وقت إذا برزت "ضرورات أمنية".
واعتبرت أن هذه المواقف الإسرائيلية تكشف عن نوايا عدائية متواصلة تُهدد الاستقرار في لبنان والمنطقة.
اعتداءات الاحتلال في الجنوب اللبناني
في سياق متصل، نددت النتشة بمحاولات جيش الاحتلال اعتقال عدد من اللبنانيين بزعم انتمائهم إلى المقاومة اللبنانية، إلى جانب منع السكان من العودة إلى مناطقهم في جنوب لبنان.
وأكدت أن هذه الانتهاكات تُمثل استمرارية للعدوان الإسرائيلي الذي لا يعترف بالحدود أو المواثيق الدولية
وأضافت أن غياب حل الدولتين واستمرار الاحتلال يُنذر بتفاقم الصراع ليصل إلى قلب إسرائيل نفسها، ما قد يؤدي إلى انهيارها وزوالها تماماً، وفق تعبيرها.
خطر تجاهل حل الدولتين على إسرائيل والمجتمع الدولي
لفتت النتشة الانتباه إلى الأصوات المتزايدة داخل المجتمع الإسرائيلي التي تُحذر من عواقب تجاهل حكومة الاحتلال لحل الدولتين.
وأكدت أن استمرار العدوان على قطاع غزة وانتهاك القرارات الدولية يجعل إسرائيل تفقد صورتها أمام العالم كدولة ديمقراطية أو ذات "جيش أخلاقي"، وهي الصورة التي دأبت على ترويجها لعقود.
وأضافت أن العالم بات يدرك بشكل متزايد وحشية الاحتلال، مما يُضعف موقف إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
مؤتمر دولي للسلام
في ختام حديثها، دعت النتشة إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، يكون هدفه الأساسي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وترسيخ الاعتراف الدولي بها.
وأكدت أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد لوقف شلال الدماء المستمر في الأراضي الفلسطينية، ووضع حد لسياسات الضم غير الشرعي في الضفة الغربية والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
كما شددت على أهمية إجبار إسرائيل على تنفيذ حل الدولتين لإنهاء الاحتلال وضمان سلام دائم في المنطقة.
وفى تصريحاته الأخيرة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بمنع إيران من امتلاك قدرات نووية، مشدداً على أنه سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
ونقلت وسائل إعلام عبرية تصريحات نتنياهو التي جاءت في وقت حساس يشهد تطورات متسارعة في المنطقة.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو عقد مشاورات أمنية مكثفة الليلة الماضية، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، لمناقشة تطورات الأوضاع ومواصلة الحرب على عدة جبهات.
وتأتي هذه التحركات في إطار السياسة الإسرائيلية الرامية إلى التصدي لما تعتبره تهديدات أمنية وجودية، سواء من إيران أو من القوى المتحالفة معها في المنطقة.
التهديدات الإيرانية
أكد نتنياهو في تصريحاته أن الحرب لم تنتهِ بعد وأن النصر هو الهدف الذي لم يتحقق بعد.
وقال إن إسرائيل قد نجحت في إرجاع حزب الله سنوات وعقودًا إلى الوراء في سياق المواجهات الدائرة، مشددًا على أن إسرائيل تحتفظ بحرية العمل العسكري ضد حزب الله في حال خرق الأخير الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن وقف إطلاق النار.
كما أشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله لا يعني بأي حال من الأحوال تجاهل التهديد الإيراني المستمر، إذ أن إيران تظل من أبرز التهديدات التي تواجهها إسرائيل.
وقف إطلاق النار
في سياق تفسيره لسبب وقف إطلاق النار، قال نتنياهو إن الهدف كان فصل الجبهات العسكرية بشكل فعال، وعزل حركة حماس تمامًا عن الصورة في الصراع القائم.
وأضاف أن هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد مشاورات مع المجلس الوزاري المصغر، يعد اتفاقًا عمليًا وقابلًا للتطبيق، وأن إسرائيل ملتزمة بتطبيقه بشكل كامل.
كما شدد على أن إسرائيل ستعمل على إعادة سكان شمال البلاد إلى منازلهم بشكل آمن بعد فترة طويلة من الصراع.
بريطانيا تتبنى إجراءات قانونية ضد نتنياهو
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن استعداد المملكة المتحدة لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة حال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المملكة المتحدة.
وأشار لامي إلى أن بريطانيا ستلتزم التزامًا كاملًا بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، مشددًا على أن المملكة ستتبع الإجراءات القانونية اللازمة بناءً على تلك المذكرة.
هذه التصريحات تضاف إلى موقف بريطانيا الثابت في دعم مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.
التزام المملكة المتحدة بالقانون الدولي
أكد لامي في تصريحاته الصحفية التي أدلى بها على هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة في مدينة فيوجي الإيطالية، أن المملكة المتحدة كانت دومًا ملتزمة بالقوانين الدولية، بما في ذلك نظام روما الأساسي، الذي يعد أساسًا لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب.
وأضاف أن بريطانيا ستستمر في الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك محاسبة أي شخص متورط في ارتكاب جرائم حرب.
كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية أن خطر تسلل حزب الله بريًا إلى شمال إسرائيل قد تم القضاء عليه.
وأشار نتنياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات عسكرية مكثفة أدت إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للحزب، سواء فوق الأرض أو تحتها.
كما أكد أنه وجّه الجيش للاستعداد لأي تصعيد محتمل، مشددًا على إمكانية شن حرب واسعة النطاق في لبنان في حال خرق وقف إطلاق النار من جانب حزب الله.