كيفية أداء صلاة التراويح في المنزل.. الإفتاء توضح الأحكام والشروط

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين حول كيفية أداء صلاة التراويح في المنزل، وما إذا كان يجوز للمسلم أن يصليها منفردًا أو في جماعة مع أهل بيته، فجاءت الإجابة موضحةً الأحكام الشرعية لهذه الصلاة المباركة التي يؤديها المسلمون خلال شهر رمضان الكريم.

حكم صلاة التراويح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التراويح تعد سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي جزء من قيام الليل في شهر رمضان، تبدأ بعد أداء صلاة العشاء وتستمر حتى أذان الفجر، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام رمضان ولكنه لم يُلزم المسلمين بذلك، حيث قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، مما يدل على فضلها العظيم.

عدد ركعات صلاة التراويح

أكدت دار الإفتاء أن عدد ركعات صلاة التراويح ليس ثابتًا بعدد معين، فهي تبدأ من ثماني ركعات ويمكن أن تصل إلى عشرين ركعة، مشيرةً إلى أن الصحابة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانوا يؤدونها عشرين ركعة، وقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم باتباع الخلفاء الراشدين في أمور الدين، حيث قال: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ”.

وبذلك، من استطاع أن يصلي عشرين ركعة فقد أتى بالكمال ونال أجرًا عظيمًا، ومن لم يتمكن من ذلك فله أن يصلي أقل حسب استطاعته، ولا يكون بذلك آثمًا أو تاركًا للفرض، لأن صلاة التراويح من النوافل التي يجازي الله عليها بالثواب دون أن تكون إلزامية.

هل يجوز صلاة التراويح في المنزل؟

أوضحت دار الإفتاء أن الأصل في صلاة التراويح أن تُصلى في المسجد جماعةً مع المسلمين، كما كان الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حيث أمر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجمع المسلمين على إمام واحد في صلاة التراويح، واعتبرها من “نعمة البدعة”، أي أنها بدعة حسنة لها فضل عظيم.

لكن في الوقت ذاته، يجوز للمسلم أن يؤدي صلاة التراويح في منزله منفردًا أو مع أهل بيته، خاصةً إذا كان هناك عذر يمنعه من الذهاب إلى المسجد، كما يرى مذهب المالكية أن أداءها في البيت مندوب بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تعطيل المساجد أو إضعاف الجماعة فيها، ويبقى فضل الصلاة في المسجد أعظم لأن الجماعة تزيد الأجر وتعين على المداومة على العبادة.

كيفية أداء صلاة التراويح في المنزل

لمن يرغب في أداء صلاة التراويح في منزله، يمكنه اتباع الخطوات التالية:

التوجه إلى القبلة ثم تكبيرة الإحرام، وقراءة دعاء الاستفتاح سرًا

قراءة الفاتحة ثم ما تيسر من القرآن الكريم، ويفضل قراءة سور قصيرة لمن لا يحفظ الكثير

الصلاة تكون ركعتين ركعتين، أي يسلم المصلي بعد كل ركعتين، ويستمر في ذلك حتى ينتهي من العدد الذي يريده، سواءً كان 8 ركعات، 10، أو 20 ركعة

بعد الانتهاء من صلاة التراويح، يمكن للمصلي أن يؤدي صلاة الوتر، وهي سنة مؤكدة تُصلى بعد التراويح وتختم بها صلاة الليل

دعاء الاستفتاح في الصلاة

دعاء الاستفتاح هو الدعاء الذي يستحب أن يقوله المصلي بين تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة، وله عدة صيغ وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

“سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك”

“اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد”

ومن لم يقرأ دعاء الاستفتاح في صلاته فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، لكنه مستحب لمن أراد الزيادة في الأجر والثواب.

فضل صلاة التراويح

تتميز صلاة التراويح بفضل عظيم، فهي سبب لمغفرة الذنوب كما ورد في الحديث النبوي الشريف، كما أنها تزيد من القرب من الله وتجعل شهر رمضان فرصة عظيمة لمضاعفة الحسنات، إضافةً إلى أنها تمنح القلب راحة وطمأنينة، وتعين المسلم على الاستمرار في الطاعة طوال الشهر الفضيل.

وأكدت دار الإفتاء أن صلاة التراويح من أعظم العبادات التي يجب على المسلم الحرص عليها سواء في المسجد أو في البيت، وأنها فرصة عظيمة لمضاعفة الأجر والتقرب إلى الله خلال الشهر المبارك.